الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب يريد إسقاط الدستور

أحمد منتصر

2011 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مما يحز في نفسي أن كثيرًا من أشكال الحكم الدكتاتورية ما زالت تحكم مصرنا الغالية ويعطي ويسبغ عليها شباب مثلي ومثلك كالورد الشرعية الكاملة والقداسة. حضرت أمس من سوء حظي مؤتمرا شعبيًا بمدينتي الصغيرة تحدثت فيه الكثير من القوى الوطنية وكان من المفترض أن يتحدث فيه مدير أمن المحافظة الجديد. كنت ذاهبًا للاستماع إلى مدير أمن المحافظة الجديد لأعرفه وأعرف ما سيعدنا به في المرحلة القادمة من بعد توليه منصبه شديد الأهمية الأمنية.

للأسف أخذت (القيادات) كبيرة السن تتحدث وتصهلل وتهلل عبر مكبرات الصوت القميئة مما أصابني بالتعب في أذنيّ بعد ساعة من الزمن عندما أحسست أن مدير الأمن الجديد لن يتحدث إلا بعد دهر. التقطت باقة ورد بلدي رقيقة من شاويش أسمر مبتسم وأخذت بعض الشباب الزاهق مثلي وخرجنا من المؤتمر. سألني شاب حائر عن معنى كلمات تليت على مسامعه عبر المكبر القميء كـ(حزب) وكيفية الانضمام إليه وعن الشخصية التي أرغب بالتصويت لها في انتخابات الرئاسة القادمة وعن أشياء ومصطلحات كبيرة لا أجد داعيًا لذكرها ههنا.

طافت بذهني مجموعة من الأفكار وأنا أجيبه بعلو صوتي كي يسمعني أهمها: لماذا ما زالت هذه (القيادات) الحزبية الكبيرة تتحدث؟ من الذي أعطاها الشرعية الآن واكتفى بارتداء البذلات الفاخرة والوقوف حول المنصة لتنظيم المؤتمر؟ أليسوا هم الشباب الذين قاموا بالثورة المجيدة؟

في الحقيقة كان أغلب الشباب ممن يقبع تحت المنصة ويضع على صدره لافتة صغيرة -تقول (لجنة التنظيم)- من الإخوان المسلمين! ولا عجب فما زال الكثير من شباب الإخوان يدعم القيادات الكبيرة والعقليات الأبوية بالجماعة ويسبغ عليها ما لا تستحقه من القداسة والتقدير.

يا شباب هذه الثورة ثورتكم. ولن تحقق أهدافها بصراخ من هم أكبر منكم. ولتكن تصريحات مرشد الجماعة كشاف نور لكم عندما قال: لا يجوز لعضو الجماعة الانضمام لحزب غير حزب الحرية والعدالة! فماذا لو لم يعجب برنامج الحزب شابًا من جماعة الإخوان المسلمين؟ إلى متى سوف يتحكم بتحركاتكم الآباء؟ إلى متى ستسبغون الشرعية على الآخر لمجرد أنه أكبر منكم سنا وأبيض شعرًا؟

السقف الأبوي المرتفع ما زال يجثم على صدورنا نحن شباب مصر. وأضرب لك مثلا بموقف الحركات الأبوية من التعديلات الدستورية المزمع الاستفتاء عليها في 19 مارس الجاري. فلقد ذهبت كافة الحركات الأبوية كالسلفيين والإخوان إلى التصويت بنعم على هذه التعديلات. وذهبت كافة الحركات التي تأخذ بآراء الشباب قبل إبداء رأي واضح وصريح في أي شيء إلى التصويت بلا على نفس هذه التعديلات. الموقف فيه جانب أيدولوجي بحت إذن. الكبار تناسبهم طريقة إجراء التعديلات فإما أن تقبلها مجمّعة وحزمة واحدة أو ترفضها وهذه طريقة للتربية لديهم معروفة ومألوفة فالأب يقول لك كثيرًا: سأناقشك فيما تقول ولكن اعلم أنك إن لم تقبل بما أرى فسأنفذه رغما عنك في النهاية واضرب رأيك ورأسك بالجدار.

أما الشباب الذي خرج محطمًا التقاليد والمعايير وناسفا الثوابت وضاربًا بعرض الحائط كافة القوى الظلامية الغاشمة بدءًا من وَهم الاستقرار الكاذب حتى تحذيرات الآباء في البيوت بعدم الخروج من البيت. فلا بد لهذا الشباب الواعد أن يكمل رسالته التقدمية الخالدة. لا بد أن ينفذ ما قال ووعد به عندما صرخ وأعلنها على رؤوس الشوارع والأشهاد وفي صدور الميادين:

الشباب يريد إسقاط النظام.

هذه فرصتكم أيها الشباب لاختبار قوتكم وثورتكم. فهل أنتم قدر المسئولية التي قدتم بها مصر إلى بداية عصر متفرد من الديمقراطية والضياء؟ أم سوف تعودون للاستماع إلى آبائكم الذين رضوا بالقليل وأورثوكم الذل والعار والهوان؟

هذا ما سنعرفه يوم 19 مارس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو