الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درع الجزيرة في البحرين : هل هو تحركٌ مذهبي أمْ ماذا ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 3 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك العديد من الاتفاقات الأمنية بين دول الخليج منذ 1981 لكنها بقيت حبرا على ورق , والآن على ما يبدو دخلت بعض هذه الإتفاقيات حيز التنفيذ حينما أوشك نظام البحرين على الأنهيار أمام التظاهرات السلمية المطالبة بحقوقها وها هي دول الخليج ترسل عبر ما تسميه درع الجزيرة , العديد من الآليات والأسلحة والسيارات المدرعة بطواقمها والشرطة وصهاريج الماء وغيرها من المعدات, كل ذلك لأجل قمع البحرانيين المعتصمين والمتظاهرين لأجل طلب الإصلاح وهم عزل من أيّ سلاح سوى الشعارات المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد , ويذكر انّ هذه المعدات قُدمت من العربية السعودية وقطر والامارات وغيرها من دول الخليج . وقد دخلت هذه المعدات فعلا البحرين فأعلنت الحكومة البحرانية اليوم عن حالة طواريء لمدة ثلاثة أشهر, وهي في تقديرها وبمساعدة ما وصلتها من إمدادات عسكرية خليجية أنها كافية للقضاء على المتظاهرين . وقد قامت يوم أمس واليوم في البحرين أعمال عنف ضد , ليس المتظاهرين فحسب , وإنما جميع المدنيين بما في ذلك حسب شهود عيان إختطاف سيارة إسعاف حيث إستعملت الحكومة ومنْ يعاونها العنف بشكل هستيري . أنّ المجنمع الدولي يتفرج الآن على الدماء التي تسفك يوميا من أبناء الشعب العربي في ليبيا التي تلقي طائراتها بالسم الزعاف على ابنائها , كل ذلك والدول الكبرى تعقد اجتماعاتها بدم بارد ولم تتفق الى الآن على صيغة من شأنها الحد من الاعمال الاجرامية للقذافي واعوانه تجاه شعبه اما في اليمن فحدّث ولا حرج حيث استعملت الحكومة اليمنية غازا تدّعي انه مسيل للدموع غير ان الاطباء الذين عالجوا الذين تعرضوا لهذا الغاز اعلنوا عن عدم معرفتهم لنوعية هذا الغاز ونفوا ان يكون غازا مسيلا للدموع وانما هو غاز يحتوي على مواد سامة تحدث اضرارا وأعراضا للمصاب غير معروفة , امّا الجامعة العربية فقد أصدرت في إجتماع وزراء خارجيتها الأخير على استحياء ما يشبه البيان بضرورة وضع حد لانتهاكات القذافي لشعبه . ومن حقها ان لا تذهب الى اكثر من ذلك لأن معظم دول الجامعة العربية تسير على نفس المنوال في تعاملها مع شعوبها .
وعودة الى الحديث عن البحرين ووصول ما يسمى بقوات درع الجزيرة فأقول مضطرا أن الدافع الأول لدول الخليج في وقوفها الى جانب حاكم البحرين , هو مذهبي جملة وتفصيلا فهي تعتقد ان جميع المتظاهرين والمعتصمين هم من شيعة البحرين ولو لم يكن إعتقادها بهذا الشكل لما أرسلت هذه القوات التي تأتي في إطار الأتفاقات الأمنية بين دول الخليج والتي لم تدخل حيّز التنفيذ منذ 1981 والى الآن وما جعلها تدخل التنفيذ هو السبب الذي ذكرته قبل قليل .أنّ الأمور في البحرين بعد دخول قوات درع الجزيرة سوف تنحى منحى خطيرا تسفك فيه دماء لا يعلم مقدارها إلاّ الله , غير أنه وبالمقابل فأنّ هذا التشدد في الإجراءات من قبل الحكومة البحرينية سيزيد من عزم المحتجين والمتظاهرين ويرفع درجة التحدي لهم الى اعلى مستوياتها .
الواقع أن الدول الكبرى أو ما يسمى المجتع الدولي مطالب بأن ينظر لما يحدث لشعوب المنطقة العربية بما يستحقه من إيلاء الأهمية القصوى وإستعمال نفوذها القوي بحكم مركزها الدولي , وهذا ما نشكك بأن تقوم به هذه الدول , بل العكس هو الصحيح لأن تصاعد الأحداث في العالم العربي يفتح لها ابوابا جديدة لتسويق ما لديها من مخزون تسليحي ولْيمتْ من يموت من ابناء العالم العربي , ما دامت المليارات من الدولارات ستدخل الى بنوك الدول الكبرى .!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان