الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معادات أسم كردستان لا يولدعراقا موحدا

هشام عقراوي

2004 / 10 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


....كثيرة هي الاصوات و الاطراف التي تتغنى بالاخوة و الصداقة بين الشعوب العراقية و تدعي بأنها لا تفرق بين القوميات التي تعيش في العراق و تقول بأنها تناضل من أجل عراق ديمقراطي موحد يتمتع فيها الكل بحقوقهم.
ولكن مع الاسف قليلة هي الاحزاب التي تطبق هذه الاقوال على أرض الواقع وتعمل بما تقوله. لا بل ان بعض الاحزاب و الشخصيات العراقية يكذبون أنفسهم بأنفسهم وبلسانهم.
فالمتتبع للشؤون العراقية و للخطاب السياسي للافراد و الجماعات العراقية، يرى بوضوح أن هناك شبه أتفاق بين أغلبية الاطراف العربية على عدم استخدام كلمة كردستان و أستعمال شمال العراق بدلا عنها. وهذا دليل واضح على عداء هذه الاحزاب و الاطراف لكلمة كردستان و أطلاق أسم كردستان على ذلك الجزء من كردستان الذي الحق بالعراق عنوة بعد أنتهاء الحرب العالمية الاولى.
مع الاسف الشديد هناك البعض من العراقيين الذين لايدركون ماذا تعني كلمة كردستان. وهناك من فسرها بطريقة عجيبه واختصارا للجدل فأن كلمة (ستان) تعني وطن أو موطن، اي موطن الكرد. لذا أقول، اذا كانت الارض التي يعيش عليها الكرد ليس موطنا للكرد، فهو موطن من أذن؟؟؟ هل من المعقول أن يطلق على منطقة جغرافية معينة أسمها الجغرافي فقط؟؟؟ فمصطلح شمال العراق يمكن استخدامه في الجغرافيا للتوضيح ولكن ليس في التاريخ و السياسة وعلم الاجتماع والديموغراقيا. لأن شمال العراق هي ليست منطقة متجانسة التكوين الديموغرافي وهي تضم محافظات ديالى و الموصل وحتى تكريت أيضا وعندها تختلط الامور و المجاميع القومية.
اذا أراد المتكلم الحديث عن المنطقة الكردية في العراق، فلا يمكنه أستخدام مصطلح شمال العراق بدلا من كردستان (أو كردستان العراق)، لانها وبكل بساطه لا تعني نفس المكان. ولكن البعض من "أخواننا" العرب لشدة عدائهم لكلمة كردستان و الكرد يخلطون الاوراق. وهذا الخلط المقصود في كل المقايسس تعتبر عنصرية عمياء معادية للكرد و للعلم و التاريخ و الجغرافيه ومعادية لمنطق و كنية الاختيار الطبيعي لاسماء المناطق.
لو عممنا أفتراضا ما يفعله العنصريون والكثير من الاطراف السياسية حيال أسم كردستان، على بعض دول العالم لأصبحت أسماء مناطقها كالاتي:
ولاية عربستان ايران كان سيطلق عليها أسم ولاية جنوب غرب أيران. جمهورية أوكرانيا في العهد السوفيتي كان سيطلق عليه جمهورية جنوب غرب الاتحاد السوفيتي. وأقليم كيبك الكندي لأطلق عليه اسم أقليم غرب كندا. و لأطلق على مقاطعة سفيلاند في السويد أسم مقاطقة وسط السويد. ولأطلق على دارفور في السودان اسم أقليم غرب السودان. ولأطلق على ولاية فلوريدا في أمريكا أسم ولاية (ذيل جنوب غرب أمريكا).
الذين يمانعون أستخدام أسم كردستان في حديثهم ومخاطباتهم لا يعادون الكرد والاسم الذي أختاروه لمناطق تواجدهم فقط بل يعاكسون كل المبادئ الكونية و صدام حسين بالنسبة لهم أنسان ديمقراطي و كان متساهلا مع الكرد، فهو اي صدام مع كل جرائمه تجاه الكرد كان يستخدم اسم كردستان في العديد من مخاطباته و كان يطلق على المنطقة الكردية اسم (منطقة كردستان للحكم الذاتي) أما هؤلاء فيطلقون على كردستان عمدا أسم شمال العراق.
حسنا كي ينطبق الاسمان كردستان و شمال العراق على بعضهما و يعنيان نفس المنطقه الجغرافيه فيجب أن نعتبر محافظات ديالى و الموصل و تكريت أيضا جزءا من كردستان وهذا ما لا يقبله هؤلاء العنصريون وتلك الاطراف. والكرد ايضا من طرفهم لا يطالبون بذلك فكردستان هي كردستان وشمال العراق هو شمال العراق و الاثنان شيئان مختلفان من كل النواحي ولا يتطابقان.
هؤلاء قد يعتقدون بأنهم بهذه الطريقه سيوحدون العراق و يحافظون على تماسكه ووحدته، ولكنهم في الحقيقة و الواقع يفرقون ما بين العراقيين ويزيدون العداء المهزوز أصلا بين قومياته.
فالذين يستعملون مصطلح شمال العراق بدلا من كردستان، لا يخاطبون الكرد. و الكرد لا يفهمونهم خاصة الكرد الذين يحبون وطنهم كردستان وتعودوا على هذا الاسم طوال الحقب الزمنية.
ما يفعلة هؤلاء يشبه الشخص الذي ينادي عمرا و يخاطبه بزيد. كيف يقبل الكردي ان يغير أسم موطنه الى شمال العراق. هل سيرضى العراقي أن يطلق على العراق اسم جنوب تركيا أو شمال السعودية؟؟؟
اسم كردستان هو جزء من الهوية القومية الكردية وهو جزء من حقوقهم القومية. كيف سيحصل الكرد على حقوقهم في الوقت الذي لا يعترف بارضهم و باسمهم. كردستان و الكرد هما مصطلحان مرتبطان ببعضهما ارتباطا أزليا. فاستخدام اسم كردستان هي من الحقوق الاولية للشعب الكردي. وإذا كان هؤلاء يمانعون ويرفضون استخدام اسم كردستان فكيف سيعترفون بحقوق الكرد. الذي لايعترف بالاسم من المستحيل أن يعترف بالمضمون والاصل.
لذا فأن أمتناع بعض العرب لابل و أتفاقهم على عدم استخدام كلمة كردستان دليل كاف بالنسبة للكرد كي لا يثقوا بهم ويطالبون بهويتهم القومية، وأولى البيانات الموجودة في الهوية والتي يجب تثبيتها هي الاسم. واسم موطننا هو كردستان وليس شمال العراق.
أذن فأطلاق الاسم الصحيح على كردستان هي الخطوة الاولى لوحدة العراق حيث عندها يفهم العراقيون بعضهم ويدركون بأنهم على الدرب الصحيح وينجلي الخوف و الشك ويعرفون أن الذين يعيشون معهم هم أناس يمكن الثقة بهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا