الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرد وتحولات البنية

علي متعب جاسم

2011 / 3 / 16
الادب والفن


السرد وتحولات البنية
لدى محمد الأحمد
حكاية الآسرة انموذجاً...

د. علي متعب جاسم
جامعة ديالى/ كلية التربية

• خلاصة القصة
تبدأ هذه القصة بالحديث عن البطل الذي تشغله ذكرى حفرت في خاطره عميقا وجعلت منه إنسانا ينقسم على ذاته مابين عالمين. عالم مخيل هو الذي يعيشه في ذاكرته ثم يتحول الى مخيل مكتوب حينما يقرر تحت إلحاح الذكرى "كتابتها قصة" الذكرى ذكرى حب مع امرأة رسمتها ممرات الجامعة. وتخطفها القدر لتكون الآن أرملة وأما لشابين اما هو فنحت عوالم مخيلة بكلماته .
بعد هدر السنين هل يمكن ان تتحد الحياة من جديد ... ينبؤنا السارد ان كلا الشخصيتين اتخذت حياتها في الأرض سربا من خلال هاجس المرأة ان عالمها الجديد لابد ان تصنعه وقد صنعته بالفعل وحدها .هذا العالم حقيقي لا مزيف "باتت تدرك بان أرشيفها يحوي أسرار المدينة قبل التزوير والتنميق" كما يقول السارد. وإدراكها "أن أبناءها فوق كل اعتبار".

• السرد
هناك أكثر من راو لأكثر من قصة. الراوي الأول هو راو خارجي يروي قصة البطل الذي يعيش حالة حب من خلال استرجاعه لحظات بل ذكريات. والراوي الثاني هو البطل نفسه الذي يقرر رواية قصته وبطلتها هي أنثاه البعيدة القريبة. والراوي الثالث هو بطلة قصة الراوي الثاني وبطل قصتها هو. فالراوي الثاني والثالث يتبادلان المواقع كما ان الراوي الأول يسمح لنفسه بصياغة أفكار ووضع علامات مهمة لسرد الراويين الآخرين. وبالتالي فنحن أمام واقع يعيشه الراوي الثاني "البطل" وعالم مخيل يصنعه لبطلته التي تتخذ المسار نفسه اذ يصبح بطلها الذي يعيش واقعه مخيلا في عالمها المخيل ولكن طبيعة شخصية البطلة وتركيبها يظهر بشكل جلي وواضح لا من خلال سرد البطل الذي وعلى الرغم من انه يقرر ان يكتب بواقعية أحداث قصته كما وقعت إلا انه ينحاز الى مخيلته في مواضع عدة. سنذكر بعضها.
العوالم التي يسردها الراوي الأول مختلفة وتتداخل أحيانا فالبطلة تعيش بين اظابيرها التي مكنتها من التواصل مع المجتمع أي إنها باتت تعلم الكثير عن المدينة وأناسها وبهذا تصبح الاظابير معادلا موضوعيا للمجتمع الذي افتقدت التواصل الحقيقي معه فهي فاعلة ولكن غير متفاعلة. اما البطل فالفارق بين حياته الحقيقية وحياة بطلته انه ينتسب دائما الى الماضي والاسترجاع لازم المشاهد التي ظهر بها.

• تحولات البنية
أكثر من تحول أجراه السارد في مروياته يمكن رصده ب:
تحول الرؤية الواقعية الى الرؤية المخيلة من خلال شروع البطل في كتابة قصته "مع الحفاظ على واقعيتها كما يزعم "
انزلاق الراوي الثاني الى تحريك أحداث مرويه من "المخيل الواقعي إلى مخيله الخاص" ولذا يعتمد الراوي الأول عبارة تكررت عدة مرات هي "كمؤلف حر الخيال "في أشارة الى هذا التحول .
فأثناء سرد قصة البطلة يقول "كان يساعدها في ذلك الراتب التقاعدي الذي تركه لها زوجها لإعالة ولديها ولم يتركها تعاني الفاقة والحرمان (كمؤلف حرّ الخيال) بل مكنها من بناء بيت حوى غرفتين وحديقة.. وحينما يرجع قافلا البطل طبعا من عالمه المخيل الى واقعه يؤذن له السارد ذلك من خلال العبارة نفسها "كان إحساسه بذلك اليوم وهو يكتب عنها انه سيكون فعلا يوما متميزا... الى أن يقول "وودع ذلك الكائن في عزلته القصية مستنفدا ما رزقه الله "كمؤلف حر الخيال" التقطت أذناه بلهفة الموسيقى .....
تحول آخر عندما يحول الراوي الأول مرويه الى رواية حكاية لبطلة قصة بطله وهي أيضا قصة واقعية "تفكر ذات يوم أن تكتب أشياء عن نفسها وفعلا أنجزت من ذلك الكثير من الصفحات يحوي عالمها المدون الموثق الذي لا تغيره الأحداث المتغيرة .... وإنها لا تعيش قصة حبها وفق ما حلمت بها أيام صباها".
يمكن بالنهاية الإشارة الى تحول مهم في حياة شخصية البطلة وهو ما يشكل أيضا النمط الفارق لها عن شخصية البطل فهي أنجزت فعل حياتها بشكل أكثر وضوحا وواقعية في حين هو يصل الى نتيجة "ما فاته من الواقع لا يمكن ان يلحق به على الورق "ولذلك يتساءل "كيف يمكن ان يكون الكاتب ناجحا على الورق فاشلا مع الحياة " .
كانت هذه النتيجة بعد ان روى السارد الأول مشهدا يمكن تأويله او الاستنباء بنهاية القصة "على زجاج نظارتيه تقف حشرة ما بينه وبينها تصير بحجمها وتحجب عنه الرؤية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر تحليلية نفسية
حيدر مزهر يعقوب ( 2011 / 3 / 24 - 22:57 )
مع كل الاتفاق مع الدكتور علي متعب جاسم ..الا ان الموضوع يمكن ان تكون له رؤية تحليلية مستندة الى منظور فرويدي كتحليل للشخصيات التي حد ملامحها السارد الاول وهو محمد الاحمد ...استثمر الصراع النفسي الموجود في شخصياته ليكون محورا يدور حوله القاريء...هذا الصراع الذي انتجه المكبوت اللاشعوري منذ فترة الاروقة الجامعية وحتى بلوغ اولاد البطلة المعشوقة ...الا ان مايتضح ويتجلى اكثر هو ان السارد الثاني كان اكثر تداعيا حرا وفضفضة لمكنوناته الداخلية ..في حين ان الارملة (السارد الثالث) بقيت تعاني الكبت مؤاثرة الابناء على بداية طريق جديد يفتح افاق حياة اخرى كان لها جذورا في الحياة الجامعية...كل ما تقدم ليس بالاهمية بمكان من السؤال الاتي..هل ان محمد الاحمد كان قاصدا في اخفاء هذه الرؤية وكما يسميها كارل يونغ في كتابه علم النفس والادب الابداع الرؤيوي؟؟ ام انه كان يضن بوضوح صراع ابطال قصته اثناء كتابته ؟؟؟وقد يكون الجواب معقدا بعض الشيء ..فالقاريء والكلام ليونغ هو الذي يحدد ..فيما اذا كان محمد الاحمد اخفى هذا الصراع اوكتشفه القاريء..او ان الراوي الاول وفر على القاريء وجعل الصراع واضحا ..تحياتي للاحمد و علي

اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا