الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحرين:إيران والشيعة لن يسكتوا عن التطهير العرقي

معاذ عابد

2011 / 3 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بعد المجازر الطائفية التي تقوم بها القوات البحرينية السعودية المشتركة باستخدام الرموحيات والمدرعات ورصاص الشوزن المتفجر،والغازات السامة ولم يسلم الكبير ولا الصغير من هذا الحقد الطائفي المحموم الذي تقوده المنظومة الإجرامية المكونة من المرتزقة المجنسين وحلفاء الدرع الخليجي العميل،احراق الخيم وقتل المواطنين وإعلان حالة الطوارئ وتهديدات قائد عسكري بقتل واعتقال كل من يخرج في وقت حظر التجول، بدا صبر إيران ينفذ وكما قلت في مقالين سابقين بهذا الخصوص أن النظام الإيراني لن يقف مكتوف اليدين يتفرج على هذه الجرائم وخصوصاً إنها تقترف على أساس الاستقواء الطائفي ولإن إيران أيضا لا تعتبر نفسها دولة ضعيفة في المنطقة فإن الحمية الدينية للنظام الثيوقراطي بدات تتحرك تجاه الشعب البحريني ليس على الصعيد الرسمي الإيراني فقط بل في لبنان والمناطق الشرقية من السعودية ، ولإن أتباع المرجعية الدينية الخامنئية في العالم ليسوا بذلك الضعف بل هم على قدر كبير من القوة إلا في السعودية تقريباً،فإن الوضع لن يبقى على ماهو عليه بل إن إيران تترقب وترسل رسائل مبطنة عبر تحريك اعتصامات مؤيدة للمتظاهرين يشارك فيها عناصر حزب الله وحركة أمل تبعه مباشرة تصريح لقائد حرس الثورة الإسلامي يعبر عن امتعاضه وقلق الجهاز لما يحدث في البحرين،ثم تبعه مباشرة تحذيروزير الدفاع الإيراني من التدخل السعودي في البحرين ويقول إنه سيزيد التوتر في المنطقة،ثم تبعه المرجع الديني السيستاني مما يدلل أن مراكز القوى الشيعية في العالم ترى أن ما يحدث في البحرين هو اضطهاد طائفي لا يمكن السكوت عليه وهذه هي حقيقة الامر، فالمهرب من الثورة الشعبية هو تحويلها لحرب طائفية يكون جلاوزة النظام السعودي وعصابات التكفيريين الوهابيين سعداء بقتل"الرافضة" الأمر الذي لن يسكت عنه قادة الطائفة الشيعية في العالم.
تتمركز الطائفة الشيعية في وسط الشرق الاوسط وبعض الاجزاء منه ومن آسيا وأفريقيا فإيران الدولة التي يحكمها المذهب الشيعي بإمكانياته العسكرية والمادية ووجود حوزة قم المقدسة وحرس الثورة الإسلامية والفدائيين الذي يتوقون للموت في سبيل الولي الفقيه والخزان البشري الكبير من الشيعة في العراق ووجود تنظيمات مسلحة إما تابعة للولاية الفقهية الخامنئية أو مستقلة ولكنها لن ترفض أمر ولي امر المؤمنين أو مراجعهم العِظام،كجيش المهدي الذي يتحرق للقتال للعقلية الراديكالية التي يتبناها أنصار وعناصر هذا الجيش،وحزب الله العراقي وفيلق بدر والعديد العديد من المنظمات التي تحترف حرب العصابات، ناهيك عن حزب الله اللبناني ومليشيات امل ذات الباع الطويل في الحرب الأهلية،والشعب الكويتي ذو التواجد الشيعي الكبير المستعد لما هو اكثر من تمويل المليشيات العسكرية وهذه المسالة" التمويل" هي آخر هم المراكز الشيعية أو صناع القرار في مراكز القوة الثيوقراطية.
تصريح وزير الدفاع الإيراني كان واضحاً بعد اجتماعه مع مجلس الوزراء قال وعقب انتهاء احتجاجات نظمها حزب الله وحركة أمل ومسيرة في الكويت واحتجاج تضامني في عمان والسعودية،قال إن التوتر في المنطقة قد يشعل حريقاً يعمي دخانه شعوب المنطقة.

القوات السعودية والبحرينية تسببت باستثارة عواطف الشيعة عبر حرق الخيام في دوار اللؤلؤة بقصد أو بدون قصد، فإذا كانت تدرك ما تفعل فإنها قد ارتكبت الخطيئة العُظمى بحق نفسها.

إن جوهر العقيدة الشيعية المتمركز عبر الإمامة وعبر الثورة على الظلم التي أرساه الإمام الحسين في كربلاء وما تعرض له من قتل واهل بيته وحرق للخيام وقتل للأطفال هذا الجوهر حمل حزناً واحتقاناً في التكوين النفسي والاجتماعي لدى الشيعة عمره اكثر من 1300 عام تقريباً،استطاع قلة ان يوجهوه إلى جهد سياسي مثل الخميني ومثل موسى الصدر وعباس الموسوي وحسن نصرالله، إن القنوات الفضائية التي تتبع الأجندة الثيوقراطية في المنطقة والمتحالفة بحكم العقيدة والمذهب الذي تحول أيضا إلى برنامج سياسي وعسكري، هذه القنوات بثت صوراً للخيام المحترقة وللرضع الجرحة ولشقيقة تبكي على جثمان شقيقها مما يؤجج العاطفة الثورية لدى الشيعة هذه الحالة التي قال عنها شاعر اليمن عبدالله البردوني في وصفه للجواهري: الجواهري شيعي وللشيع فلسفة وجودية فيثاغورية سبقت سارتر وديبوفوار بقرون كثيرة، هذه الحالة التثورية التي نجحت في أضعف تفجرها في لبنان عبر" المحرومين" وعبر" جيش شهيد والتوابين" لن تكون ضعيفة لأن كربلاء الحسين تُعاد مباشرة على أرض الواقع وبصورة معاصرة في البحرين على يد نظام اضطهد المواطنين الشيعة وبالتحالف مع نظام مازال يضطهدهم ويسبهم جهارا نهارا عبر الشيخ الكلباني ومفتي السعودية الذي حكم ببطلان ثورة الحسين مما يجعله ارتكب خطيئة لا تغتفر سيدفع النظام السعودي والبحريني ثمنها غالياً، إن الثارات الحسينية التي سيأخذها المهدي المنتظر وسينتقم من قتلة الحسين وممثليهم، قد يتم الأخذ بثارات شبيهة بها في البحرين.
النظام البحريني والسعودي مثل طفل احمق يلعب بصاعق متفجرات لجبل من البارود يجلس عليه، عمره التاريخي 1300 سنة وعمره الوقتي يزيد عن 5 عقود، من الإضطهاد الشيعي،وكما صحت التوقعات في المقالين السابقين عن والوضع في البحرين فإنني أعول وبقوة على هذا التحليل للواقع الحاصل بناء على المعطيات الراهنة.
وكما يقول المثل الشعبي....دبور وزن على خراب عشه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا