الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصة الحقيقية لعائلة بوش

أمين الكنوني

2004 / 10 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قامت دار النشر الفرنسية "بريس دولاسيتي" مؤخرا ، بتعاون مع كلود ديشامب ، بترجمة كتاب "العائلة" لصاحبته كيتي كيلي والذي تصدر لائحة الكتب الأكثر مبيعا بالولايات المتحدة الأمريكية في منتصف الشهر الماضي، محدثا رجة هائلة في الأوساط السياسية الأمريكية لتزامن صدوره مع دنو الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي يريد فيها الرئيس الامريكي جورج بوش الإبن الحفاظ على كرسيه الرئاسي، وقد استعاضت دار النشر لفرنسية عن العنوان الأصلي لكتاب "العائلة" في نسخته الإنجليزية ،بعنوان "آل بوش" .
وتعتبر كيتي كيلي مؤلفة "آل بوش "واحدة من أكبر الصحفيات اللواتي عملن في أشهر المؤسسات الإعلامية الأمريكية من الواشنطن بوست إلى نيويورك تايمز مرروا بالنيوزويك، ويعرف عن كيلي بحثها الدؤوب عن أدق التفاصيل في حياة وخصوصيات المشاهير، من سياسيين وفنانين ،وقد سبق لها نشر كتب عن فرانك سيناترا ،نانسي ريغان ،جاكلين كينيدي ،إليزابيث تايلور ،ولم تسلم حتى العائلة الملكية البريطانية من قلم كيلي الساخر والذي يعتبر الحياة الخاصة للمشاهير ملكا للعامة حتى أن بريطانيا منعت كتبها من التداول في أراضيها، كما أن البيت الأبيض أصدر بيانا يعتبر فيه اختيار تاريخ نشر الكتاب مرتبطا بأسباب سياسية،بل أكثر من ذلك دعى البيان،الأمريكيين ووسائل الإعلام،التي تتمتع"بالمصداقية" إلى وضع كتاب كيتي كيلي في المكان المناسب له حسب البيت الأبيض وهو سلة المهملات.
نقرأ على غلاف كتاب "آل بوش" في نسخته الفرنسية وكعنوان ثان صغير" القصة الحقيقية لسلالة حاكمة" ، تنبش كيلي في تاريخ عائلة بوش وسطوتها على قطاعات متعددة ، انحيازها للأغنياء ،وعالمها المترامي الأطراف من النفط إلى السياسة مرورا بالصفقات المشبوهة،غير أن ما يثير الانتباه حقا في كتابها هو اتهامها للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش بتعاطيه للمخدرات بمنتجع كامب ديفيد إبان فترة والده الرئاسية ،وكما هي كيتي كيلي تعتمد في كتبها على المقابلات الشخصية، مع من عاش وكان علي علاقة بمن تكتب عنهم ،فإنها لجأت لشارون بوش الزوجة السابقة لشقيق الرئيس جورج بوش " نيل بوش"، ونيل هو أحد الاشقاء الذين تحاول العائلة أن تحد من ظهورهم في الأضواء وتقزيمهم إلى درجة التحكم في تحركاته منذ زمن بعيد، وحديث شارون بوش يسلط الأضواء على الواقع الحقيقي لأسرة بوش التي قدمت للسياسية الأمريكية الأب ثم الابن في موقع الرئاسة،و تعترف كيلي بان عائلة بوش لن ترضى بأن يتم نشر الكتاب وتوزيعه قبيل أيام معدودات من الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، نقرأ مطلع الكتاب :".... أمسكت قلمي ،وشرعت في خط أولى صفحات هذا الكتاب ، اعتراني خوف لا مثيل له ، فلم يسبق لي الكتابة عن رئيس لايزال ممارسا لسلطاته ،رئيس تتوفر عائلته على أيد عملاقة تتحكم بالولايات المتحدة الأمريكية ،عندما بدأت في إجراء المقابلات وتجميع الشهادات، وجدت أن الكثيرين يرفضون نشر هوياتهم ،لم يكن لدي خيار في مجارة طلبهم رغم أنني أكره الاعتماد على شهادات ومقابلات لا يعرف القراء أصحابها..."، رفض الكثير من معارف وأصدقاء عائلة بوش ، الحديث عن العائلة ،تذرعوا بحجج متنوعة من قبيل ".لو حدثك عن عائلة بوش ،فإنني سألتحق بقائمة المغضوب عليهم..."، "آه لو تعلمين كم هي صغيرة هذه المدينة ،لا أود أن أزعج بوش وعائلته"، "لا أريد البوح بشيء عن هذا القذر وعائلته ،أريد فقط أن أعيش طويلا وأن أرى أحفادي الصغار"، " لن أنس ماحييت هذا الحقير وعائلته وما فعلوه في فلوريدا خلال الانتخابات الرئاسية لعام2000" .
تمنحنا كيلي في مختلف فصول كتابها "آل بوش" ،شعورا قويا، [أن أسرة بوش لم تكن يوما ما مؤهلة للخوض في غمار السياسية وبأنها غير قادرة حاليا على تفريخ المزيد من السياسيين من صلبها ،كما تعترف كيلي بأن السياسة الأمريكية بركة آسنة لا يمكن السباحة فيها بدون أن تتسخ ملابس السياسيين فيها، وتبين كيلي كيف يخوض آل بوش حروب إعلامية خاسرة من أجل إعطاء الرأي العام الأمريكي والعالمي ، صورة متميزة عن عائلة بوش ،المتماسكة والمتدينة، و تكشف صاحبة الكتاب أيضا عن الإمبراطورية المالية لعائلة بوش ،والتي استطاعت أن تتشكل على مدى نصف قرن ،مستفيدة من تواجد أفراد عدة من العائلة في أعلى المناصب السياسية من الرئاسة إلى الكونغريس ، علاوة على تسييرأفراد من العائلة لعدد من الولايات ، على مر التاريخ .
يقع كتاب كيتي كيلي "آل بوش" في نسخته الفرنسية في 684 صفحة،ونقرأ في صفحاته :" ""...تعدت سطوة عائلة بوش بشكل طبيعي ماهو سياسي واقتصادي، لتشمل ماهواجتماعي،حيث تحضرني قصة حزينة لعائلة يهودية ،لم يسلم ابنها من نكت جورج بوش الابن اللاذعة والتهكمية بأندوفر،مما دعاها لرفع شكوى لدى المجلس التأديبي للمدرسة...حيث تم توقيف الطفل اليهودي!!! ، أربعون سنة بعد هذه الواقعة لازالت العائلة اليهودية تخشى انتقام عائلة بوش...هذه العائلة التي بدأ أطفالها في سرقة الأدوات المدرسية منذ نعومة أظافرهم ،والذي عثر في حقيبة أحدهم "جيب بوش" المدرسية على قنينة من الجعة ،في نفس الفترة التي كان فيها "مارفين بوش" يتعاطى المخدرات بأبواب المدرسة..."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح