الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء الرئيس

سعدون محسن ضمد

2011 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هناك أمل يعقده المستبدون على بعضهم البعض، وأمل من جهة أخرى يعقده دعاة التحرر على بعضهم البعض، وكل خسارة يقدمها أي طرف في إحدى هاتين الجبهتين هي ـ وفوق كونها خساره لنفس الطرف ـ بمثابة خيانة من قبله للجهات التي تعقد آمالها عليه. في العراق هناك مشروع معارضة بدأت تتشكل من جماهير المحتجين، ومن الداعمين والمشاركين باحتجاجهم من المثقفين. هذه الجبهة من شأنها أن تعوض النقص المشين الذي تعانيه الحياة السياسية في العراق بسبب اشتراك جميع الكتل السياسية بتشكيلة الحكومة. لكن ما يحز بالنفس أن هناك علامات ضعف، بدأت تلوح في جسد هذه المعارضة، ناشئ مما يمكن اعتباره تخاذلاً بموقف النخب المثقفة. فمنذ أكثر من أسبوع والنقاش يحتدم حول كيفية التعامل مع دعوة تقدمت بها الحكومة لعقد لقاء بين رئيس الوزراء وبين رموز هذه النخبة، وكانت الآراء المطروحة تتراوح بين القبول بهذه الدعوة بحجة مواجهة الحكومة بأخطائها، وبين رفضها بمبرر أن الحكومة لم تثبت حسن نواياها بمقدار يكفي تبرير اللقاء بها.
شخصياً أقف مع الرأي الثاني لعدم قناعتي بالمبررات التي قدمها الساعين لتحقيق اللقاء، فنحن كنخبة لا نمثل المتظاهرين لنلتقي رئيس الوزراء باسمهم. كما أن رئيس الوزراء لم يسمع منّا سابقاً ـ أو اهتم بالسماع منّا ـ حتى نطمع في إقناعه بضرورة التعامل الجاد مع مطالب المحتجين، وما حدث في موضوع تقييد الحريات أكد تعالي الحكومة على المثقفين وعدم احترامها لآرائهم. كما أنني استنكر أن يلتقي مثقفي العراق برئيس حكومة اعتدت على المتظاهرين لمجرد أنهم مارسوا حقهم الدستوري بالتظاهر، واختطفت الإعلاميين واعتدت عليهم بالضرب والإهانة لمجرد أنهم مارسوا دورهم بتغطية هذه الاحتجاجات.
كان على الداعين لتحقيق اللقاء من المثقفين أن يطالبوا رئيس الحكومة الاعتراف بجرائم القتل التي ارتكبتها حكومته بحق المحتجين، والاعتراف بمخالفة هذه الحكومة للدستور وهي تعتقل وتختطف المتظاهرين، وتحول بينهم وبين حقهم بالتظاهر من خلال حضر تجوال المركبات قبيل الاحتجاجات. وكان عليهم أن يطالبوه أيضاً بالاعتذار عن هذه الجرائم والمخالفات الدستورية، كعربون حسن نية يبرر لهم اللقاء به أمام الجماهير التي ستشعر بالخذلان بسبب هذا اللقاء.
بحسب معلوماتي فان الحكومة لم تعترف بأن سقوط الضحايا في الاحتجاجات يمثل خرقاً دستورياً وقانونياً، وأنه بمثابة جريمة بشعة يجب أن يتم التحقيق فيها بشكل جاد وسريع، كما أن معلوماتي تؤكد أن الحكومة لم تتحرك ازاء اتخاذ خطوات حقيقية وصارمة لضمان عدم تكرار هذه الجرائم، ولضمان حرية التظاهر وحماية المتظاهرين، ولا هي سعت للاعتذار بشكل رسمي للإعلاميين الذي اختطفتهم وروعتهم وهددتهم وأجبرتهم على توقيع تعهدات خطية يؤكدون عدم معرفتهم بمضمونها.
من وجهة نظري وبحسب معادلة التساند التي أشرت إليها بمقدمة المقال فأن لقاء أي من المثقفين برئيس الوزراء في هذا الوقت الحرج يعد خيانة للمتظاهرين فضلاً عن كونه خيانة للضحايا الذين سقطوا من بينهم، كما أنه سيمنح الحكومة فرصة لمزيد من التسويف والمماطلة بشأن تحقيق مطالب المتظاهرين، وكلنا يعرف أنها لم تتقدم ولا خطوة حقيقية بهذا الصدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك كل الحق
محمد جميل ( 2011 / 3 / 16 - 22:21 )
لااستطيع الا ان اؤيد كل ما اوردته يااستاذ ,مع تأكيدي على حقيقة غاية في الاهمية تفضلت بطرحها وهي عمن فوض ذلك البعض المؤيد لتلبية دعوة الحكومة بلقاءها وهل لهم الحق بادعاء تمثيلهم للمتظاهرين والمحتجين الذين دفعو الثمن الغالي تجاه موقفهم
ان القفز تحت اية ذريعة للادعاء بتمثيل المحتجين هو تعد سافر على حق هؤلاء باختيار من يتحدث باسمهم وهو من الامور التي يجب حقا التفكير بكيفية التوصل لصيغة مقبولة بشأنها في مستقبل الايام


2 - سقوط ضحايا_ وفساد مستشري
بابل-نبيل الربيعي ( 2011 / 3 / 17 - 03:27 )
استاذ محسن ..
الذي كتبته وطلبته هو عين العقل انا من المتظاهرين لاصلاح النظام ولكن ممن قتلوا او اعتقلوا من الصحفيين وعذبوا وتوعدوهم الجنرالات ولم يعتذر الحاكم لهم فلماذا مقابلته هل للتودد ام لاجبار الحاكم على الاعتذار
اذا سارت الحكومة بهذا الاتجاه فهنالك مظاهرات مليونية ولكن نتأنا لنعرف ما سوف تقوم به الحكومة والحاكم وانا بدوري اسألك لو اراد الحاكم التغيير فقد مضت اربع سنوات وهو في الحكم وحالياً عام وهو في الحكم فحل 100 يوم كافة للتغير ام استور الحاكم من خواله الفرس المصباح السحري
واكيد استور مصباح سحري لأن التدخل الايراني هو اصبح في جميع مفاصل الحياة وانا المتابع المستمر للقاءاتك على القنوات الفضائية واشكرك على هذا النشاط والاسئلة التي تقع على الجرح العراق عند مقابلتك مع المسؤول وانا ادعمك لهذه الطرحات
ولكن اعلمك من ضمن المفسدين محافظ بابل السابق سالم المسيليماوي الحاصل على شهادة الرابع ابتدائي وبدعم من المرحوم عبد العزيز الحكيم استمر محافظ 4 سنوات وحالياً عضو مجلس محافظة وقد اخيراً شهادة الدكتوراه من احد الجامعات الايرانية بروفسوف في الخرطات التسعو والوضوء الاسلامي وفي حب الوشكراً

اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو