الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متشابهات الربيع العربي

حافظ آل بشارة

2011 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذه الايام من سنة 1991 دارت رحى انتفاضة آذار الشعبانية في العراق ، كان ربيعا عراقيا لمارد الحرية الذي انتفض منتصبا على قدميه وسط شلال الدم والنار ، وقد وضعت تلك الانتفاضة نظام صدام على حافة الهاوية كانت طائرته في احدى الليالي تتهيأ للاقلاع منطلقة من قبو في القصر الجمهوري وكان يرتدي الدشداشة ويدخن الجروت في يأس بالغ يحيط به جلاوزته وابناؤه وابناء عموته تحاصرهم هتافات الشارع ، في تلك اللحظات الفاصلة تقدم حسين كامل بمشروع ابادة واسع يمتد من بغداد باتجاه كربلاء وقد وافق صدام على المشروع فورا وبدأت كارثة الربيع العراقي ، رسموا فصولا حية من طف عراقي متميز ، اجتاح الوحش مدن العراق الواحدة تلو الاخرى ، فاتحا ابواب المبادرات الدموية لغيره من كبار الجلادين في سباق للفوز بالمكافئة الصدامية تحت غطاء من السمتيات التي كانت تطير بتوجيه ووقود امريكي دفعوا ثمنه نقدا في مباحثات خيمة صفوان الشهيرة ، قبلها قال قائد عاصفة الصحراء شوارزكوف في مذكراته ان قواته وصلت الى الناصرية متقدمة نحو بغداد الا ان البرقية التي وصلته من البيت الابيض اعتبرت حركة الجيوش ماقبل الناصرية مرتبطة بقرار عسكري اما ما بعد الناصرية فمرتبطة بقرار سياسي ! كانت تلك الاحداث المحزنة قد اختتمت بمشاهد انتقام الهي عز نظيره في تاريخ الطواغيت حسين كامل ذبحه عمه ليقدم رأسه هدية الى صدام ، ومهندس تلك الابادة حوكم واعدم وحوكم واعدم رموز تلك المجزرة القمعية ومنهم من ينتظر الجزاء حتى هذه اللحظة . ومن آذار العراق الى آذار العرب حيث تتوالى الانتفاضات في بلدان عديدة ، العروبة والعراق وجهان لعملة واحدة في الدم والاحتجاج والابادة والغضب والعفوية والتمييز الطائفي ، الهتافات السلطوية تدعو عادة الى ابادة شعب بتهمة الخيانة ، وهناك الهتاف الطائفي الذي يصدر حكم الاعدام على طائفة كاملة بلا مقدمات ، وما بين اليوم والبارحة هناك تواصل عجيب في الموقف العالمي المتفرج وموقف الامم المتحدة البارد الكسيح وموقف الجامعة العربية الحافل بالجبن والنفاق ، هم مع الشعوب على صفحات الجرائد ومع الحكام في ميادين الابادة ، خذلان متماثل في صوره ومبرراته ، زمن الامم المتحدة يسير بطيئا مملا لكي تتخذ قرار ادانة شديد اللهجة ضد الابادة اما زمن الحكام فيسير بسرعة خاطفة ليسجل صفحات جديدة في مسار المواجهة الدموية ، وبين الربيع العراقي الذي اصبح ذكرى والربيع العربي الراهن ، هناك اشكالية مشتركة اخرى هي فقدان القيادات التي تقود الانتفاضات الجماهيرية ، لاسباب مجهولة يثور الجمهور غير معترف بقيادات المعارضة القديمة ، بينما تواصل المعارضات التقليدية حركتها الدودية الغامضة غير معترفة بمبادرة الامة وصراخها ودمها ، ومع افتخار الشباب بمنجزات مواقع التواصل الاجتماعي ، لا يمكن لتلك المواقع ان تلعب دور القيادة ، ثالوث الثورة المنتصرة هو : القيادة ، الجمهور ، المنهج ، مزيد من التفاؤل بتحولات الربيع العربي ولكن يبقى السؤوال الكبير موجها للانتفاضات العربية ، من انتم وماذا تريدون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل