الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات 2011

باسل عبد الكريم

2011 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعيدا عن التشكيك والضرب والجمع والطرح والقسمة، الثورات الشعبية التي تتوالى على الدول العربية تثير الكثير من التساؤلات والغرابة عن سبب اشتعال هذه الثورات في هذا الوقت والدافع الذي أيقظ المارد العربي من سباته العميق الذي حول اليوم الأنظمة العربية إلى أحجار دومينو تسقط حجرة تلوا الأخرى، وما يثير الاستغراب أكثر ان كل هذه العقود من الظلم والاستبداد والفقر الحاصل لهذه الشعوب لم يحتاج سوى شرارة بوعزيزية.!! لاندلاعها وخروجها من قمقمها المظلم، ورغم ان الصورة تبدو ضبابية جدا ويصعب المراهنة على موقف محدد أو التكهن بما هوا قادم لكثرة التحولات السريعة الحاصلة في هذه الثورات واختلافها من دولة لأخرى وتدخل الكثير من الإطراف في هذه الثورات لتحويل طريق سيرها بما يخدم مصالحها الشخصية وذلك باستنفار كافة قدراتها وخاصة الإعلامية وبالتالي ابعادها عن اهدافها الحيقية .
يبدو ان العام 2011 يترخ اسمه بأرقام من ذهب في سجل التاريخ كونه على ما يبدو سيكون تسونامي تغير الأنظمة العربية سنخسر من جرائها بعض مهرجيها الذين اعتدنا على رؤيتهم على مسارح القمم العربية التي يبدو انها ستكون قمة للتعارف في دورتها القادمة .
هذه الأنظمة الاستبدادية التي عاثت فساداً طوال عقود من الزمن راهنت على عدم صحوة شعوبها بعد ان حولتها إلى خراف لا هم لهم سوى لقمة عيشهم اليومي وقوت أطفالهم العراة من كل شيء ألا من البرد الملتحف بأجسادهم الصغيرة في شتاء لا يرحم .!! والنوم بسلام بعيداً عن حقوقهم الإنسانية والسياسية والعيش برفاهية اجتماعية واقتصادية وثقافية، ولكن يبدو اليوم ان الشعوب تعرف جيداً ما لها وما عليها وصراخها يبدو مسموعاً ولسان حالها يقول لسنا شعوب مسلوبة الإرادة كما عهتمونا يا ساداتنا القريشيين.! والقادم في صحوتنا أعظم، الشيء الوحيد الواضح ان لهذه الثورات أسباب سياسية وأخرى اجتماعية يجتمع حولها كل الشعوب العربية فالطفل يولد من رحم امه وهو يسمع بمشاريع تنموية وتأمين فرص عمل للعاطلين والكثير من الوعود التي تأكل الأخضر واليابس بجمالها وتسابقها الحضاري مما يوهم وكأن الدول العربية ستتحول قريباً الى مدينة افلاطون الفاضلة ويتحول الطفل إلى كهل ويدفن في تراب عطشا.! ولم يتحقق شيء مما سمع، وبغض النظر عن صحة هذه الثورات بهذا الشكل ام لا وما الخسائر التي تترتب عليها فان قيامها يبدو أفضل بكثير من عدمه لان في عدم تحركها الكثير من الرسائل التي ستفهم بطريقة خاطئة يترتب عليها الكثير من الظلم والضعف والهوان والاستمرار في سلب الحقوق وفي جميع الاحوال ان ما بعد 2011 لن يكون مثل ما قبلها ابداً فهذه هي الفرصة التي لن تكرر والوقت المناسب للعيش بانسانية مشروعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ