الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فجيعة الغياب

رحمن خضير عباس

2011 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


نجم شيوعي آخر يهوى في لجة العدم , لجة الموت الذي لامفر منه . انه المناضل والمفكر والأديب خليل الميّاح , الذي غادرنا مبكرا ,تاركا شرخا في الذاكرة , وحكايات تبدأ ولاتنتهي .هذا الطود الشامخ الذي سجل نصرا في مشواره الفكري والحياتي . حيث شهد سقوط الدكتاتورية وسقوط الأوغاد الذين جعلوا حياته جحيما . في ستينات القرن الماضي , حيث انقلاب شباط . كان خليل المياح واحدا من الآف المناضلين الذين اعتقلوا وعذبوا وحوربوا في فكرهم وارزاقهم وخصوصيات حياتهم . لقد تحمّل كل هذه المرارات من اجل الوطن والناس والمباديء , اسوة بغيره من ابناء هذا الوطن من المعذبين . كما شهد سجونا اخرى في مراحل من سيطرة الفاشية في العراق . وقد ترك بصرته الحبيبة قادما الى الشطرة , ليتخذها ملاذا موقتا . ولكنه اصبح من عشاق هذه المدينة التي لم يفارقها حتى لحظة رحيله الأبدي . ولاشك ان هذه المدينة قد بكته بمرارة وافتقدت حضوره البهي .
كان ابو ممدوح علامة ثقافية واجتماعية في المدينة . اطلالته في مقهى ( عبيد ) لها معناها ولذتها بين رواد المقهى . كانوا ينتظرونه بشوق , وبحضوره يلتئم الجمع وتبدأ احاديث السياسة والأدب . فكان الفقيد ذا ثقافة موسوعية وذائقة ادبية تجلت في كتبه المطبوعة والمخطوطة . وانشطته الثقافية المتنوعة , حيث اسهم في تأسيس المنتدى الأبداعي في الشطرة , ليتحول هذا المنتدى الى واحة فكرية وادبية وفنية , فاحتضن فيضا من الأنشطة الثقافية ,وكانت حيوية ابي ممدوح تمنح الفعّاليات زخمها , فيتحرك بكل الأتجاهات حتى اكمال المهمة . كان للفقيد اواصر من العلاقات الأجتماعية المتينة مع كل شرائح الطيف الأجتماعي , متسامحا حتى مع من يسيء اليه ¸محبا للجميع , متعاطفا مع الأخرين في سرّائهم وضرائهم . كان كبير القلب , ذلك القلب الذي خذله مبكرا .
التقيت به قبل عامين , ضمن احدى الأمسيات التي اقيمت , تحدثنا كثيرا عن البصرة وادباءها , من رحل منهم ومن ينتظر , تحدثنا عن البريكان ومحمد خضير ومحمود عبد الوهاب ومصطفى عبد الله واخرين وكان يمتلك ذاكرة حادّة حتى عن تفاصيل دقيقة لكل مراحل الخيبة التي خيّمت على الواقع العراقي منذعقود . اهداني كتابه الرائع (استقلالية العقل ام استقالته ) والذي يكشف عن جراته ودقته في التحليل , وقدرته على القراءة الموضوعية لمحاولة تغييب العقل . كما اهداني كتابا لأخيه الراحل جليل المياح . ودراسة عن الشاعر الراحل مصطفى عبد الله . هل كانت هذه الأهداءات كتابة لوصيته الأخيرة ؟؟؟؟
كنت على امل ان اراه حينما اعود الى الشطرة , لأمليء زوّادتي برحيق التجربة وثراء الفكرة , ولكن هيهات فقد رحل ابو ممدوح , تاركا وراءه ذكريات عذبة لن تتكرر .
اوتاوة في 16/03/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية