الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أنسحب وفد أمارة الفلوجة من المفاوضات؟

أبو مسلم الحيدر

2004 / 10 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعد التدخل المباشر للمرجع الشيعي الأعلى السيد على الحسيني السيستاني في أحداث النجف ودعوته إلى مسيرة شعبية إلى المدينة لأفراغها (بطرق سلمية) من العناصر الأرهابية ومن الأسلحة، أصبح الأمر مكشوفاً وواضحاً بجلاء ...هوية الأرهابيين وتطلعاتهم واهدافهم باتت واضحة خصوصاً وإن إتفاق النجف قد أمتد ليشمل مناطق ومدن عراقية أخرى كانت في حالة متقدمة من التوتر والأقتتال المسلح، ولكن بأستعارة المبدأ الأساسي الذي أعتمدته إتفاقية النجف والتي هي (تسليم المدن لقوات الأمن الحكومية –الشرطة والحرس الوطني، تسليم الأسلحة –مقابل مكافئة مالية، إعفاء غير المتهمين بجرائم من الملاحقة القانونية)...كان هذا الأتفاق بمثابة الصفعة الحقيقية الأولى التي تلقتها قوى الأرهاب والضلام السلفبعثي لأنها حرمتها من إمكانية التمدد إلى بغداد وجنوبها، وقد كانت مبادرة المرجع السيستاني مفاجئة للـ سلفبعثيين الى الحد الذي دفع بالمتحدثين بأسم هيئة علماء السنة (أحد واجهات التحالف السلفبعثي) إلى الأحتجاج العلني (في فضائيات الأرهاب والصحافة) والعتب (المبطن بالتهديد) لما كان قد سمي بـ (جيش المهدي) وقادته بل وحتى إنهم أنكروا عليهم قتالهم كما جاء ذلك في اللقاء (على قناة منار الأرهاب اللبنانية) بين حسن الزركاني ومثنى الضاري والذي كشف فيه الضاري أنهم (السلفبعثيين) من قاموا بتمويل وتسليح ومساندة هذه المجموعة (حتى بالمقاتلين والموجهين العسكريين) ووصل ألى حد نكران وجودهم كقوة إلا بهذه المساندة، وقد أشتكى أحد أقطاب هيئة علماء السنة وقال بمرارة إن ما يسمى بجيش المهدي وقيادته لم تتشاور معهم بشأن الأتفاق وقال أنهم بأتفاقهم هذا قد جعلوا الفلوجة في المواجهة وهذا ماكانوا يسعون لأن لايكون حيث حاولوا ولعدة مرات أن يجعلوا من كربلاء أو البصرة أو الناصرية أو العمارة أو النجف أو الثورة في المواجهة ولكنهم في كل مرة يكون نصيبهم بالفشل وذلك لأسباب عدة من أهمها الموقف الشعبي في تلك المدن من الأرهابيين السلفبعثيين ولأيمان عامة العراقيين بطريق المقاومة السلمية غير المسلحة ولرغبتهم في بناء أمن وأستقرار بلدهم على جميع الأصعدة وقد عزز ذلك وقوف القيادات الدينية ومرجعياتها بقوة مع هذا التوجه (والذي يمثل أمثل الطرق الراهنة لبناء البلد المدمر بقوى الضلام السلفبعثية) إضافة الى الموقف المشابه للقوى والأحزاب والتجمعات السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في تلك المناطق.
بعد هذا الفشل المريع والأنحسار الكبير لقوى الأرهاب السلفبعثية أصبحت الفلوجة في المواجهة المباشرة لذا كان عمل هذه القوى لأيجاد مناطق مواجهة أخرى أملا منهم في أبعاد أن تكون الفلوجة في المواجهة لذا فقد خلقوا بؤرة للتوتر وساحة للأرهاب في منطقة مثلث الموت (اللطيفية ومحيطها) وبعقوبة والموصل والقائم وسامراء وتل عفر ولكن العمليات العسكرية الناجحة وعدم التجاوب الشعبي في كل هذه المناطق أدى الى فشل هذه الخطوط التي هدفها الرئيسي حماية الفلوجة وأمارتها كما إن قوة ودقة وجرئة الضربات العسكرية والنتائج التي حققتها والمساندة الشعبية (في تلك المدن خصوصاً ومدن العراق عموماً) خصوصاً ما حدث في سامراء وما يحدث الآن في مثلث الموت قد دفع بالتحالف السلفبعثي إلى التصدع وإلى إنسحاب أعداد كثيرة من الأرهابيين البعثيين والسلفيين العراقيين وذلك لقناعتهم التامة بعدم إمكانية أعادة الحكم البعثي- الطائفي. هذا التفكك والخوف من المواجهة التي سوف تنهي من تبقى من هؤلاء السلفبعثيين أدى بهذه المجاميع الأرهابية ألى تكوين وفداً تفاوضياً مستغلين رغبة حكومة السيد علاوي ألى إحلال السلام في ربوع الوطن وتوجهوا إلى المفاوضات ...ولكن المفاوضين كانوا واقعين تحت ضغوط كثيرة ومركبة من :

أولا: السلفيين القادمين من الخارج بقيادة أبو مصعب الزرقاوي.
ثانياً: بقايا البعثيين من ضباط الحرس الجمهوري وقادته وبعض القيادات الحزبية البعثية
ثالثاً: بعض العراقيين الذين أرتكبوا جرائم قتل موثقة من أمثال عبد الله الجنابي
هذه المجاميع الثلاثة يربطها مصير واحد فقط ألا وهو الموت في كل الأحوال، الموت بالمعارك المسلحة أو القصف الجوي والمدفعي أو السجن والمحاكمة لما أقترفوه من جرائم ولا مفر لهم خصوصاً بعد تضييق الخناق وزيادة الأمن على الحدود ومطاردة العراقيين لهم .
إن المتتبع كان من السهل عليه أن يعرف منذ البداية إن هذه المفاوضات ليس لها إلا مصيراً واحداً فقط..الفشل، وقد عزز الوصول إلى هذه النتيجة البيان الذي أصدرته ما يسمى بقيادة قطر العراق لعصابة البعث قبل يومين مهددين بجعل شهر رمضان الكريم شهراً لأزهاق أرواح العراقيين وكذلك مماطلة أعضاء وفد التفاوض الذي قد أعلن بعض أعضائه تأكيدهم على وجود مقاتلين أجانب وأبو مصعب الزرقاوي وجماعته في المدينة ثم عاد هذا الوفد لينكر مثل هذا الوجود وذلك للتملص من طلب الحكومة العراقية المؤقتة ألا وهو أن يقوم أهالي المدينة (بالأضافة الى ألتزامهم بالمبادئ الرئيسية الشبيهة بأتفاق النجف ومدينة الثورة في بغداد) هو أن يتولوا مهمة تطهير مدينتهم بنفسهم من هؤلاء المجرمين وقتلهم أو تسليمهم للحكومة.
هذه هي الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء إنسحاب فريق التفاوض السلفبعثي من هذه المفاوضات وما تحججهم بما أسموه تهديداً من السيد علاوي إلا الكذبة التي تبرر الأنسحاب.
فريق المفاوضات هذا لا يمثل تطلعات وأماني ورغبات أهالي الفلوجة، إنه فريق تفاوض بأسم الأرهابيين السلفبعثيين ولهذا فهم رفضوا الأستمرار بالتفاوض ولكن مواقف أهالي الفلوجة مواقف ترفض وجود هؤلاء القتلة في مدينتهم.
إن ترك أهالي الفلوجة لمدينتهم هي المساهمة التي يقدمونها للقوات العراقية وقوات التحالف للقضاء على الأرهابيين وتطهير المدينة منهم.
السبت 16102004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد