الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والوضع الراهن

جورج حزبون

2011 / 3 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


إذا كانت الامبريالية بالقيادة الأميركية غير متوافقة على تصور مشترك للوضع الراهن عربياً ، فهذا يشير إلى حقيقة الزلزال العربي احدث صدمة فاجأت الجميع وأربكت مخططاتهم ، وحتى لا يكون دورها توريطاً ، وحتى لا يجيء فجا، فقد ارتبكت مواقفهم وغابت وحدة الموقف ، التي على عكسهم اتفق العرب عليها في الجامعة العربية ، بان طلبوا إلى أوروبا وأميركا ، إنشاء منطقة حظر جوي وبعض الضربات الوقائية في ليبيا ، وهي حالة غير مسبوقة في التاريخ ، حيث انه كان الأجدى إن تقوم الدول العربية التي أصبح حكامها ثورين !! ومع الجماهير ضد الحكام بفعل الضرورة ، إن يقوموا هم بدعم ثوار ليبيا ، وليس بالضرورة حظراً جوياً ، بل دعماً لوجستياً أضعف الإيمان.
ولكن الرغبة كانت تراود أميركا وحلفائها ، بأحداث تغير جيوسياسي في المنطقة ، أفشلته انتفاضة الشباب العربي ، وجعلت تلك الخطط غير صالحة للاستعمال ، وعلى أصحابها إعادة النظر في مواقفهم ، وحتى يتم لهم ذلك فعليهم الانتظار حتى تستقر الأمور ، وهذا ما منع أميركا من الانتقال الى صفوف الثوار الليبيين رقم كرهها للقذافي ، وهذا ما دفع روبرت جيتس للإسراع لزيارة القاهرة ، وحفز وزير حرب إسرائيل ( براك ) لطلب زيارة الجيش المصري والتي لم تلب حتى ألان ؟؟ وأخيرا زيارة كلينتون الى القاهرة ولقاها مع مختلف القيادات من المجلس العسكري حتى وصلت إلى ميدان التحرير ، هذا جميعه تعير عن حالة قراءة ومحاولة تقدير موقف أميركي مبكر ، لثورة عربية متدحرجة وصلت الى الخليج ومنابع النفط ، وضغطت على العصب الأمريكي ، فلم يعترض على دخول قوات (درع الجزيرة ) الى البحرين ، مما يذكر بدخول قوات الردع العربي بقيادة سوريا الى لبنان عام 1967 وكانت نتيجتها ضرب الثورة الفلسطينية وتحجيمها تمهيداً لما هو اخطر وقد حصل عام 1982 .
وحيث إن الحكام العرب ، وحسب ما هو معروف ، وحسب ما ظهر في مقررات الجامعة العربية وقدراتها وتوافقانها ، فان الثورة يجب ان تظل منتصرة ، وخاصة في ليبيا ، ولن تتحمل الشعوب العربية هزيمة هناك ، تكون ذات مضامين تشجيع لأنظمة القمع العربي ، بعد ان شعرت أميركا وحلفائها بالهزيمة لما حصل في تونس ومصر ، وان القبول بالقمع أهون من الرضوخ للثورة ، وهكذا لم تنتصر لثوار ليبيا ، رغم القصف بالطائرات وحرب الإبادة ، وسكتت عن الدعم العسكري السعودي للبحرين ، في رسالة واضحة للشعوب العربية بان معيار السكوت عن حركة تغير الأنظمة يقتضي التحالف مع الامبريالية .
بالتأكيد إن إسرائيل أمنا وسلامة هي محور هذا الموقف ، وهي القاعدة المتقدمة والمضمونة لقيادة العربة الأميركية بالمنطقة ، وعليه فان البحر المحيط بتلك الواحة ، يحتاج الى كواسر للأمواج ، إلا إن كانت غير عاتية ، وهو أمر ليس مضمون بعد ، صحيح ان الثورات في تونس ومصر كانت ذات طابع اجتماعي داخلي ، ولم تعلن موقفها الخارجية او السياسية ، إلا انه من المعروف ارتباط الشعوب العربية ( بالقضية المركزية ) وان إنهائها هو ضمان لاستقرار هذه الشعوب وطريق استكمال ثوراتها ، فقد اعيب على مبارك علاقته بأمريكا وإسرائيل ، كما هو الحال مع تونس ، وفي هذا السياق فان نجاح الثورة الليبية سيدعم / بحكم ثروته النفطية / نضالات الشعوب العربية ويوفر مناخ إضافيا للتغير ، الذي يجد كماله في حسم الصراع الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وإقامة منظومة عربية حاربت أوروبا قبل الوراثة الأمريكية قيامها منذ القرن السادس عشر .
وان كانت الثورات لا تُستنسخ الا أنها ذات أشعاع والهام دفع لتحرك جيل عربي خارجاً عن تخشب حركة التحرر المستنفذة وكافة قواها التنظيمية بما فيها / لما بدا واضحاً / الحركات الاسلامية ، وطرح سبيلاً جديداً ، قافزاً بالضرورة الى القرن الحادي والعشرين ، قافزاً عن سقطة المنهزمين في 67 والمتمردين فيما بعد والحالمين بالوراثة والخلافة بعدهم .
وستظل فلسطين بالجغرافيا طريق وحدة الأرض العربية ، وبالتاريخ أزمة أجيالها وشعوبها ، وبالمستقبل طريق استقلالها وانطلاقها نحو التنمية والنهوض ، والخروج من دوائر الاستبداد والسلفية الدينية الفكرية ، وأدرك الشباب الفلسطيني الوضع وتحرك لأخذ دوره لإنهاء الانقسام ، وتوحيد الموقف والحراك مستثمراً الانتفاضة العربية الشاملة ، صاحبة الرسالة الواضحة لإسرائيل ، إن الزمن ليس لصالحكم مهما طال ، وان الأطر السياسية الفلسطينية مطالبة بالرحيل ، وان وحدة الشعوب تكون عبر الانتخابات الديمقراطية ، وضمانها حركة شبابية موحدة ومتحركة وفاعلة . وبالتالي فان الوحدة الوطنية تكون فقط بحل السلطتين ، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تدعو لانتخابات ديمقراطية تفرز قيادة سياسية غير انقسامية وغير تحاصصية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |