الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طركاعة الشيخوقراطية

رياض الأسدي

2011 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما يهتف الشباب ومن ورائهم الشعوب المقهورة: الشعب يريد إصلاح النظام او الشعب يريد إسقاط النظام إنما هم يدخلون أنفسهم والتاريخ والعلاقات الدولية والمخابرات العالمية الظاهرة والخفية في حيص بيص. وحيص بيص ما هو في الحقيقة إلا واحدا من أولئك المتمردين من مدينة بنغازي او سيدي بوزيد أو أب أو بغداد أو من السلمانية في البحرين أراد الحرية فقط الحرية لاغير ولا فوقها ولا تحتها؛ وهو لا تعنيه الطائفة ولا القبيلة ولا الحزب القائد أو الحزب المارد ولا اللجان الثورية ولا اللجان اللاثورية ولا حتى ما تقوله صفيه أم اللبن.. ولا الاديولوجيات المسفطة.
هؤلاء يعنيهم كيف شاخ زيد بالناس فشاع أسمه بينهم، أي أصبح شيخاً أو قائداً اجتماعيا او سياسياً، أو كيف أصبح عمرو مليارديرا وهو كان لا يملك أبوه ثمن المعكرونه..؟ وبغض النظر أكانت هذه (الشيخة) شيخة استيلاء أم شيخة استكفاء! يكفينا أنه شاخ بنا سياسيا وماليا وطركاعيا والسلام. المهم إن زيدا أو عمرو صار شيخاً مهاب الجانب حلو الجهامة وسليل استقامة تمتد جذورها إلى علي بن أبي طالب تارة أو إلى الفاروق أخرى لأن الشيخوقراطية لابد< لهم من تامين نسب شريف ويسير خلفه حفنة من (الحوشية) الجدد من حملة المسدسات والبنادق والموبايلات وأجهزة الاتصال الخاصة بالسادة الحمايات؛ فسبحان من خلق، وسبحان من صور، وسبحان من جعل من زيد أو عمرو شيخاً شاخ بالناس وصار فركاس ما ينجاس.
شاخ بالناس ليس بطريقة الجلاوزة القديمة العثمانية التي فصلها لنا عالم الاجتماع علي الوردي خير تفصيل في سفره لمحات )اجتماعية(، ولكن عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة وصناديق الاقتراع العزيزة؛ منحه الناس ثقتهم وحمّلوه شجونهم لعلّ الشيخ المقراطي حينما يجلس تحت قبة البرلمان يتذكر شيئا مما حمّل ويبتعد عن مرض النسيان المعروف عن أقرانه من شيوخ ما بعد 2003. الشيخ مقراطي 100% ومن ينتقده لا يرسل (الجلاوزة) لبسطه وتأديبه وتأنيبه بل يلجأ إلى السيد القضاء وحده.. وعلى ذلك فحينما يتجاوز بعضهم ويجوز الخطوط الحمر يقتل في الشارع أو يختطف ويلقى على الزبال ورغم ذلك يبقى صاحبنا شيخا بكل ما تعنيه الشيخة من معنى.
ويريد الشيخ المنتخب ان يدلل بقوة على أن الديمقراطية هي موجودة في ثراثنا وموروثنا ومواضينا الذهبية عيار 24 ولا نحتاج إلا بعض الأدلة للتدليل: نجد لنا في الديمقراطية الغربية حصة, ولم لا فمجلس القبيلة هو مجلس النواب وانتخاب رئيس القبيلة كانتخاب رئيس الوزراء وتداول السلطة موجود أيضا لكنه يتم بالسيف فقط . طبعا . كل شيء أخذه الغربيون عنا ونحن غافلون! ولنتذكر في هذا المقام (القرمطية) نسبة إلى جدنا العظيم الاشتراكي الأول قبل كارل ماركس وجون أوين (حمدان قرمط) في العصر العباسي الثاني الذي طار صيته في عقد السبعينات ووصف من أوائل الاشتراكيين! هو مقراطي أيضا! لم لا؟ وكل ما هناك هو خطأ من النساخ. فكل ما نتج بالغرب لنا ضلع فيه وخاصة ان عباس بن فرناس هو رائد الطيران العربي قبل الأخوين رأيت! لكن الغرب اللعين طالما ينكر دورنا العظيم نحن شيوخ العالم سابقا ونريد ان نبقى شيوخه لاحقا. فهل رأيتم شيخا استقال من شياخته وهو حي يرزق؟! هذه عيبة لا يقبلها عربي ولا مسلم ولا عراقي متشيخ .
ثقافة الاستقالة وثقافة الاعتذار لا معنى لها في تقاليدنا وهي تقف بقوة كعوامل مضادة وغير ممكنة للثقافة (الشيخوقراطية) كما يحلو لبعض الباحثين الاجتماعيين الخليجيين توصيفها في عام 2003 وبعد السقوط مباشرة حيث استولى (احدهم) على منصب (مدير عام) لإحدى دوائر الدولة الأساسية. وحينما بدأت بعض ملامح الحكومة تحت ظل الاحتلال رفض هذا الشخص التخلي عن منصبه قائلاً : هذا الكرسي سأجعله مخضبا بالدم لكل من يحاول إزاحتي عنه . حسن . لا مجال للتنازل عن السيدة الشيخة ما دامت قد وصت إليك. هذه (الشيخة) هي التي حدت – على سبيل المثال لا الحصر – بجبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية إلى إدخال البلاد في حومة من الاقتتال والدماء لما تزل أوارها قائمة في الجزائر حتى يومنا هذا. فقد صرح الشيخوقراطيين الجزائريين وقتها ان الوصول إلى السلطة ما هي إلا (بيعة) واحدة, أي شيخة واحدة! وهذه لعمري فلتة الزمان!
لكن ... في العراق ربما لن تنجح الشيخوقراطية على الرغم من ان كثيراً من السياسيين لم يجربوا ثقافة الاستقالة ولم يتعلموا الاعتذار إلى الشعب حينما يفشلون في تحقيق برامجهم المعلنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو