الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوا الشباب بعيداً عن امراضكم وحساباتكم

رديف شاكر الداغستاني

2011 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لقد تجلت نهضة الشباب العراقي بإصرارهم على تحقيق المطالب الحيوية اليومية لحاجات المواطن العراقي وكان التوافق بين شعارات الشباب في كل إنحاء العراق واحدة كأنها اتفاق مسبق ألا آن ساحة التحرير كانت تلهم شباب المحافظات حماس وتزيدهم إصرارا .. واغلب الشعارات مؤطرة في اتجاه تصحيح المسار الفاسد للعملية السياسية المؤثر على زيادة معاناة المواطن العراقي من شاكلة البطاقة التموينية وغياب الخدمات الاساسية كالماء الصافي والكهرباء والبنى التحتية مع انتشار الأمراض ودون وجود لمواد علاجية لها في المستشفيات العراقية . أن المسألة الأساسية تأتي من أخرها أي بتغيير العملية السياسية الفاسدة ألا أن صروف الشباب الذاتية وعلى مدى استيعابهم للوضع الحالي المعقد لا يسمح لهم برفع هكذا شعار إلا أنهم سيتوصلون إلية بعد مخاظهم في تجربتهم النضالية المطلبية والتي لن تلبيها الحكومة وإصرار الشباب على أن يلمسو مقدمات لتصحيحها فلم يجدوا شيء قد تحقق لحد الآن ما عدى الوعود الكاذبة بالرغم من مرور وقت من بداية المطالب فلم يحال اي فاسد الى القضاء او تفتح ملفات الفاسدين من مسئولين سابقين وحاليين ولهذا السبب لم تتولد لدى الشباب القناعة بكل ما تطرحه الحكومة من وعود سوى ما سيتحقق مستقبلاً على المدى البعيد . ان من يدعي انه يعيش مرحلة ديمقراطية فهو واهم وهذه هي ديمقراطية الاحتلال الأمريكي والسائرين في نهج أصحاب العملية السياسية الذين يتخذون من النظام الرأسمالي قدوة لهم في دينهم ودنياهم فمتى كانت أمريكا تحرر البلدان وصديقة الشعوب ومع حقوق الإنسان ان كل تاريخها قذر ويشهد لها كيف تقتل البشرية بالجملة والمفرد عسكرياً او جوعاً . ان الاحتلال حين قرر الانسحاب من العراق خلق له بديلا ً يحقق له الحفاظ على مصالحه في عراقنا الحبيب وبالتالي لا يمكن ان ينسحب بشكل كلي من العراق .. لهذا السبب يكون الارتكاز على العملية السياسية ومحاولة إظهارها كأنها ديمقراطية حقيقية . ولمس شعبنا هذه الديمقراطية الإرهابية وكيف هي في بداية تكوين دكتاتورية جديدة شبيه بدكتاتورية صدام ( تريد غزال خذ أرنب ) لهذا السبب تسعى الإدارة الأمريكية على إضفاء المسحة الشرعية الديمقراطية لحلفائها في السلطة وتدعوهم بالابتعاد قدر الإمكان عن استخدام العنف ضد الجماهير لكي لاتدان هي امام العالم حول مسؤوليتها لتجربة ديمقراطية احتلالية وهي تخشى ان ينقلب السحر على الساحر على حكومة الشراكة الطائفية القومية لذا فهي تصدر تعليماتها اليهم بضرورة التمسك والتظاهر بمظهر التعامل الإنساني مع المتظاهرين بشكل عام والشباب بشكل خاص ولما رأت ان سلوك رجالها في السلطة المتمثلة في أجهزتها القمعية غير ملتزمين بهذه التوجيهات حين اتخذت اجرائات منع التجوال والمضايقة للمتظاهرين وقمعهم ومع الصحافة والاعلام من التحرك بحرية . تحركت الدوائر الامريكية وفتحت عدد من قنوات الاتصال المباشر وغير المباشر بقيادة التظاهرات الشبابية لمعرفة حقيقة توجهاتهم ودوافعهم وتكويناتهم الاجتماعية والأفكار التي ينطلقون منها وبأسلوب مخابراتي ناعم من باب الدعم والتأييد لحرية التظاهر وحقهم في مطالبهم العادلة ولقد كانت احدى اذرعهم ما يسمى منظمات المجتمع المدني ان تتصدر لهكذا سلوك بقصد وبدون قصد محاولين تجيير الشباب تحت لوائهم فلم يفلحو لحد الان من ان يجعلو من الشباب وحركتهم جزء من المجتمع المدني والمعروف عن المجتمع المدني يعالج النتائج لا الأسباب وبشكل شفاف . يرجو . يطالب . يعتذر . ويقيم اتصالات مع اي قوى كانت وبشكل علني امبريالية . ليبرالية عميلة . لحصولها على التأييد والدعم لحركتهم المجتمعية وكان الشباب اغلبهم رافضين تلك الأساليب الملتوية والمقصودة من تلك الجهات حتى الأحزاب في السلطة ومن خارجها رافضين اي دعم مادي مشروط وغير مشروط كذلك رافضين الوساطات من شخصيات تدعي الاستقلالية إسلامية وغير الإسلامية انتهازية وصولية فهم حددو موقفهم هؤلاء الشباب .. نحن في ساحة التحرير من يريد ان يدعمنا فليتفضل في الساحة ليساهم معنا دون عنوان ومن يريد القاء بنا نحن كذلك في الساحة المقدسة ساحة الحرية ومن يريد ان يعرف ما نريد ليسمع هتافنا في ساحة التحرير . ان الشباب رغم صغر سنهم نجدهم لديهم من الوعي ما يجنبهم الوقوع في المصيدات التي تحدثنا عنها فهم تعلمو من انعدام تحرك الأحزاب المعارضة في اتجاه نقد السلطة ومحاسبتها عبر الشارع وساحاته في كل العراق وكذلك إتباع تلك الأحزاب الأسلوب الصامت في تحديها لعيوب العملية السياسية لهذا كانو الشباب ناطقين صارخين علناً في كل المطالب لهذا اكتسحو تأييد الجماهير لهم وسارت ورائهم يرددون هتافاتهم . في وقت عجزت قوى لها شأن تاريخي في النضال ان تقوم بهذا الدور بل تعمل جاهدة لكي لا يخرج هذا الحراك عن إطار المطلبية وان لم تتحقق والذي يفترض ان تتصاعد المطالب حسب تطور الاحداث الى تغيير العملية السياسية حين تفشل ان تحقق وعودها والتي لحد الان لم يلمس الشارع سوى وعود وحركات فنطازية لأزلام أحزاب الدين السياسي والسلطويين ومحاولاتهم الالتفاف على المطالب بشتى الوسائل والقرارات المخدرة وبعيدة التحقيق اما بشكل مباشر فلم نشهد اي شيء جدي لحد هذه اللحظة وأهمها عدم محاسبة الفاسدين والمفسدين وإحالتهم الى القضاء وطردهم من مواقع المسؤولية . والاهم من كل ذلك محاولة تلك القوى السياسية بدعوة الشباب عدم التطرق لشعارات تدين الاحتلال الذي هو أساس كل البلاء واي شعار آخر يمس إدانة العملية السياسية وما نتج عنها من أحكام وقرارات وقوانين تهدم الوطن وتجزء الشعب وتجوعه وتذله عبر دستور وضع في زمن مشوش قلق مضطرب والناس في وضع غير مستقر ففرض على الشعب فرضا كذلك وما أعقبها من انتخابات في ضل قانون غير ديمقراطي حقيقي وفي ظل غياب قانون للأحزاب وغياب قوانين الحساب للفاسد والمزور والمرتشي وتجار المخدرات وعدم حسم الموقف من تنفيذ قرارات إعدام الارهابيين من كل لون وشكل وعملياً عملت السلطة عكس ذلك وبدئت تتجه الى تثبيت ركائز لدكتاتورية مقيتة لا تختلف عن دكتاتورية التطام السابق ان لم تكن أسوء منها اننا في عملية سياسية كسيحة باتت لا تلبي ابسط الطموح سوى لللصوص والفاسدين ووصلت الى طريق مسدود فالسادة اليوم محاصرين كالجرذان في المصيدة فلم يكن لهم الخيار الاطول فهم مطالبين اليوم وليس غداّ ان يقدمو على الإصلاحات الجذرية لينقذو ما يمكن انقاذه او المواجهة مع الشعب وجه لوجه وطليعته الشبابية ويا ويلهم من غضب الشباب المقدس وسيكون قول ابا ذر الغفاري رحمه الله كلمته المشهورة هي الفيصل النضالي حيث قال ( عجبي من لا يرى كسرة خبز في داره ولم يخرج ويقاتل )هم يتذكرون هذه العبارات لكنهم لن يعو كيف تتحقق حين تطبق على ارض الواقع ويكونو في يوم حساب عسير كالطغاة الذين يتساقطون اليوم او غداً حين ذلك لم تسعفهم شعاراتهم الطائفية ولا القومية ولا فتاويهم الدينية سيكونون في مهب الريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله