الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثيون أحرار و المسيحيون أشرار

هشام عقراوي

2004 / 10 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هل نتعجب من ما يحصل في العراق من قتل و سفك للدماء و تخريب للعراق ونقف مكتوفي الايدي ونتهم أطراف خارجية بما يحصل للعراقيين داخل العراق، أم نستوعب الدرس ونحدد المذنبين ايا كانوا و نهيئ أنفسنا والعراق الى مرحلة ما بعد صدام وحكم البعث والارهابيين؟؟
فحسب كل الاخبار والشواهد من داخل العراق والتي يتحدث عنها المواطنون العراقيون و رجل الشارع، فأن البعثيون الاقحاح ومناصروا صدام الحقيقيون يتجولون الان في الشوارع و الازقة ويعقدون الاجتماعات و يخططون للعمليات الارهابية و الخطف والقتل دون رقيب أو خوف.
هذه الحرية التي يتمتع بها البعثيون في العراق لا تقل عن الحرية التي كانوا يتمتعون بها في عهد صدام و الفرق الوحيد هو أن البعثيون الان لا يمسكون السلطة الرسمية ولكنهم في كل الاحوال مازالوا يعذبون بالناس و يقتلونهم ويسجنونهم و يفرضون الاتاوى على المواطنين و يتحركون بحرية.
قد يكون البعثيون قد أنقسموا الى عدة أقسام بعد سقوط صدام وتعددت مراكز القوى لديهم ولكنهم يشتركون في الشراسة و الاجرام وبقائهم أحرارا أدى ويؤدي الى أستمرار أعمال العنف و مسلسل القتل و الارهاب داخل العراق. أذن فالبعثيون الاقحاح و الملتزمون كما كان يتبجح بهم صدام هم الذين يبثون بالارض فسادا داخل العراق وليس الزرقاوي و المرتزقة الاخرون الذين أتوا من خارج العراق سوى عوامل مساعدة لهذه الزمر الصدامية.
يجب أن يعترف العراقيون بأن بذرة الفساد و الارهاب هي من داخل العراق أيضا ومن البعثيين القدماء و الصداميين وأن لا يفصلوا بين هؤلاء والزرقاويين. فلو لم يكن هناك عراقيون يساندون الزرقاويين و الوهابيين فكيف كانوا يستطيعون البقاء داخل العراق؟؟؟ ولماذا لايبلغ عنهم من قبل العراقيين؟؟؟
الحقيقة هي أن هناك في العراق بعثيون لا يريدون الاعتراف بسقوط صدام وأنتهاء عهده ومازالوا يطمحون بالعودة الى سدة الحكم في العراق بكل الطرق الممكنة، وأن هناك أيضا زمر أتت من الخارج لمحاربة أمريكا و جعل العراق ساحة للقتال بين الارهاب العالمي و أمريكا والذي ساعدهم على البقاء في العراق هو أحتياج البعثيين و الارهابيين لبعضهم البعض في حربهم ضد أمريكا و الحكومة العراقية الجديدة. فعداء البعثيين للحكومة العراقية ناجم عن هدفهم بالعودة الى السلطة و الاطاحة بالحكومة العراقية.
ما يربط البعثيين و المسيحيين هو عكسية مصيرهم. فكلما تمتع البعثيون الصداميون (لا أقصد الذين أنظموا الى البعث بالاكراه) بحرية العمل و الحركة و التواجد في الساحة العراقية كلما قلت حركة المسيحيين و تحولوا الى أهداف لهؤلاء البعثيين الارهابيين. والمعادلة بسيطة. البعثيون بعد سقوط صدام تحولوا الى جماعات أرهابية و أجرامية متعدده. منهم من كون تنظيما ارهابيا و منهم من أنظم الى تنظيم اسلامي ارهابي و منهم من كون عصابة و منهم من بقى بعثيا وكل هذه الجماعات تمارس الارهاب بطريقتها الخاصه.
الحرب الاجرامية ضد المسيحيين في العراق لديها بعد ديني و قومي و مالي. البعد الديني يتعلق بتكفير المسيحيين من قبل بعض المنظمات الاسلامية و الارهابية و البعثية المسلك. و البعد القومي يهدف الى طرد المسيحيين و أجبارهم على ترك العراق و مغادرتهم وتشريدهم وتكوين دولة يتواجد فيها المسلمون فقط و ألارهابيون التابعون (فقط الارهابيون منهم) للمذهب السني و الشيعي يلتقون في هذا الهدف. أما البعد المالي فهو الحصول على المال من خلال خطف المسيحيين و طلب فديه مقابل أطلاق سراحهم.
اذن المسيحيون هم كبش فداء بقاء البعثيين الصداميين أحرارا و يتمتعون بأمتيازات داخل العراق وتساهل الحكومة العراقية و الامريكيين معهم أدى الى تصلب شوكتهم مرة أخرى و تشجعهم على الظهور و المبادرة بالهجوم على العراقيين. هؤلاء البعثيون الذين لجأوا الى بيوت اقرباءهم من أجل حمايتهم من الانتقام الجماهيري عند بداية سقوط صدام تحولوا مرة أخرى الى جلادين و ارهابيين يخيفون من كان يخاف منهم عندما كانوا في السلطه. و السبب هو تقاعس السلطات و أحزاب المعارضة و أمريكا من أتخاذ الاجراءات الكفيله بردعهم.
الذين يتهمون فقط الاطراف الخارجية بقتل المسيحيين و العراقيين الشرفاء لا يصدوقون ويريدون أخفاء الحقيقة. فالذين أتوا من الخارج لايعرفون من هو المسيحي ومن هو المسلم ومن الصعب عليهم التعرف على أحيائهم و دكاكينهم و ديارهم. كيف يستطيع الاجنبي أن يبقى في العراق مختفيا أن لم يساعدة البعثي المجرم؟؟
مرة أخرى نقول بأن حماية السميحيين هي مهمة كل العراقيين الشرفاء. فعلى الحكمومة العراقية أن تضيق الخناق على البعثيين و الارهابيين و تقدمهم الى المحاكم، و على الاحزاب و المنظمات الساسية و مؤسسات المجتمع المدني أن تدين هذه الاعمال و تساند الحكمومة و توعي الجماهير بعدم مساندة هؤلاء الارهابيين و على الجماهير و المواطنين العراقيين ان يطهروا مناطقهم من هؤلاء الاشرار. وكل من يتقاعس في هذه المهمة ولا ينفذها فهو متستر على الجرائم التي تحصل في العراق و يتسترون أيضا على منفذي هذه الجرائم.
الذي لا يعمل جديا من أجل أنهاء مثل هذه الاعمال الاجرامية ضد المسيحيين في العراق و ضد باقي ابناء الشعب العراقي يفقد مصداقيته في الدفاع عن العراق و يجب أن توضع علامة أستفهام على ذلك الحزب أو التنظيم او الشخص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا