الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيوش .. والثورات العربية

جمال الخرسان

2011 / 3 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


منذ مطلع العام الجاري حتى الان والثورات الجماهيرية العربية تتوالى بطرق مختلفة وبتوقيتات واساليب وتكتيك ينسجم مع خصوصيات البلد الذي تحصل فيه موجة المظاهرات او الثورات الشعبية، فما ان تتراجع الاحداث في منطقة حتى تتفاعل وبشكل جنوني دراماتيكي مثير في منطقة اخرى، نعم هكذا هي المنطقة العربية غافية على سلسلة بركانية على وشك الانفجار يكفي لاشعالها ولو عربة الخضار التي كان يدفعها البوعزيزي في في واحدة من المدن المنسية في تونس.
انفجر البركان.. فاشتعلت المنطقة ولازالت تتفاعل وتتداعى مرة هنا ومرة هناك، نجحت في بلد واخفقت في بلد آخر وهناك ثورات على وشك الانتصار. من جهتها فان الثورات التي انتصرت هي الاخرى لازالت لم تفق من صدمة التداعيات وما تفرضه من استحقاقات لاتقل شأنا عن طبيعة التحوّل نفسه بل ربما تعتبر مرحلة ما بعد الثورة هي المرحلة الاهم في مجمل المشهد المتحوّل، ولهذا فجميع البلدان العربية التي شهدت وتشهد ثورات شعبية لازالت تتصدر وسائل الاعلام!

ما لفت النظر في مجمل ما حصل ان الثورات السلمية التي نجحت كانت في البلدان التي تمتلك مؤسسة عسكرية اقرب للحياد منها الى الانحياز للسلطة، وهذا ما جرد الحاكم من اداة البطش الكاسحة التي بحياديتها تحدث الفارق لصالح الشعوب المنتفضة، وهذا ما حصل في تونس حيث الجيش هناك حاميا لمؤسسات الدولة ومكتفيا بممارسة دور المتفرج لمشاهد الكر والفر التي كانت تحصل بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي، الحال كذلك مع قليل من الاختلاف في مصر وذلك لان المؤسسة العسكرية ورغم انها لم تكن حيادية بما يكفي كما هو الحال مع الوضع في تونس لكنها لم تقف الى نهاية الخط مع ممارسات النظام الحاكم وكانت تمنحه فرصة تلو الاخرى لكنها لم تسمح له بابادة المنتفضين.
لكن الحال مختلف كثيرا في ليبيا التي لا تملك مؤسسة عسكرية اصلا وان كل ما هو موجود هناك عبارة عن مجموعة من الكتائب العسكرية التي يقودها اولاد القذافي وهذا ما جعل القوات المسلحة في مواجهة الشعب مما حول الثورة من سلمية الى مواجهات عسكرية حصلت فيها مجازر عسكرية ضد المدنيين، الوضع ذاته يذكرنا كثيرا بما كان يحصل في انتفاضة اذار عام 1991 في العراق حينما قام الحرس الجمهوري الذي يشكل عماد القوات المسلحة العراقية بقتل حوالي نصف مليون مدني دفاعا عن رئس الهرم. القصة ذاتها تنبطق على الحالة البحرينية التي استنجدت بجيوش سعودية من اجل ضمان احداث الفارق في قمع المنتفضين في البحرين.
بالنسبة لليمن فان الوضع لازال يتأرجح بين جميع التجارب المشار اليها، ولكن بمرور الايام ربما يستغل النظام الحاكم الجيش اليمني لحسم الامور على الارض مهما كانت النتائج.. والذي يؤشر لذلك هو عدم وجود مؤسسة عسكرية محايدة لها مناعة قوية تجاه الانبطاح امام ارادة علي عبد الله صالح.
اذن الجيوش هي التي تحدث الفارق في مناسبات من هذا النوع، ليس باحداث انقلاب عسكري ولكن بوقوفها على الحياد، وهذه واحدة من الدروس النموذجية بالنسبة للجيوش العربية فيما يتعلق بالشرف العسكري الذي سمعنا عنه كثيرا دون ان نلمسه في يوم من الايام الا ما ندر. بشكل عام فان الجيوش تؤهل وتجهز وتعد من اجل حماية البلدان من الاخطار الخارجية كما انها الى جنب ذلك تتحسب لتطورات اخرى غير متوقعة خصوصا بالنسبة للكوارث الطبيعية فهنا ايضا يأتي دور الجيش في عمليات الانقاذ، وبالاضافة الى جميع ما تقدم تقوم بعض الجيوش بدور حفظ السلام من خلال المشاركة ضمن الفرق الدولية التابعة للامم المتحدة.
نتوق كثيرا الى ذلك اليوم الذي تصبح فيه مهمة الجيش في منطقتنا هي القيام بحماية البلاد من أي عدوان خارجي والمشاركة في عمليات الإنقاذ عند وقوع الكوارث بعيدا عن الانشغال بهموم السياسة واحلام الانقلابات العسكرية التي تراود بعض الجنرالات .. حينذاك يعرف الدكتاتور انه اضعف مما يتصور! وتونس ومصر شاهدتان على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى النكبة.. -لماذا لا تستقيل الأنظمة العربية بعد فشلها


.. إردوغان: أكثر من 1000 عضو من حماس يتلقون العلاج في تركيا




.. مغامران يحلّقان لأول مرة عبر جسر البرج الشهير في لندن


.. شحادة: واشنطن أصبحت مقتنعة أنه لا حل لتهدئة الجبهة الشمالية




.. حشود عسكرية إسرائيلية على تخوم رفع استعدادا لهجوم واسع النطا