الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بواكير الثورة السورية -- 1

جريس الهامس

2011 / 3 / 18
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


النظام الديكتاتوري الأوليغارشي الأسدي نمر من ورق ظاهره مخيف , وباطنه هشيم يتحول إلى رماد عند أول شرارة لإنتفاضة أو تمرد وطني ديمقراطي موحد ينبع من ضمائر ومشاعر وجراح واّهات المظلومين والمهمشين والجياع وأقلام المثقفين الشرفاء الذين رفضوا أن يبيعوا أقلامهم وضمائرهم وإبداعاتهم وعلمهم ووفاءهم لشعبهم وأرضهم للسلطان الجائر , لينالو حفنة من المكاسب التافهة في حياة الإنسان وقيمته كأثمن ما في الوجود.. وينالوا في النهاية ألقاب وعّاظ السلطان وخدمه المتجمعين كالزنابير حول " صدر " الحلوى في جبهة شهود الزورالتابعة .. للحزب القائد ورسالته الخالدة .؟؟؟
..... إنطلقت كوكبة صغيرة من الشابات والشبان السوريين المولودين خلف السد – سد التخويف والترويع وفزاعات المخابرات الأسدية التي بذلت مليارات الدولارات لشراء الذمم وترويع الأخرى خلف جدار الخوف الذي نصبوه في كل مكان بين الشعب والدولة ومؤسساتها كخادمة لاأكثر لجميع الناس .....الذي لايختلف عن جدار الفصل العنصري الذي أشاده شارون والصهاينة في فلسطين المغتصبة ...
سقط جدار الخوف في سوق الحميدية وقبل أمتار من سوق المسكية أمام الجامع الأموي الذي كان يزود نا نحن طلاب المدينة بكل مستلزمات القرطاسية والتعليم منذ طفولتنا .. وعلى بعد أمتار أخرى من جهة الشمال حيث المكتبة الظاهرية التي كانت منهل معارفنا في شبابنا ... سوق الحميدية سجل صادق لتاريخ هذه المدينة على جدران بصمات جميع الذين مروا على سورية حكاماً ومحكومين ..
انطلقت أول كوكبة من فرسان سورية نساءً ورجالاً وأطفالاً لتسقط جدار الفصل العنصري الذي بناه حافظ الإسد منذ أربعين عاماً وقامت على حراسته أجهزة المخابرات وكلابها البوليسية المختصة بنهش لحوم البشر ... وجنّ جنون الطاغية وماري إنطوانيت الأخرس وبقية العائلة المالكة .. وأمر بالبطش وجر النساء في الشوارع وتمزيق الثياب وأعتقال الأم وأطفالها الذين يحملون ورود لاأكثر ليقدموها للناس وهم يهتفون :: حرية حرية – الشعب السوري ما بينذ ل – إرفعوا حالة الطوارئ والأحكام العرفية – أطلقوا سراح معتقلي الرأي والضمير – سلمية – سلمية – لا للفساد لا للحرامية – لا للإرهاب -- خبوا سلاحكم للجولان هي هي وطنية ديمقراطية –
ولما جاء أمر الإعتداء على المتظاهرين بالضرب والإعتقال من القصر الجمهوري العامر ,, وبدأت ممارسة الوحوش الذين يقودهم الجنرال أركان حرب محمد حسن العلي مدير التوجيه المعنوي في الداخلية مع ضباطه وتحركت الخوذ والهراوات لحماية العرش الأسدي من صيحات شبان وأطفال عزّل منادين بالحرية لسورية الأسيرة .. شبان تعلموا حديثاً من الثورات العربية الصاعدة منذ بداية العام قول لالا - لا للذل - لا للديكتاتورية وحكم الفرد – لا للحرامية - لا للأحكام العرفية – لا للإعتقال والسجون ,,,,بعد 48 سنة من فرض الأحكام العرفية بالأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 اّذار 1963 لم يعرفوا فيها سوى :: نعم نعم - حاضر. ومن قال لا يومها بقي ثلاثين عاماً دون محاكم في الزنزانة .. وإذاكان في جنوب أفريقيا العنصرية – مانديلا – واحد قضى في السجن 25 وعشرين عاماً نال تكريم شعبه وشعوب العالم , كما نال جائزة – نوبل – فإ ن الشعب السوري لديه أربع أو خمس مانديلات على الأقل منهم من قضى ثلاثين عاماً في زنزانات الطاغية حافظ الأسد ,دون تكريم من أحد مع الأسف , تحت حكم عسكر الطاووس الذي لم يجلب لوطننا سوى العبودية ومافيات اللصوصية والتخلف والمجاعة والذل وفوقها الإحتلال الصهيوني من الجنوب والتركي من الشمال ...وبعد نجاح البداية السعيدة لإنتفاضة سورية السامية في دمشق وحلب ... قام في اليوم التالي 16 اّذار تجمع أهالي وأصدقاء المعتقلين بالتجمع أمام وزارة الداخلية في ساحة المرجة للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم ,,, رفض سيادته مقابلتهم أو الإطلال عليهم من شرفته ليطيّب خاطرهم كما كان يفعل أي وزير داخلية إبان الإحتلال الفرنسي أو في العهد البرلماني في الجمهورية اليرلمانية الأولى ... لم يكتف بطردهم من الساحة العامة بل أمر جلاوزته بضربهم واعتقالهم وجرهم على الأرض مع أطفالهم بوحشية لامثيل لها في العالم كان بينهم 12 من سيدات وأديبات وحقوقيات وكريمات المجتمع السوري منهن على سبيل المثال لا الحصر الأديبة المعروفة حسيبة عبد الرحمن – والمهندسة الأديبة ناهد بدوية والمحامية المدافعة عن حقوق الإنسان والمعتقلين سيرين نعيم الخوري والسيدة المناضلة سهير جمال الأتاسي صاحبة المنتدى الأدبي والوطني الأول في سورية وغيرهن ومن المناضلين الوطنيين السادة : الأديب والمفكر الكبير طيب تيزيني -- والمحامي المدافع الأول عن حقوق الإنسان مازن درويش -- والمهندس كمال شيخو -- والفني ريكاردو داوود – والمدرس بدر الدين الشلاش - والكاتب عمر اللبواني .أحد المعتقلين الخمسة من عائلة اللبواني الوطنية وحدها خمسة أشخاص ثلاثة شبان وسيدتان - لأنها جاءت تطالب الإفراج عن إبنها المعتقل ظلماً وعدواناً الطبيب كمال اللبواني منذ سبع سنوات .. أفرج عن ستة فقط من أصل 45 معتقلاً حتى البارحة الخميس أحيل 32 منهم للقضاء البوليسي بتهمة النيل من هيبة الدولة المضحكة ...هذا في دمشق وحدها عدا معتقلي حلب – حمص – درعا –
واليوم الجمعة : - جمعة الكرامة -- لم تصل قوائم المعتقلين في تجمعات المطالبين بالحرية والكرامة الذين تعرضوا لهجمات وحوش المافيا الأسدية بالهراوات وغاز الأعصاب والسلاح في الإشتباكات والإعتداء على المصلين من جميع الطوائف في الجامع الأموي الذي كان مطوقاً من جميع الجهات بقوات النظام بينها كتائب من الحرس الجمهوري باللباس المدني يقودهم ماهر الأسد للإعتداء على أصغر تجمع للناس .. وفي ركن الدين جرت اشتباكات مع المتظاهرين الذين تعرضوا للضرب والشتائم البذيئة والإعتقال .. وفي درعا انطلق المتظاهرون الشباب بالاّلاف من الجامع العمري بعد مطاردتهم في الليل والنهار وتعرضوا لاعتداء أجهزة القمع والإرهاب الأسدية وإصابة أحد المتظاهرين برصاص القمع خطرة ... وهناك تفاؤل المحافظات الأخرى بما فيها مدينة اللاذقية – يمكن قراءتها في موقع الثورة السورية -- كلنا مراسلون –
ومن الجامع الأموي بدمشق في تمام الساعة الثانية بعد الظهر رغم وجود قوات الحرس الجمهوري باللباس المدني وكتائب الشرطة والمخابرات خارج المسجد تحاصره تجمع أكثر من ألف شخص داخل المسجد وهم يهتفون :: حرية حرية – سورية حرة حرة والظالم إطلع برّا – الكاسيت مسجل على الفيسبوك وبعد دقائق سيصل شريط اّخر ...بعد أن وصل منذ دقائق نداء لأهالي دمشق لإنقاذ أبنائهم المحاصرين داخل الجامع الأموي ...
لقد سقطت مماكة الرعب والممانعة الكاذبة الأسدية إلى اللارجعة وسقطت معها كل طواقم الجواسيس والمخبرين والمرتزقة وجبهة شهود الزور الذين شوهوا أبسط العلاقات الإنسانية في المجتمع السوري واللبناني أيضاً – إلى غير رجعة ..
.تحية لثوار تونس الريادة ومصر الكنانة و لثوارليبيا واليمن والجزائر والمغرب و البحرين وكل مكان في الوطن العربي... إنتهى عصر البلطجة وامتهان كرامة الناس والأوطان ... وانبلج فجر الشعوب القرمزي بدماء الشهداء لبناء وطن حي حر من لحم ودم – هنيئاً لكم ياثوار وأحرار سورية الحبيبة ....
جريس الهامس – لاهاي -18 / 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اه ياشيخ المناضلين
هيثم الحاج ( 2011 / 3 / 18 - 20:28 )
شعبك يستفيق من غفوته العميقه ولكن كان يخزن فى قلبه كل هذا الظلم والجميل انه لن ينسى حقه فى الدفاع عن حريته وكرامته ونطلقت قافلة شهداء الحريه من حوران التى اقسم لك بوطنى انها سوف تكون سيدى بو حوران سوريا وكنت اراهن اصدقائى ملاحم البطوله سوف تكون من حوران حيث الرجوله والكرامه ومتدت الى جل المدن السوريه سوف تعود الى صيدنا انت والسيده العظيمه مريم بطلا وبطله وتحملو على الاكتاف لانكما فنيتم عمركم فى مقارعىة الظلم والطغات عاشت سوريا الحره المدنيه التى تحوى كل ابناءها الى امام ياشعبى


2 - إلى الأخ العزيز هيثم الحاج
جريس الهامس والعائلة ( 2011 / 3 / 18 - 22:26 )
لاتنسى ياعزيزنا هيثم أنهم الغساسنة بالذات لم تتغير عروبتهم ونخوتهم بعد الإسلام كما كانوا قبلها .. ويسرني أن أذكر لك أن الحارث الغساني الثالث وإبنه المنذر على رأس جيش فقراء سورية هزموا جيوش بيزنطة عام 525 م تقريباً ووصلو إلى حدود بيزنطة ( اسطنبول حاليا )وقد أعددت دراسة حول الموضوع منذ زمن طويل عنهم لكنها لم تر النور مع الأسف ستنشر يوماً قريباً ..الويل للحكام الطغاة المستبدين الجهلة الذين لايروا أبعد من أنوفهم ولا يحسوا اكثر من غرائزهم .. شكراً لمرورك وإلى اللقاء


3 - سوريا الثورة
رعد الحافظ ( 2011 / 3 / 19 - 13:37 )
كم يشعر المرء بالتفاؤل , عندما يرى لقطات شرارة الثورة الشعبية السورية تنطلق من سوق الحميدية وحتى من داخل الجامع الأموي , كما شاهدنا أمس
***
كنتُ أظنّ أنّ ثورات / ليبيا وسوريا وإيران ستكون آخر الثورات نظراً للبطش الشديد لطغاتهم
أحمد الله والعقل انّي كنتُ مخطئاً
فها هي صحوتهم , حتى قبل البعض ممن ينعم بحرية الحركة
النظام السوري سيّدي الكاتب , هو اليوم كما وصفته / نمر من ورق
هكذا أيضاً كان حال نظام الطاغية صدّام في العراق أواخر سنينهِ
عام 1991 بعد طردهِ من الكويت كنتُ ابشّر الجميع برحيل الطاغية قبل عيد ميلادهِ في نيسان , وعندما قضى بقسوة وبطش على الإنتفاضة الشعبانية أصبنا بحالة يأس عميق وشديد حتى ظننّا أنّهُ لن يرحل أبداً
وفي عام 2001 هاجرتُ وعندما سألوني في المهجر هل تظنّ أن صدام سيبقى ؟
قلتُ منطقياً يستحيل لهُ أن يبقى , فسألوني لماذا ؟
أجبت لأنّ مخابراتهِ وأمنهِ , يأخذون الرشاوي علناً من الناس
فكيف ستحميه تلك الأجهزة لو قام الناس عليه ؟
ومع ذلك لم يستطع طردهِ غير الأجنبي
لكن الحال تبدّل اليوم كما نرى جميعا والطغاة في سنتهم الأخيرة تقريباً
تحياتي لسوريا ,الشعب والثورة


4 - إلى الأخ العزيز رعد الحافظ
جريس الهامس ( 2011 / 3 / 19 - 23:39 )
شكراً لمرورك وتعليقك النابع من تجربتنا الواحدة مع هذه الأنظمة الهمجية المعادية للإنسانية التي أنتجها الفكر العفلقي العنصري الذي حمل الكوارث والتخلف لشعوبنا وللمنطقة كلها برضاء لأسياده ... أعداء الشعوب - مع تحياتي


5 - اخشى من الانتفاضة التي تبداء من المسجد
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 20 - 12:42 )
اخشى من الانتفاضة التي تبداء من المسجد هل من خشيتي من مبرر

اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة