الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ... من العزبة المنهوبه إلي الخرابة المنكوبة

أسعد أسعد

2011 / 3 / 18
كتابات ساخرة


أدي الشباب المصري دورهم المرسوم لهم بنجاح تام ... فهدموا صرح الفساد المصري الذي كان تكتُّل أرقام ملياراته الفلكية سبب قلق للماسونية و المافيا العالمية ... فالعصابة التي كانت تحكم مصر علي مدي ستين عاما بنظام رأسمالية و إقطاعية الحكومة الديكتاتورية و أذنابها و زبانيتها المسيطرين علي البلاد هم و عائلاتهم ... كانت قد أدارت البلد كعزبة خاصة و رثها الزعيم عن زعيم عن زعيم ... فقطع الشباب المصري عليه الطريق حتي لا يرث العزبة إبن الزعيم ... و تدور الآن علي الساحة المصرية معركة تصفية الحسابات بين أذناب الزعيم و فلول أمن الزعيم و عصابة حزب الزعيم و جيش الزعيم و إخوان الزعيم ... و تسير مصر في المخطط المرسوم لها ...إلي دولة سلفية إسلامية دستورها الشريعة الوهابية و رئيسها خليفة رسول الله و ولائها و خضوعها لإمامية صحراء الجزيرة العربية بلد و حي و هجرة و دعوة و خلفاء رسول الله ...
و المستقبل المظلم لولاية مصر الإسلامية السلفية إنما هو أبشع من أن يسطره قلم أو يصوره خيال أو حدس أي كاتب مهما كان متمرسا أو خبيرا في سبر أغوار الأحداث و تحليل الوقائع المعروفة لمحاولة كشف الطريق المؤدي إلي النهاية المحتومة ... و لا تتعجب و أرجو ألا تسخر يا قارئي العزيز مما ستقرأه في السطور القادمة و أنا أدعو الله و أرجو أن تشترك معي في الدعاء أن يخيب ظني و يحفظ الله أرض مصر مما قد يأتي عليها من الخراب و الدمار بإسم الإسلام و الشريعة و الدولة الإسلامية السلفية الوهابية ... و هذه هي قصة النهاية ...
جاء الوقت الذي إنقض فيه الإخوان المسلمون علي الحكم بعد أن فتحت لهم أمريكا الباب علي مصراعيه فجثمت أطيافهم علي صدر مصر من الوسطية إلي السلفية و الوهابية السعودية و حان و قت إخراب مصر مرة أخري إنتقاما للمدينة ...
إدارة الدولة سيتولاها الوالي الحاكم خليفة رسول الله الذي ستقدم له البيعة من الإخوان و الجماعة ... فكلامه هو كلام الله و الخارج عليه مارق يستحق غضب الله في الدنيا ... و في الآخرة لهو من الخاسرين ... لا مجلس للشعب و لا للشوري و لا دستور فالشريعة الإسلامية دستورها ... و لا كلمة للأمة بل الكلمة للإمامة .... و الشوري من العلماء من أهل العلم و الخبرة و الدراية بشئون دينهم الذين يجب أن تقع فتاويهم في هوي نفس الخليفة الحاكم و إلا طالهم سيفه البتار الشاكم ... هذا هو التاريخ الإسلامي و هو جزء من الشريعة الإسلامية ...
و قد قسمت الولاية الإسلامية في مصر بين الفقهاء ... فنصيب للشيخ الزغبي ... و نصيب للشيخ محمد حسان ... و نصيب للشيخ الحويني ... و نصيب للشيخ حجازي ... و إمارة الفحص و التكفير للشيخ محمد عمارة ... و إمارة العلم و الإرشاد للشيخ زغلول النجار ... و إمارة شئون مصر الداخلية (إمارة طظ) للشيخ مهدي عاكف ...
مصر هبة النيل ... و هذا القول هو عين الكفر ... فلقد وهب الله مصر صحراء جرداء تجري فيها الإبل و يرعي فيها البعير ... و يجب أن ينتظر سكانها الغيث و الكلأ من قبل الله عز و جل و أن يرعوا الإبل سنة عن رسول الله صلي الله عليه و سلم ... العلم كفر حتي و لو جاء من الصين ... فالكتب و الجامعات و المكتبات لا تلزمنا فقد قال عمر رضي الله عنه إن كان ما فيها يوافق كتاب الله فما حاجتنا إليها , و إن كانت تعارض كتاب الله فلا منفعة لنا منها فالعلم في القرآن ... القرآن دستورنا و الشريعة منهاج حياتنا ...
و إذا أراد الزنج أن يمنعوا عن مصر مياه النيل فليأخذوها و سيرسل الله علي مصر وابلا غيثا ...و لينتشر عباد الله في صحراء مصر الواسعة سعيا و راء الكلأ و ليسوقوا إبلهم فما خيّب الله مسعي قوم جدوا في طلب رزقهم ... و بول البعير خير شفاء لأمراض مصر فما إستعصي علي هذا العلاج القرآني و الطب النبوي مرض و لا داء ... ففي ركوبها إهتداء و في لبنها و لحمها غذاء و في بولها شفاء بإذن الله ... إن البلد المسلم العربي الأصيل حيث ولد رسول الله صلي الله عليه و سلم ليس به نهر و لا فرع فإنما الآبار مسقي و العيون و الواحات مرعي ... و إن شح الماء صلينا صلاة الإستسقاء فيستجيب الله عز و جل من السماء ... ثم نحن نطلب الجنة و ما بها من أنهار سلسبيل و لذة شفاء لكل عليل فما حاجتنا لهذا النيل العقيم الذي طالما أغرق مصر بفيضانه و شح فشحت من مصر خيراته أغنانا الله عنه و عن شطحاته ....
المستشفيات ستغلق و مصانع الأدوية و الصيدليات ستهدم و سيقام مكانها في كل ربوع مصر مزارع لتربية البعير و تعبئة أبوالها في قنانين ليستشفي بها كل مسلم مؤمن من أي مرض مهما كان عضال أو دفين ...
يقولون إن السياحة مصدر رزق رئيسي لمصر ... خسئ الكافرون ... أيكون رزق مصر في العري علي الشواطئ و اللهو و الخمر و الميسر في الفنادق ... أنترك النساء الصليبيات الكافرات علي البحر عاريات و نقول هذا رزق من عند الله ... ستغلق جميع شواطئ و منتجعات مصر من الساحل الشمالي إلي البحر الأحمر ... حيث تكثر الفاحشة و يختلط الرجال بالنساء في عري و العياذ بالله .... أفنسمي هذا رزقا ... حاشا لله ... إلا أنه سيتم التغاضي عن بعض المنتجعات السياحية المسلمة العربية الخاصة بالأشقاء المسلمين القادمين من بلاد رسول الله صلي الله عليه و سلم بغرض المسيار و الفرند و السياحي و المتعة ... فهذا قد قننته الشريعة لأن الدين يسر لا عسر و الله أكبر ...
و سيغلق التلفاز و دور الخيالة و مسارح التشخيص و الموسيقي و الرقص و الغناء حتي نلغي الرزيلة و نحارب البغاء ... و كل الملاعب حرام لأن الكرة شرعا كما أفتي المفتي حرام ... الجرائد و المجلات حرام ... من أراد أن يقرأ فليقرأ كتاب الله و من أراد أن يتعلم فليطالع شريعة المصطفي حبيب الله ... أما الحاسوب و الإنترنت فرجس من عمل الشيطان ... ألا يستعمله الشباب للدخول إلي عالم المعصية و العياذ بالله ... بئس الإختراع الصليبي مفسدة لشباب المسلمين المؤمنين ... و سنكتفي بتعليم أولادنا السباحة و الرماية و ركوب الخيل ...
و الهرم ما هو إلا كومة من الحجارة بناها فرعون الكافر عدو الله و سنهدمه في حينه لنبني بحجارته مساجدا يذكر فيها إسم الله كما فعل صلاح الدين قائد جيوش الله... ثم ما هي هذه الأصنام التي تملأ أرض مصر الطاهرة و يؤمها الصليبيون من بلاد الفرنجة ليتمسحوا بهذه التماثيل و الأوثان ... و يقولون هذا أيضا سياحة و العياذ بالله ... أي رزق فيه بركة هذا الذي يأتي عن طريق الأصنام و الشرك و معابد الأوثان ... فإذا كان اللصوص ينهبون هذه الأوثان فلينهبوها عليها و عليهم لعنة الله و ليخلصونا منها لتبقي أرض مصر طاهرة ... و سيُخلي المبني الذي يدعي المتحف المصري من الأصنام التي يغص بها وسيتم تكسيرها و سحقها و سط التكبير و التهليل ... أما جثث و رمم فراعين مصر عليهم اللعنة فسيتم إعادة دفنها شرعيا في رمال الصحراء ليأكلها الدود حتي لا يصيبنا منها أي وباء ... و ستتحول غرفات و صالات هذا المتحف إلي كتاتيب لتحفيظ كتاب الله و نسخ مصاحفه و تدريس شرعه و فقه سنة رسوله ...
ثم علينا أن نقاطع اليهود فليس بيننا و بينهم عهد إلا عهد الله و هم قد نقضوا عهدهم بإحتلالهم للمسجد الأقصي فحق علينا جهادهم ... و إذا دخلوا إلي سيناء و أخذوها و استولوا علي مناجمها و آبار بترولها فلا يهم ... فلا حاجة لنا بهذه المناجم و لا لهذه الآبار و ليهنأوا بقناة السويس فلم تجلب لنا إلا المتاعب و الأجانب و الحروب و المصائب ...
و سيكون لنا إقتصاد إسلامي و تجارة في إحياء رحلتي الصيف و الشتاء ... فتحمل قوافلنا بضاعة الصليبين من الأسكندرية لنقطع بها الصحراء جنوبا إلي السودان و دول أفريقيه و حتي إلي الحبشة نتاجر و نربح فالنصارى هناك أولياء لنا ... ثم نعود في الصيف بقوافلنا محملة ببضائع أفريقيا إلي الاسكندرية شمالا حيث نبيعها للصليبيين و الفرنجة في الميناء هناك ... و سنعاهد اليهود أحفاد القردة و الخنازير علي مرور قوافلنا في سيناء إلي الحج أو ينقلونا بمراكبهم قبح الله وجوههم من الغردقة إلي جدة في عباراتهم المكيفة الهواء و نحن في سرنا نكثّرسبابهم و نرفع عليهم الدعاء ...
و سنسلح جيوشنا العربية الإسلامية المجاهدة بالسيوف الهندية المهندة و الخناجر اليمنية المسننة و سيعود مجد الخيل العربي الأصيل إلي سابق عهده مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل ... و ما النصر إلا من عند الله و إن ينصركم الله فلاغالب لكم ...
و أما نساؤنا فقد أعانهن الله و عدن إلي سنة أمهات المؤمنين الشريفات المحصنات ... فخلعن الحجاب و إتشحن بالنقاب و قررن في بيوتهن لا تبدو منهن ثغرة و لا يسمع لهن همسا ولا حتي من وراء حائط أو من خلف حجاب ...
أما نصاري مصر و أقباطها اللهم إخرب بيوتهم و رمل نساءهم و يتم أطفالهم و إنصرنا عليهم لأنك أنت أرحم الراحمين وسعت رحمتك السموات و الأرض ... ففي رحمة الإسلام قدَّمنا لهم ما قدّم سيدنا عمرو إبن العاص لأسلافهم ... الإسلام أو الجزية أو السيف ... فدخل منهم الإسلام من دخل و فر منهم من البلاد من هرب ... أما باقي الكفار منهم فقد تم سمل أعينهم و قطعهم من خلاف و صلبهم علي جزوع النخل و تم هدم و حرق كنائسهم و ما يصلح منها فقد حولناه إلي مساجد .... الله أكبر ... الله أكبر ... و غزونا الأديرة فأسرنا الرهبان عبيدا لخدمة أسيادهم العرب المسلمين ... و أما الراهبات فأرسلنا الصبايا منهن سبيات هدية لأمير المؤمنين في أرض رسول الله ... و أما العجائز منهن فتم ربط كل واحدة إلي جملين كأم قرفة عدوة رسول الله عليهن لعنة الله جميعا .... أما مبني الشرك الكبير في منطقة العباسية المدعو كاتدرائية فقد تم حرق ما فيه من صور فاحشة نجسة و تم تكسير كل الصلبان الآثمة العفنة و تم طمس كل ما يدل علي مظاهر وثنية الكفر و الشرك و العياذ بالله ... و صار المبني بعون الله و بفضل تبرعات و مجهودات الإخوة المسلمين من المملكة و بلاد الخليج مركزا إسلاميا ضخما به عدة مساجد و كتاتيب لتحفيظ القرآن و صار مقرا للفتاوي و المواعظ الإسلامية ... و به ساحة كبري لتنفيذ الأحكام الشرعية أي للرجم و قطع الرقاب و الأطراف ... و أقيمت أيضا ساحات مماثلة في جميع أنحاء مصر المخروبة لتقطّع فيها الأوصال و تجز فيها الرقاب و لتجري فيها الدماء و ليترحم فيها الناس في جميع أنحاء مصر المخروبة علي أيام عزبة مصر المنهوبة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أضحكتني و شر البلية ما يضحك
محمد بن عبد الله ( 2011 / 3 / 18 - 19:16 )
الحاضر لا يبشر والمستقبل قاتم
لكن كل هذا كان منتظرا و ما طفقت أحذر من حدوثه منذ الدقائق الأولى

نعم مصير مصر أسود في ظلال وظلمات الاسلاميين وكل ذلك نتيجة تهور شباب أهطل طالب باسقاط النظام دون أن يكون عنده أي تصور عملي أو خطة حقيقية لإعادة بناء نظام جديد

الأبشع هو انخداع كثير من كتاب الحوار المتمدن وتشجيعهم وتهليلهم لما أسموه ثورة تيمنا بثورة الثيران الأحرار الناصرية..واليوم نرى أساتذة أحباء يروجون ل(ثورة) الشعب السوري غير آبهين بالخراب الذي يحصل للناس وللمسيحيين على وجه الخصوص كما لو كانوا كمية مهملة ووقود مستباح لا حرج في حرقه في سبيل الأفكار والاديولوجيات الثورجية

شعوب المنطقة في غالبيتها لا يسيرها غير رجال الدين الذين يزداد نفوذهم بمقدار ما بلغوا من عمى وتطرف وهم يسيطرون على الجميع من لاعبي كرة القدم الساجدين إلى الجيش الذين يستحق بجدارة لقب (جيش الساجدين)

حتى عمنا القمني تناسى سماجة وتطاول بلال فضل و شريكه الأسواني طبيب الاسنان الذي ذكر الله أكثر من 8 مرات في 5 دقائق ووقف يشجع خالع الأضراس هذا !!

قولوا على مصر السلام


2 - مصر هي بداية المخاض
بشارة خ. ق ( 2011 / 3 / 19 - 15:21 )
برغم الطابع التراجيكوميك للمقال الا ان هذا ما يظهر في الافق للاسف.وطالما انهم ربطوا التعديلات الدستورية بنصرة الاسلام فعلى مصر السلام.
انا الان اكتب قبل اعلان اي نتائج للاستفتاء وانا اكيد ان التعديلات ستفوز رغم ان الغالبية من المصوتين لا يعرفون على ماذا صوتوا,يكفيهم الوضوح يا ابيض يا اسود.الحق هم والباطل من خالف-هم
استاذنا الجليل اسعد هذا الاستفتاء هو بداية المواجهة بين العالم الحر بقيم العدالة والمساواة والحرية وعالم اللحى المنتنة بقيم النصرة والغلبة والهيمنة والتحريض والقتال.هذه هي الجولة الجدية الاولى لاحباط محاولة الارتقاء الانساني وجرجرة العالم بكل وقاحة بالاستفزاز والدوس بصنادل الوهابية على كل القيم النبيلة بغاية القتلة الكبرى التي ستحيق بمعسكر التمييز والتفرقة والعنصرية باسم اله دين التوحيد الذي نجح منذ صحوته في شيء واحد:توحيد البشرية ضده من الفلبين الي الهند والصين والى اقاصي بلاد يأجوج وماجوج.اتمنى ان اشهد ذاك اليوم
الحرب العالمية الثانية كانت مجرد تمرين ضد قوى الفاشية لمحدودية اتباعها من نازيين وفاشيين باسم العرق اما الان فاننا امام نهاية التاريخ..الاسلامي

اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم