الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضوح الرؤيا .. المفهومية الفلسطينية .. الجزء الثاني

باسم الخندقجي

2011 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إن المفهومية الفلسطينية هي الدرجة الاساسية حاضنة المسألة من حيث قدرتها عل رصّ الصفوف وتنظيم الصراع سواء أكان داخلياً أم خارجياً .. وتعقيم البيئة الوطنية من شيق الأفق وأوبئة إنتهازية ..
إنها طباقية – إدوارد سعيد – إنسجامية وتناغمية قادرة على التأثير وترسيخ الهيمنة اللاقسرية – بمفهوم غرامشي –إذ أن المسألة غنية بالتباينات الصاخبة من أقصى اليسار الماركسي والديمقراطي مروراً بالبرجوازية الوطنية وإنتهاءاً بلإسلام السياسي بكافة تمثيلاته وهذا ما أدى الى الفوضى في الرؤى والبرامج وعدم إدراك الاختلاف وبنائه على أسس تقدمية – حضارية ..
في حال تأسيس وبناء مفهومية فلسطينية – تاريخية – إجتماعية – إقتصادية – ثقافية – سياسية – فإن هذا سيكفل بالضرورة في انضاج التناقض الداخلي الذي يردي الى تقدم في الصراع مع التناقض الرئيس .. والمفهومية أيضاً هب إطار مفتوح دوماً على النقد وديناميكية المعرفة .. وهي نتاج للتخبط وتراكم الأخطاء على مدار قرن من الزمان .. وبالتالي فإن تأسيسها لن يكون ضمن آليات تؤدي إلى إغلاقها في شموليتها الثابتة بل هي مفهومية تفضح الذين يتسترون بالمبادئ والقيم المقدسة لكي يمرروا افكارهم وتطلعاتهم الإنتهازية الفئوية .. لذلك فهي نقدية بإمتياز وتغييرية على الدوام مما يمنعها من التحول الى نظرية جامدة ..
إن" الكيان الصهيوني" هو الشكل الأرقى للكاولونيا الغربية في المنطقة العربية .. وما هو إلاّ نتاج للحركة الصهيونية التي نظمت وضبطت بدقة قدرتها وفعاليتها في التفاهم مع الغرب وذلك من خلال خلقها لمفهومية إستطاعت أن تجمع الديني مع العلماني في بوتقة واحدة أدت بالنهاية إلى نشوء دولتهم وبالتالي الى ترسيخ فهمها الواعي لطبيعة التناقضات الداخلية وتوجهها المتماسك والقوي في مواجهة التناقض الرئيس المتمثل في الفلسطينيين والعرب عموماً .. ومثلما أنتج " الصهيوني " مفهومية من الدين والدياسبور والجيتوات والهولوكوست .. فإنه أوجدها من خلال " هو " الفلسطيني شرطه الوجودي .. ولكي أحافظ " أنا " الفلسطيني على وجودي عليّ أن ألجأ الى داخلي للبحث عن تطابق وانسجام مع عواملي الذاتية لكي تتجلْلى هويتي ضمن مفهومية شاملة وعامة مع التأكيد على أن المفهومية الفلسطينية لا تتطلب مسرحاً ودموعاً وخداعاً وتضليلاً لكي تطرح على سبيل المثال النكبة الفلسطينية كمُعادل رئيسي في الخطاب الداخلي والخارجي عموماً .وفي الوقت الحالي تمارس الدبلوماسية الفلسطينية حرباً ناعمة تسعى من خلالها إلى إعتراف دولي رسمي بالدولة المنشودة .. ونموذج الرئيس ابو مازن هو نموذج سياسي موفق ولكن يعوذه التطابق مع هوية مفهومية أو بالأحرى أن يكون سياق أبو مازن نتاج للمفهومية الموحدة التي لا وجود لها حتى الآن بسبب الفوضى الداخلية الفلسطينية التي يتحمل مسؤوبتها ونتائجها الكارثية كل فرد فلسطيني وليس قطبي ْ الخلل فقط ..
من هنا فإن الولوج في عمق المسألة بمناهج نقدية – تغييرية – تقدمية – يكفل عملياً هدم ما يجب هدمه من مبانٍ تأبى الإعتراف بتهالكها وإهتزازها هذا من ناحية .. والإعتراف الواضح والصريح بالأخطاء الفادحة التي إقترفناها بحق هذا الوطن والعمل على تأسيس وبناء المفهومية القائدة والمرشدة من جهة أخرى .
ليس ثمة شيء أهم من فهم خلافاتنا لكي نزيل الغلاف العازل حتى تكون مواجهتنا ضد الإحتلال ومواجهة موحدة إلى إنهائه ونيل الحرية والإستقلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء