الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصحات الإستباقية في العالم العربي

حميد المصباحي

2011 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كل سلطة سياسية,تجدد داتها,محاولة التجاوب مع المستجدات التي يعرفها العالم,ويعرفها المجتمع الدي تتحكم فيه محاولة تطويره,وهي عندما تسعى لا ستقراره,فإنها تفعل دلك نها مدركة أن النمو والتطور الإقتصادي والحضاري مشروط بالأمن والسلم,لكن السلم لا تفرضه القوة مهما تعقلنت أو طغت,فالناس لا يحكمهم العقل وحده,بل لهم ميولات أقرب إلى الطبيعة وربما الغريزة,إدا ما أثيرت فإنها تعصف بكل شيء,فالدماء عندما يراها الإنسان تحوله إلى كائن منتقم مندفع بشكل غير واعي,والسلطة عليها أن تدرك هده الحقيقة وتخافها,فالعنف ينطلق من حماة الأمن والثائرين عليه,لأنهم بشر رغم خصوماتهم المدنية,فرجال الأمن في عالمنا العربي أكثر اندفاعية,لأرؤساءهم يعاملونهم كقطيع متحكم فيه بعنف لفظي,شبيه بالتدريبات العسكرية,التي تعلم الجندي الطاعة العمياء لرئيسه في كل اولأوامر الموجهة إليه,حتى لو كانت مخالفة للطبيعة والثقافة وكل القيم الإنسانية,إد الغاية هي شحن العسكري ضد المدنيين,ليصيروا في نظر العسكريين ورجال امن سبب المتاعب التي يتعرضون لها والإهانات التي يتلقونها من رؤسائهم المباشرين وغير المباشرين,بل وحتى من زعماء الحكومات ووزراء الداخلية المعروفين بقساوتهم وتمجيدهم المرضي للقوة والعنف الدولاتي المبالغ فيه,فهل من العيب أن تحاول الأنظمة العربية إصلاح داتها وتعديل دساتيرها استجابة لرغبات شعوبها في العيش الكريم والحرية والكرامة؟
ليس عيبا أبدا,حتى إن اعتبره البعض هروبا إلى الأمام أواستجابة ظرفية لما كان ينبغي تحققه مند زمن بعيد,لكن هده الرؤية ليست سياسية,ولا ماكرة,فأن يعلن في المغرب مثلا عن إصلاحات دستورية,تصل حد تغيير الدستور,واهم أن يدعى الشعب للتصويت عليه,فهده مهمة لم تحلم احزاب اليسارية بها,وقد ترددت كثيرا وهي تستجمع أنفاسها لتقدم مدكرة إصلاحات,حتى غدت مثل هده المطالب روتينية كلما اقترب موعد الإنتخابات التشريعية شهرتها في وجه نظام الحكم معلنة أن سلطة النظام وأعوانه حرموها من تحقيق الأغلبية,وعندما وصلت إلى الحكومة تحججت بمحدودية سيادة الوزير الأول الدي اختير من الأغلبية,وقوة لوبي الفساد الإداري والسياسي المخزني,فهاهي السلطة انفتحت على الشعب وسمحت له بعد طول انتظار من التعبير عن حقه في قبول الدستور أو حتى رفضه,فهل سيتقدم من قرأ الدستور وأدرك دلالاته للتصويت أم جيش العاطلين والجهال الباحثين عمن يدفع أكثر؟هدا هو المحك الحقيقي,وهنا تبرز رهانات اليسار الدي طالما نادى بالإحتكام لإرادة الشعب واحترام اختياراته السياسية,وأول ما عليه البداية به هو مساءلة السلطة الإدارية عن حدود تدخلاتها,لترفع وصاية وزارة الداخلية على الإستشارات الإنتخابية,وهده أولها,
ويتم توقيف المفسدين ومحاسبتهم كيفما كانت انتماءاتهم الحزبية والإدارية وحتى القرابية من مصادر القرار,عائلية كانت أو حتى عسكرية ومالية,هده هي البداية,دستور ديمقراطي,كما نادى به شباب 20فبراير,وحاولت قوى اليسار المغربي تجاهله باعتباره مطلبا نادت به الحركة الوطنية,وورثته أحزاب اليسار وناضلت من أجله ردحا من الزمن,ومنها من منع شبابه الحزبي من الإلتحاق بالحركة احتراما لقرارات الحزب وزعاماتها,التي تريد تزعم كل التظاهرات التضامنية والسياسية,صحيح أن هناك لجنة منكبة على التعديلات الدستورية,والتي ستقدمه كمشروع يستفتى حوله,كما أن هده اللجنة مطالبة بأن تراعي مسألة الجهوية الموسعة ودسترتها لتصير لها مسؤولية أمام الناخبين ويتحمل المواطن مسؤولية اختياراته فيما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي,وبدلك تتخلص الدولة من الكثير من الملفات التي قضت مضجعها,لكن هده الإجراءا لم تتضح بعد,وكل نقاش لمحتوى التعديلات سيكون سابقا لأوانه,وتسرع الغاية منه تأكيد الكثير من الأحكام المسبقة التي اعتادت المعارضة رفعها في وجه الحكم,الدي لن يتغير بتعديل دستور,أو قبول دباجة ورفض أخرى,إن تغير الأنظمة وتبدل سلوكاتها السياسية رهين بمدى القدرة الرقابية للمجتمع وفعالية قواه الحية,يقظة شبابه,وانخراط مثقفيه في الفعل السياسي بعيدا عن التعالي المرضي وتقديم الإسعافات الأولية للأحزاب الجريحة والباحثة عما تضمد به جراحها,لأنها حرمت من التهليل بمكسب الإصحات لتبدو هي زعيمة انتزاعها من نظام الحكم,الدي قدمها برهانا ربما على حسن النية,وتأكيدا لخطابات الإشارات التي احتكرت القوى السياسية فهم معانيها وأبعادها لمدة عشرة سنين,مهللة ببداية عهد جديد,أهل بإصلاحات جديدة كانت هي بطلتها رفقة الملك الجديد,فقد يكون النظام في المغرب بخطواته الإستباقية هده خلق دينامية في المشهد السياسي,رافعا سقف الإصلاحات ومدكرا الجميع بأن السلطة قابلة لتجديد نفسها دون حاجة لرجات البلد في غنى عنها,فإن هناك نظما أخرى أصرت على ركوب الموج ورفض أية إصلاحات,اللهم الزيادة في أجور الموظفين وتعويض العاطلين عن الشغل,كما فعلت المملكة العرببية السعودية,بل دهبت أبعد من دلك بالتدخل في البحرين للحسم في صراعات سياسية تعنيها,بل قد تؤجج التناحرات الطائفية وتححق شروط التطاحن المدهبي,بدل الإصحات السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية