الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري من انتشار ظاهرة زواج الأطفال(الزواج المبكر) في مدارسنا العراقية

نادية تعبان محمد غني

2011 / 3 / 19
حقوق الاطفال والشبيبة


يعد الزواج رابط من الروابط المقدسة التي شرعها لنا الله سبحانه وتعالى,تربط بين شخصين لمشاركة الحياة معا ، وبما إننا بمجتمع شرقي وإسلامي بالتحديد فان ممارسة الجنس محرمة دينيا واجتماعيا والزواج الشرعي هو وحده الذي يبح الممارسات الجنسية .والمجتمعات الشرقية بطبيعتها تركز على النزعات الجنسية ,وفضلاً عن ذلك يسودها الكبت الجنسي,لذا يكون دافع الزواج من الدوافع والحاجات المبكرة,ويمكن أن نطلق تسمية (زواج الأطفال )على الزواج المبكر بحسب تعريف الأمم المتحدة للطفل (بان كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر يعد طفلا).
إما الشريعة الإسلامية فلم تحدد سن معين للزواج ,بل ربطت هذا الأمر باستطاعة الشخص على تحمل مسؤوليات مختلفة.إذ جاء في حديث للرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) : (من استطاع منكم الباءة فليتزوج).كما أن الشريعة الإسلامية لم تفرض قيوداً على الناحية العمرية أو المادية وإنما أكدت على الاختيار المناسب انطلاقاً من حديث الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) (إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). وبرغم شرعية هذه العلاقة إلا أن هناك بعض المشاكل التي تحوم حولها فيما أذا تمت بصورة مبكرة.وفيما يأتي مجمل من هذه المشاكل:
1) الحرمان من التعليم: إذ بمجرد خطبة الفتاة يؤدي إلى عزوفها عن إكمال تعليمها ،وعدم رغبتها بالحضور إلى المقاعد الدراسية ثانية. إذ أشارت الكثير من الدراسات هناك علاقة بين التسرب من المدرسة والزواج المبكر.وهذه مشكلة كبيرة بحد ذاتها لأنها تـُعد انتهاكا للحقوق التعليمية للفتاة,وعدم إعطاءها الفرصة الكافية للنضوج الفكري والعاطفي والاجتماعي وكل هذا يؤدي إلى حرمانها من تحقيق ذاتها.
2) إثارة غيرة الفتيات الأخريات ممن هنَّ في نفس الصف أو في نفس المدرسة, مما يؤدي إلى التقليد والمحاكاة وبالتالي إلى انتشار الظاهرة.وانتشار الظاهرة في المجتمع يؤدي إلى إجبار الأهل على تزويج بناتهم وهنًّ في سن مبكر وإذا ترفض الفتاة قد يؤدي إلى الكثير من المشكلات الأسرية. ومنها سوء المعاملة من الأهل وهذا ما يعرضها كثيراً إلى العقاب وأحياناً إلى القتل من أحد أفراد أسرتها وهو ما يسمى ب (جرائم الشرف) وهذا يعد سلب وانتهاك لمراحل طفولتها ومراهقتها.
3) قد تتكلم الفتاة عن علاقتها الجنسية بخطيبها للفتيات الأخريات وقد يؤدي هذا إلى انتقال أثر التعلم بين فتيات الصف الواحد أو المدرسة الواحدة أو باقي المدارس مما يترتب عليه انتشار الفساد الخلقي والاجتماعي.
4) بهذا السن قد تكون الفتاة غير مؤهلة لتحمل المسؤولية لأنها غير مكتملة النضج من الناحية العقلية والعاطفية والاجتماعية.مما يترتب عليه حرمانها من حياة طبيعية وسليمة ,وتعرضها إلى الكثير من المشكلات الزواجية والأسرية والاجتماعية التي تترك آثارا نفسية واجتماعية على الفتاة كالخوف والقلق والاكتئاب والشعور باليأس والانتحار وضعف الثقة بالنفس وقلة التفاهم مع الزوج .
5) يُعد زواج الأطفال انتهاكا للحقوق الصحية وعبث بروح الطفولة:إذ أثبتت بعض الدراسات أن الاتصال الجنسي والحمل والولادة في السن المبكر قد يؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة ومنها التشوهات الخلقية وإنجاب أطفال ذي إعاقات .وذلك بسبب زيادة الأمراض الوراثية ونقص المناعة خصوصا في زواج الأقارب. إذ يُعد الأكثر انتشاراً في المناطق الفقيرة والمحدودة ثقافياً.مما يترب عليه انتهاكات صحية للأم وعدم رعايتها لطفلها رعاية كاملة.
6) أكدت الكثير من الدراسات والبحوث على أن الزواج المبكر قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسري.
الأسباب المؤدية لشيوع الظاهرة:
1)أسباب شخصية :قد تكون الفتاة جميلة أو فائقة الجمال.مما يثير مخاوف الأهل لأنها مرغوبة من الجميع.
2)أسباب اقتصادية: قد تعاني الأسرة التي تنتمي إليها الفتاة من الفقر والوضع المادي المتردي.مما يدفع الأسرة لتزويج بناتهن للتخفيف من الأعباء المادية .أو الطمع أي استفادة الأهل من هذه الزيجات ماديا.
3)أسباب سياسية:الأوضاع الأمنية المتردية تدفع الكثير من الأسر لتزويج بناتهن مبكرا من شده الخوف والحرص عليهن من الخطف أو الاغتصاب .فيفضلون الأهل تزويج الفتاة حماية لها من مخاطر ( الاعتداء الجنسي).
4)أسباب ثقافية: (وتتضمن العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة) إذ يعد الزواج المبكر من العادات والتقاليد والظواهر المقبولة اجتماعيا في بعض من المجتمعات ذلك لان المجتمع ينظر إلى الفتاة أو الشاب المتقدمين بالعمر ولم يتزوجوا على أنهم يعانون جملة من المشاكل والنزعات التي تسبب التأخير في زواجهم قد تكون مشاكل معنوية أو أزمات نفسية أو علل جسدية أو أخلاقية.كما أن طبيعة المجتمعات العربية تحبذ إنجاب الأطفال بكثرة وفي سن مبكر.ومن المعتقدات والمفاهيم الخاطئة التي يحملها الأهل إن الفتاة مهما كان تحصيلها الدراسي مصيرها أولا وأخيرا للزواج .وفضلاً عن ذلك عدم زواج الفتاة في سن مبكر قد يؤدي إلى تخفيف عدد المتقدمين لها أو قد لا تتزوج طيلة حياتها وبالتالي تدخل في حالة مرضية وهي (شبح العانس).
5)أسباب تقنية:سرعة انتشار التقنية وسهولتها مع انعدام الرقابة الكافية والمعايير والضوابط. أدى إلى استخدامها بشكل سيئ والعبث بها من الأطفال.فالصور والأفلام الإباحية التي تروج لها البعض من المواقع المضللة عبر شبكة الانترنت والهواتف النقالة والتلفزيون تعمل على مخاطبة الغرائز الجنسية وإثارتها بصورة مبكرة لدى الأطفال والمراهقين.
العلاج:
1) سن قوانين تشريعية تمنع زواج الفتاة دون سن ال18 سنة وموافقة ولي الأمر لا تُعد بمثابة موافقة الفتاة.
2) التأكيد على دور الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي بالمدارس من خلال إعداد وتقديم البرامج الإرشادية التي تؤكد على أن زواج الفتاة يحرمها من الدراسة.وضمان الاستمرار بالتعليم هو حق من حقوقها الذي يساعدها على كشف ذاتها وتحقيق إمكانياتها وطموحاتها مما يؤدي إلى إبراز دورها الإيجابي في المجتمع.وفضلاً عن ذلك يتم التأكيد على تثقيف الأسرة من خلال الإرشاد الأسري وتوعيتها بمخاطر الزواج المبكر.
3) إشاعة الثقافة الجنسية والصحية في عموم المجتمع عبر الوسائل الإعلامية المختلفة ويتم ذلك من خلال إعداد وبناء وتنفيذ وتقديم البرامج الثقافية التي تهدف إلى نشر الوعي والتثقيف الجنسي والصحي إما عن طريق الندوات الثقافية والدينية.أو عمل إعلانات ونشرات جدارية تؤكد على إشاعة تلك الثقافة.
4) من الممكن تعريف الطلبة بمخاطر الزواج المبكر الصحية والنفسية والاجتماعية والأسرية عن طريق المناهج الدراسية .
5) تشديد دور الرقابة على الأطفال والمراهقين من الأهل والمدرسة فيما يخص المغريات والجرائم التي تروجها شبكة الانترنت والهواتف النقالة والتلفزيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زواج الاطفال
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 3 / 19 - 16:52 )
سيدتي العزيزة
انتشرت ظاهرة الزواج المبكر في الفترة الاخيرة بسبب تشجيع الشرع لهذا الزواج وبدون دراسة سلبياته على الانثى من طلاق في سن مبكر وهذة الحالة كثيرة حسب شرحها لي من قبل بناتنا وانا أأويدك بكل هذا التخوف وقد زاد بعد تشريع قانون الاحوال الشخصية كل حسب مذهبة وقد اطلعت على مجلة(الأحرارالصادر عن الحضرة العلوية العباسية وفيما يلي التفاصيل وقد نشرتها في موقع الحوار المتمدن وليس من تعليق من مثقفينا
عند قراءتي لنشرة اعلام العتبة الحسينية المقدسة (الأحرار) كان الموضوع للنشرة في الصفحة الأخيرة للعدد (183) الموافق 2 تموز 2009 ( عقد قران أصفر عروسين في العتبة) الزوج البالع من العمر (15) عام المدعو أمير حسين السلامي والزوجة زينب كاظم مهاوي البالغة من العمر عشرة أعوام بحضور أهليهما, فقد تم عقد القران من قبل الشيخ فريد محمد الحميري . ومن المستغرب لهذا الزواج هو الدعوة الموجهة من قبل هيئة التحرير للنشرة الاسبوعية المدعوا حسن الهاشمي منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والخطباء والمثقفين والخيرين للتشجيع على هذا الزواج المبكر وعدم وضع العراقيل للحد من هذة الظاهرة ويدعوا السيد حسن الهاشمي


2 - زواج الصغيرة
تحسين خليل ( 2011 / 3 / 19 - 20:41 )
بن عابدين - حاشية رد المحتار - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 241 )
- قوله ولو أرضعت الكبيرة ولو المبانة ضرتـها الصغيرة أي التي في مدة الرضاع ، ولا يشترط قيام نكاح الصغيرة وقت إرضاعها بل وجوده فيما مضى كاف لما في . انتهى الاقتباس.هل قرأت سيدتي -ولايشترط قيام نكاح الصغيرة وقت ارضاعها؟

اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق