الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكُتُبُ الخَدم

ريبر يوسف

2011 / 3 / 19
الادب والفن


كل خادمة كتاب..

من الحكمة توسُّدُ المهادنة بين مسعى المرء إلى الانكباب على تغير حال والحال ذاتها, إذ إن السير في ركن النفس, بمنأى عن حكمة تلفظ فينا جسور التناقض الشاق ـ سيما هناك تناقض عادل يقوم على أساسه جوهر الأشياء الأحداث ـ يُفقِد المرءَ ما توجسَ به أبداً, من باب كل حكمة مفادها كائن. في تقرير نشره موقع (العربية نت) بتاريخ: 19 يناير 2011م.. مفاده إيجاد الحلول لطبقة اصطنعت في العالم العربي لأغراض مهدورة سلفاً, كإيجاد دستور ما مثلاً أو قانون يزيل المعارضات السياسية والاجتماعية وحتى النفسية منها, عن لا ثبات النفس البشرية في ركل كرة حرياته عموماً بقدم مريضة تماماً كما يركل الجنين غريزة والدته (في هذه الصورة مكان لا يجهل الناظر فيها ثباتها) طبقة ليست بأقلية دينية ولا عرقية وجودها على حال موسومة بإلزام صانعيها المثول بين يديها بعين سخية القلب ومغمضة, عن أي تصرف يكركب بدوره المخزون المعرفي الأخلاقي منه خلل المجتهد في ركل دائرات متعددة أوجِدَ فيها, بعيداً عن تبرير ركلاتهم تلك ففي هذا لا مفاد ولا طاعة للسكينة.
"أكثر من 3 ملايين خادمة يواجهن العذاب والانتهاكات في العالم العربي" كان هذا هو العنوان الذي يسرد قصص وأحوالهن ـ البعض القليل منهن ـ ربما ليس عليّ تحليل الدوافع في أفعال طبقة من المفترض بها أن تكون أشد طراوة ـ انفعالياً ـ منها من بائع متجول أحرق نفسه ـ له كل التقدير ـ في دولة تونس رداً على سياسات حكومة الدولة المذكورة تجاه الناس هناك وتجاهه على وجه الخصوص، لكن إذا ما عايننا الرقم بناظور مفادها حكمة غير مستعصية على الفهم ـ سيما إن هناك حكماً تتجرد عن كون الكائن كائناً ـ 3 ملايين خادمة ـ الرقم الذي ذُكِرَ في التقرير, والذي ربما يربوا عددهن على أضعاف ذاك الرقم ـ تماماً كما يغيب الإفصاح في نفس الكائن هناك, بدءاً من وخزة في عاطفته وليس انتهاءً بغياب الرقم الصح في أموالهم المودعة لدى مصارف دول أوروبية, دول تنسج بِنَوْل معقدٍ سترة متنوعة الأعراق, دول قائمة على أسس إيجاد الحلول للوافد إليها وإدماجها بالقدر المستطاع وحتى التعرج إلى العديد من سياسات البعض منها (كمنع الحجاب والجوامع) إلا أنها تفضي إلى فُوّهة الاندماج, فما حاجة الاسطنبوليين ببرلين إن هبّوا إلى دولة ألمانيا بحقائب محزومة بفكرة مفادها (التغيير يعني الفساد) استكمالاً لجر قوانين إلى بيدرٍ غير مشوب. ففي الفيلم 2012 للمخرج (رولاند إيمريتش) والذي أفضى الفيلم إلى الكمال النسبي منه؛ عبر عالمٍ من الهند استقبلته الولايات المتحدة خيطاً في سترة النول الإنساني العذب كعذوبة المعارض, راكلاً دائرة تقرض الحكمة في رأسه, ذاك العالم الذي انتبه إلى ما يحدث في باطن الأرض.. إذاً التنوّع الجريء هو ما جعل من الولايات المتحدة متقدمة على غيرها ـ من تلك المتسمة بخجل في التنوع منها من الولايات المتحدة الأمريكية, ما يجعلها مصححة لأخطاء يرتكبها الشرق ـ طبياً على سبيل المثال ـ ترى هل ثمة صاروخ موجهٌ إلى رأس أحدهم هناك حتى يتجرد من اللامبالاة في استدراك مثيله الإنسان إلى طمأنينة ما؟ في أبسط معنى لها صفعة من شرطي مرور لأحد السائقين في منتصف الشارع المشرق بالقلق.
إذاً, 3 ملايين خادمة في ثلاث ملايين أسرة, أي 30 مليون شخص يساهمون في قمع الخادمات اللواتي هن لسن بأقلية تطالب بالانفصال ولا يعتنقن مذهباً يشد رِكاب الدين هناك, وإذا ما أجهدنا أنفسنا قليلاً في علم الأرقام ومقارناتها, سيراً صوب المعادلة السياسة في البلدان العربية حيث الإجماع العربي والعالمي على بطش الأحزاب الحاكمة في الدول العربية, الإجماع العربي نسبة إلى الشوارع التي تفيض بالركلات محاولة تمزيق الدوائر الضيقة على نفوسهم, كانكفاء التونسيين والعراقيين وغيرهم عن قدح الطغيان المتمثل بأحزاب حكمتهم. لكن, ثمة شطر من المعادلة, أُذيعت أخبار بانتماء أكثر من مليوني تونسيّ للحزب المنكفئ عنه وأكثر من 4 ملايين من قدح العراق؛ هذا إذا ما انزلقنا إلى سوريا في وضع عدد منتمٍ إلى الحزب الحاكم هناك, مروراً بجميع الدول العربية, أي.. هم منتمون وكانوا إلى حزبٍ ساهم ـ ويساهم ـ في كسر رقاب معتقدات الإنسان, سيربو عدد المساهمين في دحر الإنسانية في البلدان العربية على نصف العرب, هذا إذا ما دخل الرقم الخاص برجال المخابرات العربية الطاغية أبداً. إذاً, من ينتفض على من؟ ومن هو القامع والمقموع في معادلة شبيهة بكوميديا سوداء؟ ترى, هل يحق لشخص ركلُ دائرة حرياته محاولاً توسيعها وهو الذي شد على دائرة أخيه؟ إن كان التبرير ـ تبرير انتمائهم إلى حزب يدركون ماهيته السوداء ـ هذا اللون المظلم في التراث الشرقي ـ أي تبرير سيحك بها قامعو الخادمات "بلاهاتهم"؟ كل خادمة كتاب, في الفيلم (بابل) للمخرج: اليخاندرو جونزاليس ايناريتو, ساهمت امرأة من دولة عربية في التخفيف على أمريكية أصيبت, بطريق الخطأ, بطلقة من بندقية رجل عربي, وذلك عبر نفخها على وجه الأمريكية المصابة بدخان ما, كان غريباً على الأمريكية التي أبدت في بداية النفخ خوفها المجروح إلا أنها انسابت مع التراث المنكب عن معتقد تلك المرأة.
إن كان في نجاح الدول الأوروبية ـ بئر أسرار جيوب الملايين من أثرياء العرب ـ سرٌّ إضافيّ ألا وهو إدماج الوافد إليها كي يطورها ـ الوافد الموسوم بكل أمرٍ ـ ففي برلين تنام بوابة بابل الضخمة في هدوء أحد متاحفها في الحين الذي فجر ـ الناطق باسم الإسلام والمعتبر بطلاً في رؤية طبقة كبيرة من العرب والمسلمين ـ تماثيل بوذا في دولة إسلامية أو دولة متأسلمة. ترى, إن كانت كل خادمة منتمية إلى ثقافة إنسانية ما, إن كانت وديعة أسرار لامتناهية لأفكار ومعتقدات وتراث جديد على العالم العربي تراث ينام في صيرورة رأس صالح لأنه يعمل في مهنة نبيلة هي تنظيف الأوساخ المادية, لوهلة تدرك الخادمة أنه ثمة أوساخ, مكانها العقل البشري لا المرتبطة منها بما يتركه جسد ذلك العقل صانع الأوساخ. كل خادمة معرفة إذا ما عايننا المعادلة (بعين النفخ بدخان مجهول على وجهٍ متسم بالجرح), تعذيب الخدمات بوسائل يستنكرها المعذِّبُ إذ تهبُّ عليه من سجن عربي يكرهه لأنه يرمي بمصالحة إلى سلة ما, هو التعذيب إذاً كحرق كتاب للتراث الإنساني داخل بيت من المفترض به أن يكون وطناً صغيراً, يشكل مجموعه الوطن الكبير, لوهلة نستدرك ذاكرتنا إلى حادثة إحراق الكتب العربية والإسلامية ورميها في مياه دجلة, هذه الحادثة التي يتشبث بها المتخلفون عن دورة المعرفة الكونية, في اللحظة التي يقال فيها أن سبب جهل وتخلف المجتمع العربي هو إحراق الـ ما يربو على 8 ملايين كتاب عربي, حال بين لحاق العربي بدرب الكونية معرفياً, في اللحظة التي لم تزل الطبقة البنفسجية من هذا المجتمع مساهمة بحرق وقمع لا التراث العربي فحسب بل المساهمة في إيجاد المعترضات التي تحول بين الكتاب والهواء, لتدخل الخادمات مثلهن مثل النفط في بورصة الوجود المهدد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب