الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليسار العراقي .. والمهمات الراهنة ..
حمزة الشمخي
2004 / 10 / 17اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أن اليسار العراقي معروف بتاريخه الوطني وجذوره القوية الراسخة في العراق , وعلاقته المتينة والتي تعتبر جزء لاينفصل عن تاريخ العراق الحديث , وأن البدايات الاولى لظهور ألافكار اليسارية والديمقراطية والشيوعية مرتبطة بالسنين الاولى لتشكيل الدولة العراقية عام 1921 .
حيث كانت هناك جماعات من المثقفين العراقيين الذين يطالبون وينادون بالتحرر الوطني والاجتماعي , ونشر المفاهيم الديمقراطية , وتحرر المرأة , وتشكيل منظمات نقابية ومهنية وصحافة حرة ... الخ .
والبعض منهم كان متأثرا بثورة اكتوبر 1917 وأفكارها , اضافة الى ازدياد انتشار الافكار الشيوعية في منطقتنا, حيث بدأت ظهور الحلقات الشيوعية الاولى في بداية الثلاثينيات في العراق, اضافة الى ظهور أحزاب وقوى وطنية وديمقراطية ويسارية وشخصيات ماركسية في الاربعينيات والخمسينيات , وازداد وتطور هذا النشاط اليساري في مرحلة ما قبل وبعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة , حيث كان لبعض هذه الاحزاب والقوى علاقات تحالفية وتنسيق مع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان في تلك الفترة يتمتع بالنفوذ الجماهيري الواسع , وكان في الطليعة لقيادة أغلب المعارك الوطنية والطبقية والاضرابات والوثبات .
أما بعد مجئ البعث الى السلطة في انقلابيي1963 – 1968الدمويين , انحسر المد اليساري الديمقراطي بسبب الطبيعة الطبقية للبعث , ومنطلقاته الفكرية, وسياساته المعادية للديمقراطية والانفراد بالسلطة واحتكارها, واللجوء الى العنف والارهاب , لايقاف وعرقلة عملية التحول الديمقراطي النامية حينذاك , ومحاولة القضاء على قواها المحركة وتحجيمها كالقوى والاحزاب اليسارية والديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي , اضافة الى تصفية بعض الشخصيات الماركسية والديمقراطية المستقلة البارزة, وخاصة في فترة تصاعد عنف الدكتاتورية في ظل حكم المجرم صدام .
أما اليوم وبعد سقوط النظام القمعي في 9 نيسان 2003 وظهور الكثير من الاحزاب والقوى والمنظمات اليسارية والديمقراطية والعلمانية, اضافة الى الاحزاب والقوى الشيوعية والديمقراطية واليسارية المعروفة والتي لها تاريخها النضالي وبرامجها وسياساتها وأهدافها الواضحة والتي يدعو بعضها الى تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية باعتبارها السبيل المناسب للتغيير الحقيقي في العراق .
وهذه العملية تحتاج الى قوى محركة , واصطفافات طبقية وسياسية وجماهيرية جديدة, يجعلها أن تبدأ من القواعد الجماهيرية لهذه التكوينات السياسية وصولا الى مستوى الهيئات والقيادات , للعمل والاتفاق على برامج مرحلية لفترة معينة ولاهداف محددة والتنسيق المشترك على صعيد الشارع العراقي ومؤسساته ومنظماته المختلفة , من أجل الشروع في تحقيق المهمات الراهنة لليسار العراقي بكل أحزابه وقواه السياسية ومنها.
أولا – العمل والنضال من أجل التحرر الوطني والاستقلال التام , ومحاربة القوى المعادية للتغيير من ارهابيين ومجرمين وبقايا النظام المقبور , وكذلك العمل على محو اثار الدكتاتورية البغيضة في كل مرافق الحياة, وأعادة تأهيل الذين كانوا تحت تأثير الدكتاتورية بالاكراه والترهيب.
ثانيا – العمل على نشر المفاهيم الديمقراطية وتوفير الظروف المناسبة لحرية الصحافة والعمل الحزبي والسياسي والنقابي, وسن قانون تنظيم عمل الاحزاب والقوى السياسية , ودعم ومساندة منظمات حقوق الانسان, ومنظمات المجتمع المدني , وألاهتمام بالمنظمات الديمقراطية والجماهيرية وخاصة النسوية منها وأعطاء دور متميز للمرأة العراقية في المجتمع , والتثقيف باهمية الانتخابات باعتبارها حلقة من حلقات الديمقراطية .
ثالثا- نشر الوعي العلمي والثقافي والفكري , واحترام العلم والادب والفن , والعمل على تأسيس شبكة اعلامية وطنية تقدمية تعمل لصالح الوطن والمواطن ,
والاهتمام بالمناهج الدراسية للطلبة وزرع بذور الافكار الوطنية والتقدمية والانسانية في نفوس الطلبة والشبيبة ومحاربة كل الافكار الرجعية والظلامية والتعصب.
رابعا- العمل على تثبيت مبدأ الحقوق والواجبات للانسان العراقي ,على أساس الكفاءة والنزاهة والعمل والانتاج ودوره في المجتمع ,لا على أساس المنصب الحكومي والمكانة والتأثير الديني والعشائري والحسب والنسب .... الخ .
خامسا – ألاستفادة من التاريخ الانساني التقدمي وتجارب الشعوب واحزابها وقواها الشيوعية والديمقراطية واليسارية والعلمانية ودورها في الحياة والمجتمع.
أن كل هذه المهمات وغيرها تحتاج الى منظومة عمل متكاملة ومتعاونة وفاعلة, ولها القدرة والتاثير والدور القيادي في المجتمع العراقي, لكي تستطيع النهوض بمسؤولياتها وانجازها وفق ظروف المرحلة الراهنة, وأن تترجم الى واقع يومي ملموس من خلال حركة ومعرفة نبض ومزاج الشارع العراقي والعمل على تلبية طموحات وتطلعات ومصالح الشعب, وأن تعمل على زج كل طاقاته وامكانياته وقدراته لتنفيذ هذه المهمات بحيوية وابداع ووفق ظروفه الوطنية الملموسة.
وأن تتحول هذه العملية من حلقة صغيرة محدودة ونخبوية معينة الى أوسع صفوف الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير , وهذا لا يتحقق بدفعة واحدة أو مرحلة تاريخية معينة, بل يحتاج الى عمل دؤوب ودائم وبمشاركة الجميع, أحزاب وقوى وشخصيات ومنظمات ديمقراطية وشعبية ومهنية حكومية وغير حكومية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر