الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة ومقاولون

حسين التميمي

2011 / 3 / 20
حقوق الانسان


روى لي احد الاصدقاء انه كان يعمل في مجلس من مجالس احدى المحافظات منذ عدة سنوات، وقد تعامل بحكم وظيفته مع اعضاء المجلس ولمس عن كثب الكثير من الخروقات والتجاوزات والاحتيال على القانون واهمال الدور الرقابي والتزام الدور النفعي وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، فمثلا اذا ماتابع احد اعضاء المجلس موضوع التعيينات فان هذه المتابعة لاتعني الحرص على تكافؤ الفرص والابتعاد عن تقاضي الرشوة بل تعني ان لديه بضعة اسماء يطرحها على لجنة التعيينات ويساومهم على ان يعين هؤلاء والا فانه سيثير الموضوع ويتسبب لهم بمشاكل جمة !! والمفارقة انه حتى وهو يمارس هذا الدور المريب والمرفوض يتقاضى مخصصات او مبالغ نقدية لقيامه بهذا الجهد الرقابي، واذا ماكنت قناة فضائية او اكثر متواجدة بالقرب من باب اللجنة، فانه سيخرج اليهم بعد ان ينتهي من تلك المساومة المخزية لكي يدلي بتصريح يشيد فيه بنزاهة هذه اللجنة وشفافيتها.
صديقي هذا كان يتألم كثيرا وينحي باللائمة .. ليس على اعضاء المجلس فحسب بل على بعض الموظفين الاداريين في المجلس والذين مارسوا دورا هو في غاية الخبث والدهاء والانانية واستطاعوا ان يستميلوا العديد من الاعضاء وان يزينوا لهم التربح والحصول على مبالغ خيالية، لكي تتوفر لهم البيئة المناسبة للفساد الاداري والمالي والاخلاقي.
صديقي هذا تنفس الصعداء حين انتهت دورة هذا المجلس وجاء مجلس جديد منتخب، وقد اعجب كثيرا بطروحات بعض الاعضاء الجدد وانتقادهم لمن سبقوهم، مؤكدين انهم سيعلنون حربا شعواء على الفساد، لكن الايام والاسابيع والشهور مرت وصديقي ينتظر ان يفتح هؤلاء تلك الملفات وان يحيلوا الموظفين السابقين الذين يثبت تورطهم بالفساد الى هيئة النزاهة، لكنه فوجئ بأن هؤلاء الموظفين التفوا من جديد حول الاعضاء الجدد وابتكروا لهم انواع جديدة من الفساد فقام بعض منهم على سبيل المثال بشراء قطع من الاراضي في مناطق غير (مبلطة) وبلا اي خدمات ثم قاموا بالتصويت على مشاريع تبليط في تلك المناطق وتوفير الخدمات لها، فارتفعت اسعارها الى الضعف او الضعفين فقاموا ببيعها وحصلوا على ارباح خيالية، فيما اعلن آخرون عزمهم على اجراء تحقيق في كل المشاريع التي جرت في السنوات الماضية، لكن بعض الحيتان تمكنت من الوصول الى ترضية مناسبة ووعود بحصص جيدة من المشاريع الجديدة.
صديقي قال ايضا ان بعض المقاولات تباع لاكثر من مرة ويصل العدد احيانا الى العشرين او الثلاثين، واذا كان مبلغ المقاولة هو خمسة مليارات على سبيل المثال فان المقاول او (المشتري) الاخير قد يصل اليه من مبلغ المقاولة مليار واحد، وهو بالطبع لن يتنازل عن حصته من الارباح لذا هو سيلجأ الى انفاق نصف المبلغ تقريبا وان ينفذ المقاولة بما يتبقى وهو يعلم جيدا ان جميع الافواه التي ستراقب عمله او تتسلمه بشكل رسمي قد امتلأت حد الانتفاخ لذا سيعمل وهو مطمئن وسيمارس دور (القاتل الاخير) الذي يجب عليه ان يدفن الجثة بعناية بعد ان افرغ كل القتلة رصاصهم في هذه الجثة ومضوا بعيدا بحثا عن ضحية اخرى.. عفوا اقصد مقاولة اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر


.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ




.. الأمم المتحدة.. تدخل الشرطة في الجامعات الأميركية غير مناسب|


.. تهديد جاد.. مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولي




.. سورية تكرس عملها لحماية النازحين واللاجئين من اعتداءات محتمل