الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعب بالموت

هيفاء حيدر

2011 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هذه هي لعبة الحياة اليوم ،يلعبون بالموت كي يبقوا أحياء،ومنذ متى يموت الحي كي يعيش من يلفظ أنفاسه الأخيرة سوى هنا في عالمنا العربي الغريب في قدرته على استحضار ارواح الشعب لتقدم هبة من أجل أن يحيا القائد، يتجمعون حول العقيد ملك الملوك وهم بالكاد يلهثون بأحرف غير مفهومة يريدون للكاميرا أن توصل لمليكهم تفاصيل النقط التي تهتف بحياته على قسمات وجوههم المتعبة.
أي نوع من القادة هذا الذي لم يكتفي بعقود من الحكم والقوة والبطش والجاه ليلجئ الى أرواح شعبه يطلب المزيد من الفدية كي يبقى على سدة الحكم ،استحضر لهم قتلة مأجورين كي يسفكوا دماء الأطفال والنساء مقابل بضعة حفنات من المال قد يكون فاض عن حاجة العقيد ولم يلقى مجالاً لصرفه سوى للمرتزقة القادمين من أدغال افريقيا وعصابات الهاغانا الجديدة ، وربما لم يسمعوا قط بحقوق الإنسان ولم يتسنى لهم حتى أن ينظروا الى وجوه ضحاياهم ،في زيارة ابنه الأخيرة الى اسرائيل اتفق على استقدام القتلة الذي لم يشبع جوعهم الدم الفلسطيني فأرادوا قتل المزيد جندهم كي يشفوا غليلهم من الدم العربي ,كيف لا وهم من جابوا المتوسط سابقاً يغتالون من بيروت الى تونس الى غيرها خيرة قادة المقاومة .
أي نوع من القادة هذا الذي يصر على أن ينتحر الشعب من أجله هو وحده ،أي نوع من القوة يتسلح بها ليرضى ويقنع نفسه حتى اللحظة بأن الشعب هو من يحكم وان السلطة بيد الشعب ،بأية أفكار قد عبء عقله كي يبقى حتى اللحظة يجيز للعالم أن يفتي بمصير وطن قال إنه الأسمى مكانة والأرفع مقدار في حياته وفي أيديولوجيته ذو الاتجاه الثالث أو الرابع ومن يدري ؟
يحاول ان يوهم نفسه قبل ان يوهم الغرب القريب من البلاد وخاصة دول الجوار الأوروبي انه يقاتل القاعدة وارهاب المسلمين ، كم مسكين هو، وكم من العار يجلب لنفسه وهو يذهب في غيه كل يوم اكثر من قبله ،عن أي ارهاب يتحدث وعن أي قاعدة يستميت في القتال، أيوجد أكثر من اربعين عام في الحكم ارهاب يضاهيه أي شيء آخر؟ أم أننا لدينا نحن العرب تعريف آخر للإرهاب اكثر قسوة واكبر بلاء من هذا النوع من الحكم والحكماء؟
ضرب العقيد حتى اللحظة كل القواعد والمسلمات بعرض الحائط كي يسلم رأسه كيف لا وهو ملك الملوك ؟ يهدد بمزيد من الضرب دفاعاً عن اوروبا بوجه المد الإسلامي وارهابه وينسى في ميمعان غروره شعبه ووطنه ولا يتذكر سوى منابع النفط يوعد بها من يشاء من الدول التي لم توافق على ضربه فما زال يراهن بأن هذا الذي يجري سينتهي عند فجر احد الأيام عندما يصحو من منامه الذي تحول فجأة الى كابوس قض مجعه خلاله من وصفهم بالقطط والجرذان ،أي عالم هذا الذي نعيش وأي قادة هؤولاء ابتلينا بهم وعشنا سخطهم ونزواتهم ونحن نتدمر يوما بعد يوم تحت شعارات لم تكن سوى وهم على وهن على وهم ليس إلا .
أوديسة الفجر كانت هذا الصباح في زيارة لبلد العقيد ،ملحمة قادمة من الشمال لكن هذه المرة ابطالها لم يكونوا قد خلقوا مع الأسطورة قبل ان تمثل على مسارح دار الأوبرا وامام الجمهور المنسجم حتى النشوة بأداء أبطالها الشجعان على الخشبة وهم يجسدون فصول الأوديسة ، كان العرض اليوم مغايراً للأحداث ،لم يلتقي الممثلين مع الجمهور وجهاً لوجه ولم يصفق الحضور لأداء أحد الممثلين الذي خرج عن النص ، ولم ينحني الممثلين للجمهور عند انتهاء العرض ، كان كل شيء مغاير اليوم هنا في هذا الصباح الربيعي للشعب المحاصر بترهات العقيد وسيف ابنه المسلول في غمده والذاهب الى حتفه ونهاياته ،الذي ما شابه أبوه إلا بالظلم ، ومن شابه أباه ما ظلم سوى نفسه هو بالذات لا أكثر ولا اقل ذاته نفسه التي كبرت على ايدي الأب لتصبح أكبر من الشعب ومصيره ومستقبله ،لم يعبء بعرض الملحمة اليوم الأوديسة التي ربما لم تفاجئ الجمهور المغلوب على أمره فبدأت العرض من على علو شاهق هناك حيث الناس ينتظرون رحمة السماء وإذ برحمة الأوديسة الرحمة النقمة التي جاءت على اجنحة قرارات مجلس الأمن بهدف الأمن لا غير للشعب الليبي كما قالوا عنها !!!؟؟،والذي ربما لم يعد لديه من وقت كي يصفق ولا يرحب للعرض الملحمي ، والعقيد ما زال هناك يرغم جمهور آخر على التصفيق والهتاف .
من منا المسكين اليوم؟
نحن أم قادتنا ؟
ربما نحن قد أمسينا مساكين بكل معنى الكلمة لكن لسنا بمستكينين؟
،نولد ونحيا، نحب ونكره ، نفرح ونتعذب، ننتظر ان نشاهد فصول مسرحيات موتنا المحتم في بلادنا العربية يجلسوننا على مقاعد الجمهور ونحسب اننا نرى ونسمع لكن نكتشف انهم يغتالون الروح بداخلنا ويرهبوننا مرات ومرات بالخطر القادم حيناً من الشرق وحيناً من الغرب وإذا ما دخل الدين على خطوط قناعات لم نقتنع بها يعملون على إيهامنا بأهمية الهجرة الى السماء حيث أبواب الجنة الموعودة ، وإذ بأبواب السماء تنفتح هذه المرة بملحمة الأوديسة إنها عملية الفجر الذي اختارا لها الغرب هذا المسمى وكثيرا ما سمى أسماء مثيلة لها من عواصف وأمطار وكتل متدحرجة من غزة الى العراق الى لبنان،
وبعد أي مساكين نحن ؟بالرغم من كل الثورات التي قامت وبالرغم من كل التغييرات التي حصلت عن أي تاريخ سنكتب ؟وماذا سيقراء أبنائنا عن زماننا هذا الغابر في غياهب التاريخ ؟ وماذا عن بطولات لم تعد في مكانها لشعوب تعبت وملت وكرهت حاضر جاء من ماضي كان مشبع بالقساوة لحد الهتاف بحياة القائد وديمومة حكمه وبتتويجه اكثر واكثر ملك الملوك وسلطان السلاطين .
يستذكرون متأخرين أن هناك شعباً كان عليهم سماعه منذ البداية لا بعد عقود أو ربما تداخلت عليهم الأمور من هول ما سمعوا في بلاد بعيدة عن ملكهم آلاف الكيلومترات ليكتشفوا ان الأمر يحدث في مملكتهم لاعند السلطان العثماني فيأمروا بحفنة من الدولارات وبمكرمة هنا وهبة هناك عل الشعب لا ينساهم من الدعاء لهم وليس عليهم وهم يستعدون لملاقاة وجه ربهم الأحق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد حان ان نتخلص من الاستبداد الشرقي ووحشيته
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 3 / 20 - 11:15 )
الاستاذة النبيلة المملوءة عاطفة انسانية لاحدود لها
شكرا لك على مقالتك فحتى انا الثمانيني حرمت من نعمة االنوم واخذت حتى عظامي تبكي وتئن ماهذا الذي يجري على يدي طغاة اشرار ربما لم يعرف التاريخ لهم مثالا هذا القتل الوحشي في ليبيا وفي البحرين وفي اليمن
قالوا لنا قديما-يقتل القاتل ويمشي في جنازته هل سمعتي يا بنيتي ان على صالح يجلب القناصه المدربون لقتل ابناءنا اليمنيين الابطال ثم يعلن الاحد يوم حداد وسمعت عن درع الجزيرة المتوحشه الصحراء القاحله ديرة برابرة الوهابية التي تدين بالقتل للاخر المتمدن او الذي يصبو الى التمدن والمخبول قذافي يعزف - وهو يقتل اهل زنتان وزواره وراس لانوف ومصراته -رمزالتمدن الليبي-و و و وهو يقول انه يحارب القاعده -في العراق نقول مستهزئين بقتلة
مجرمين من محاكي رمز الوحشيه صدام نقول-عين الحاسود بيها عود- ليحسدنا العالم كله اي نوع من المنقذين البرابره عندنا من صدام وزرقاوي الى قذافي وحارث الوحش من علي صالح الى بنلادن والظواهري من منتحل اسمملك البحرين الى القاتل خميني وخامنئي والمجنون رقم 2 احمقي نجاد اي عالم وحش ياءخذبخناقنا في ديارنا ايها الابنة العزيزه ولكن اليو


2 - تكمله رجاء
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 3 / 20 - 11:31 )
ولكني اليوم -ايتها الابنة الانسانة والمثقفه اريد ان اتكلم معك بصراحة علميه
سيما وانك حاصلة علىاول لقب علمي نعتبره اكاديميا اول عمل يحمل في طياته العلمية المستقله والابداع -الماجستير
نحن فيما يسمى كذبا في العالمين الاسلامي والعربي نعيش مايشابه جدا ايام الثورة الفرنسية الكبرى قبل 222 سنه في اوربا التي من اساسيات جوهرها توديع العبودية الاقطاعية وبداية التمسك بالانسان الحر خالق كل شئ وسيد نفسه
وانا بهذه السطور القليله غير قادر اناعبرلكعن كل شئ ولكن المطلوب منك لماينتظركمن دور في مجتمعك ان تتخلصي من جميع ادران الحرب البارده-كره الغرب المتقدم الناجح الانساني ولو مقارنة بانظمتها ونسبيا بالمرحلة التي وصلت اليها البشرية حتى الان-وقبل كل شئ اعتبار الدين والانتماءالقومي قضية شخصية لالاحد منا اي دور في اختيارهما واستبدال نقطة انطلاقنا من حقيقة اننا من بني البشر ويجب علينا الانخراط في مسيرة البشرية وكلنا على هذه البقعة الصغيرة-الكرة الارضية-القرية اخوان يهودا وفلسطينيين وعراقيين واميركان واوربيين واتراك ايرانيين وهنود وان نتخلى عن الاحقاد التي زرعها فينا اعداؤنا الحقيقيون لالهائنا والضحك علينا


3 - قاده الى القمامه
رحيم الغالبي ( 2011 / 3 / 21 - 03:36 )
القاده العروبيون قادة قمامه وجميعهم عملاء وجائوا بطرق التآمر
http://m1.ankido.net/news.php?action=view&id=43647
انهم قتلة شعوبهم


4 - لا تعليق
ماهر البدوي ( 2011 / 3 / 21 - 05:42 )
من يقامر بالموت من الممكن ان يربح حياة فما هو مصير من يقامر بالحياة؟


5 - من السبب؟
ماهر البدوي ( 2011 / 3 / 21 - 07:34 )
منذ الخليفة الاول للرسول الى موت الخلافةالعثمانية على مدى كل هذه القرون هل من خليفة سلم الحكم حيا؟ لا اعتقد اذن القذافي وأمثاله لم يبتكروا جديدا
فجر أوديسا هو عنوان جديد لحاكم جديد تحت شعار تتغير الأسماء والمحكوم واحد


6 - استاذ رحيم الغالبي
هيفاء حيدر ( 2011 / 3 / 21 - 18:42 )
اشكرك للتعليق وعلى كل الأحوال نحن الشعوب أكثر من يدفع الثمن ويتعلم الدروس على حساب مصيره ياتي القادة ويذهبون لكننا نحن الباقون هذه سنة التاريخ الذي لا يخذل أبنائه
لك كل التحية


7 - شكرا استاذ ماهر البدوي
هيفاء حيدر ( 2011 / 3 / 21 - 18:47 )
سنين وعقود مرت لكن اليوم بالتأكيد هو غير ذاك الأمس الذي سوف لن يعود انه فجر الحرية الذي انبثق علينا جميعا ولو تفاوت زمن الوصول لكنه لا بد ان يجد محطة للإستراحة قريبة أو بعيدة المهم انها موجودة اليوم بقوة فعل الجماهير ولن تتوقف
اشكرك على التعليق مع خالص التحية

اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على