الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إزالة الدوار أم إزالة الرمز ؟

شاكر الناصري

2011 / 3 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الأخبار القادمة من البحرين والتي تتناقلها القنوات الفضائية بين أونة وأخرى حملت الكثير مما يستحق الأنتباه والأهتمام بكل ما يجري في هذه المملكة الصغيرة ، لقطات لحشود تهتف للحرية وتطالب بالحقوق وأنهاء الظلم ، لقطات للقتل العلني وللأنتهاكات ودماء الأبرياء ، لقطات للكذب المفضوح ، لقطات لتدخل عساكر دولة محتلة تسعى لتصدير أزماتها الداخلية فتعمل على فرض الأمن في بلد بعيد عنها لكن ما يحدث فيه يستشعرها بالقلق . من بين كل هذه اللقطات وغيرها تأتي لقطات أزالة دوار اللؤلؤة وكأنها تتويج لمشهد مرعب ودامي . مشهد يراد القول من وراءه أن كل شيء تحت السيطرة أو أنسوا هذا الدوار ودلالاته ورمزيته . مشهد نقرأ ونتلمس فيه الكثير من الأنتقام والحقد وكأن من قام به ونفذه يوجه رسالة صارخة للجميع لعل أبرز مضامينها أن لا مكان للحريات وأن المزيد من الظلم وأستلاب الحقوق سيكون هو الرسالة الدائمة .

مشهد أزالة دوار اللؤلؤة جاء ليكون معادلا لأزالة المكان – الرمز والقضاء عليه بكل ما يحمله من معان ودلالات تعني الكثير من البحرينيين أو يشكل لحظة أمل في تاريخهم الشخصي والجمعي . الأزالة هنا تعادل الأنتقام وتأتي للتستر على آثار جريمة مريعة ومخزية وتشويه معالمها . كذب ورياء سلطات مملكة البحرين التي تقول أنها تسعى لتطوير دوار اللؤلؤة او شارع دول مجلس التعاون كما تسميه يكشف عن مدى الأرباك الذي أصاب هذه السلطات . فالعالم أصبح يعرف تماما ما الذي تعنيه مفردات دوار اللؤلؤة مثلما يعرف تماما ما الذي يعنيه ميدان التحرير في مصر أو ميدان التغيير في صنعاء وساحة التحرير في بغداد وميدان التحرير في بنغازي وميادين وساحات أخرى سيتم أبتكارها قريبا . العالم يعرف أن الشعوب المنكوبة بالاستبداد وسحق الحريات باتت تجد في مفردات الحرية والتحرر من قبضة الأنظمة الدكتاتورية معنى مرادفا لكرامتها وأنسانيتها ، مفردات تحمل الكثير من الأمل بالمستقبل وبالحياة الحرة والمشاركة في رسم المصير ، تستحق أن تطلقها كأسماء لمناطقها وساحات تجمعاتها وهي تهتف أو تصرخ من أجل الحرية وتحول هذه الأماكن والساحات الى موطيء للأنقضاض على نظام حكم أو دكتاتور ما . وأن التاريخ لاينسى الأماكن والحوادث التي تشهد على مساعي الشعوب من أجل الحرية والكرامة مهما كانت محاولات الأنظمة والسلطات من أجل تشويه حقيقة هذه الأماكن أو مسخها وإزالتها .

منطق أزالة دوار أوساحة شهدت أنتفاضة ما من أجل الحرية والحقوق هو نفسه منطق قتل الأنسان والقضاء عليه من قبل الأنظمة الحاكمة مادامت تجد في مسعاه للعيش بحرية وكرامة تهديدا لحكمها وأنفرادها بالسلطة والتلاعب بمصيره . الانظمة الدكتاتورية المتخلفة في العالم العربي والتي تواجه لحضاتها المصيرية الحاسمة ،لاتنظر الى الأنسان الذي تحكمه الا كعبد وتابع ذليل وفاقد الارادة يستحق القتل والجلد والتعذيب والتجويع والتشرد . في العراق أقدم نظام الاستبداد البعثي على تجفيف مناطق الاهوار في جنوب العراق في مسعى منه لأزالتها والقضاء على سكانها بعد أن تحولوا ، السكان والاهوار، الى رمز للتمرد على سلطات هذا النظام ، كما أقدم على هدم الكثير من الأحياء والبيوت بالجرافات والمدفعية والصواريخ في مدن العراق لأنها كانت أوكارا للأنتفاضة ضده .

تعمل حكومة البحرين على وضع مخطط جديد أوشارع جديد أو اشارة مرورية تخفف ازدحام السير كما يقال بديلا لدوار اللؤلؤة ، وستنجح بمشاركة الأعلام المأجور في تشويه صورة الذين أحتجوا وتظاهروا وطالبوا بحقوقهم وحرياتهم وستحولهم الى مجاميع من المخربيين والمأجورين واصحاب المشاريع الطائفية وعملاء الأجنبي . لكن ، هل ستنجح في أزالة رغبة العيش بحرية وكرامة من دواخل ومخيلة الكثير من البحرينيين ، هل ستتمكن من أطفاء جذوة الشعور بالظلم والأقصاء والتهميش الذي تعيشه الغالبية العظمى منهم ؟ أم أن البحرينيين سيجدون وسيبتكرون ساحات ودوارات أخرى لللؤلؤ وللحرية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ازالة الدوار هو دوس كرامتهم قبل دوس كرامتنا
الشباب الثائر ـ البحرين ( 2011 / 3 / 21 - 05:09 )
اخي الكريم شكرا لك على هذا التحليل المنطقي . ان رمز هذا الدوار هو بالاصل رمز لمجلس التعاون لان اللؤلؤه مثبتة على ست قوائم وهي عدد مجلس التعاون واللؤلؤة هي تمثل الخليج و البحرين فيها اكثر تمثيلا لانها كانت مشهورة باستخراج اللؤلؤ وما هدمه بهذه الطريقة الا هدما لكرامتهم قبل ان تكون هدما لكرامتنا.ان دوار اللؤلؤة سيبقى خالدا في ذهنا وذهن اجيالنا وان محي اثره على الارض.هل استطاعت دولة آل مرخان ان تزيل الآثار الاسلامية من مخيلة المسلمين بعد ما ازالتها من على الارض؟؟. كلا. ان كل مكان في البحرين تقوم فيه احتجاجات هو دوار اللؤلؤة وسيبقى شعارنا -هيهات منا الذلة- اما العيش بكرامة واما الموت بعز وسيعلم الذين ظاموا اي منقلب ينقلبون.

اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ