الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن الذبيح ، الا من ناصر ينصره يا ادارة اوباما

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كما هي الحال دائما ، في النهاية سينتصر الشعب اليمني ويتقهقر الحاكم وينتهي به الحال مخلوعا ومطرودا ، وربما مشنوقا ، هذا هو منطق التاريخ ومنطوق الاحداث الجارية حاليا في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، منطق ومنطوق لا يختلف كثيرا عما جرى في عديد من بقاع العالم التي شهدت نهاية مؤساوية للكثير من الدكتاتوريات التي راهنت على القوة والعنف في مجابهة دعوات الشعوب الى الحرية والكرامة والخبز فأستكبرت وعاندت ولم تحسب حسابا لقوة الشعب التي تجرف معها كل الات القهر والدمار والقتل والذبح .
الحاكم اليمني عبدالله صالح لا يبدو انه يتعض من تجربة الشعب التونسي والمصري والمصير الذي انتهى اليه المخلوعين بن علي ومبارك ، ولا يبدو انه يفكر بما سيؤول اليه مصيرالمعتوه القذافي قريبا ، انه يتمادى في جرائمه الوحشية ضد شباب اليمن ويؤجر انواعا من البلطجية والقتلة لممارسة القتل والارهاب بمهنية ومنهجية ، وقد حول هذا الحاكم الارعن اليمن السعيد الى يمن ذبيح يغرق في الدماء والدموع والاحزان ، انه ومثل غيره من الحكام المستبدين لا يمتلك الاحاسيس النبيلة لدى البشر فيتشبث بالحكم ممتهنا قتل المعارضين واقامة مذابح فعلية ، وبلغ به الصلافة ان يعلن الحداد على ضحاياه وكأنه يود مضاعفة الام اهالي الشهداء والمصابين الذين نالوا منهم عصاباته الاجرامية في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وفي مدن عدن وتعز وغيرها من الاصقاع اليمنية التي ترفض هذا الحاكم وتريد منه الرحيل ، بل ان اليمن كله ترغب ان تلفظ حاكمها الشرير القاتل ، لكن الامر المخجل ان يراهن عبدالله صالح على الدعم الامريكي ويستند عليه في رفضه للاصغاء الى صوت شعبه والاستمرار في اراقة دماء شباب اليمن . انا لا اتباكى على ابناء وبنات اليمن وان كان قلبي يعتصر الما من مشاهدة صور التقتيل التي تبثها الفضائيات واخبارها عن المجازر البشرية الحقيقية . لا اتباكى على اليمن لان شعبه منتصر لا محالة ، وليس قصدي من هذه الكتابة استجداء العطف الامريكي ودعوتها للتخلي عن صالح ونصرة شعب اليمن ، رغم ادراكي ان تخلي ادارة اوباما عن معاضدة الحاكم اليمني يعني نهاية فصول المآساة اليمنية ، غير ان من المتعذر ان تقدم الولايات المتحدة مثالا واحدا على صدق ساستها في دعواتهم الى الحرية والديمقراطية ودعم حقوق الشعوب في الحرية دون ان تربط الموضوع بمصالحها الحيوية ، ان الادارة الامريكية ، وحتى الان ، لا تريد ان تنحاز الى جانب الحرية ومبادئ ساستها المعلنة بغض النظر عن تأثير هذا الانحياز للمبادئ المعلنة على منافعها ومصالحها ، لقد اتخذت الادارة الامريكية ومعها الدول الغربية القرار الصائب في دعم الشعب الليبي والطلب من القذافي الرحيل ، لكن ليس هناك ما يميز صالح عن القذافي ، كلاهما قاتلان شريران فقدا تمام الشرعية في البقاء على دست الحكم ، عند الادارة الامريكية هناك ميزة تفضيل لصالح على القذافي ، وهي ان صالح شريك امريكا في محاربة الارهاب والقاعدة ، والادارة الامريكية لا زالت مقتنعة ان البديل عن كثير من الحكام العرب هو القاعدة او الاسلام السياسي بينما عليها ان تدرك ان القاعدة وفي كثير من الاحيان تستمد قوتها الحقيقية وتجمع حولها الانصار المخدوعين بسبب دعم امريكا للحكام المستبدين فتلقى شعاراتها في بعض الاحيان بعض الرواج ، سيما ان الشعوب تشاهد ان الدعوات الامريكية للحرية والديمقراطية ليست مطلقة وعامة ومجردة ، انما تمارس الازدواجية وسياسة التفاضل في التعامل مع الشعوب التي تنادي بحريتها وحقوقها وتريد ان تقيم المجتمعات الديمقراطية ، والا لماذا لا تصحو الضمير عندما يقدم الجزار صالح على قتل العشرات من شباب اليمن واصابة المئات منهم في ظرف ساعة واحدة ؟ أليست هي مجزرة بشرية حقيقية ؟
اما من ينصر اليمن فهو الشعب اليمني ومعه احرار العالم ، ولن تستطع امريكا من ابقاء حكم صالح في غرفة الانعاش الا لوقت قصير وبوافر من الدماء البريئة فهل يسعدها ذلك ؟ نشك في ذلك ، هل ان القاعدة خطيرة الى درجة ان تكون امريكا قاصرة من مجابهتها دون معونة حاكم جزار ؟ لا اعتقد ذلك ايضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل