الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن ننبت في الأرض والأرض تنبت فينا

رامي الغف

2011 / 3 / 21
القضية الفلسطينية


الأرض كالعرض والعكس صحيح، والإثنان لهما قدسيه فريدة من نوعها لدى الشعوب الحرة، خصوصا شعبنا العربي الفلسطيني، ومن يبيع أرضه يسهل عليه بيع عرضه، ومن تهن عليه حفنة من تراب وطنة، تهن عليه جميع بناته ونسائه وما ملكت إيمانة من حفيدات آدم وحواء.

الفلسطينيون لا يحبون أرضهم فقط، ولا يقدسونها فقط، بل أن حبهم وتقديسهم لها يرتقي إلى درجة العشق..وهل بعد العشق حب.

الفلسطينيون يضعون سبعة خطوط حمراء بلون الدم على حدود الأرض والعرض معا، وإذا كان هناك فلسطيني واحد قد فرط بأرضه في يوم من الأيام .. فإنه يكون قد فرط بعرضه قبل ذلك! ومن سابع المستحيلات أن يفعل هذا أي فلسطيني حر سوي.

شهداءنا الأبرار هم أكثر الناس حبا وتقديسا وعشقا لأرض فلسطين، وهم أكثر الناس فهما بلغة الأرض الفلسطينية، فقد تعاملوا معها بالدم الطاهر الذكي بقوة وشموخ وعنفوان!!

يوم 21 مارس هو ذكرى معركة الكرامة الخالدة .. "والكرامة" هي أم المعارك على الصعيدين الفلسطيني والعربي على حد سواء، وقد شاء الله أن يكون إحتفالنا بهذه المناسبه الغاليه تمهيدا لإحتفالنا التاريخي بيوم الأرض المباركة في 30 آذار.

فما درى الجلاد الذي زور لشعبنا شهادة وفاة، وأطلق على أرضنا "أملاك الغائب" إننا العنصر المشع في هذه الأرض لا يتوقف إشعاعه، ولا يستطيع أن يقترب منه أحد، وإن تفاعله متسلسل وعلى الطريقة الذرية كاليورانيوم المخصب.

ما دري الجلاد إننا الشعب الوحيد الذي يمتلك هذه الأرض مرتين، مرة بقدم التاريخ الذي يقيس عمره بوجودنا نحن، ومرة بقدر الحلول الذي يعلن نفسه دائما فينا، ليس الحلول الذي إستشهد من أجلها"الحلاج المتصوف" حين خلط بين الذات الإلهيه والذات البشرية، وإنما الحلول التي جعلت منا خارطة لهذه الأرض بسهولها وجبالها ووديانها، بمائها وهوائها، حيث تحولت كل هذه الجغرافيا إلى إمتداد لعروقنا وشراييننا التي تخرج من أجسادنا لتضرب في أعماق الصخر والطين حتى النخاع.

نحن الفلسطينيون ننبت في الأرض والأرض تنبت فينا، وحينما نسير فإنما نسير على قلوبنا وعيوننا وأرواحنا، فنحن وإياها الوجود الواحد، لكن الجلاد الذي لم يفارق الرشاش قد فارق الذاكرة، وإذا بالشعب الذي وأده رضيعا قد خرج له مثل المارد من جوف الأرض وأصبح له ككابوس الليل والنهار، وتوأمة الذي ظن إنه رحل إلي غير رجعه لم يكن إلا الشمس والرياح والعواصف التي ستقود سفن العودة نحو المرافي الملوحة.

حتما سنعود وفي جيوبنا كل المفاتيح للأبواب الموصده، وسنلتحم بالتربة وببذورها، حتى يبدأ الزمن الفلسطيني من جديد.

فيا فلسطين لقد ترجمتك على صفحات ايامي، ودونتك في قاموس احلامي، ولو أستطيع لأخذت شعاع الشمس لاضئ لك طريقك، ولو أستطيع لجمعت كل الحروف لأكتب لك إسمك بكل اللغات، ولو أستطيع لتعلمت الموسيقى لأعزف لك مقطوعة حبك، ولو أستطيع لملأت الشوارع بكلمة أعشقك.
لن أصفك فلسطين بالورد لأنة يذبل، ولا بالشمس لأنها تغيب، ولا بالحياه لأنها لا تدوم، لكني أصفك بالأمل لانه لغة العشاق وبالأمل تعيش القلوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختتام مناورات الأسد الإفريقي بسيناريو افتراضي استخدمت فيه م


.. بعد ضربات أمريكية على اليمن.. يمني يعبر عن دعمه لفلسطين




.. فرق الإنقاذ تنتشل جثمانين لمقاومين استشهدوا في جباليا


.. واشنطن: بلينكن دعا نظراءه في السعودية وتركيا والأردن للضغط ع




.. فرق الإسعاف تنتشل جثامين مقاتلين فوق سطح منزل بمخيم جباليا