الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!

عصام مخول

2011 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


التدخل الامبريالي العسكري في ليبيا، تحت ستار تنفيذ قرار مجلس الأمن 1973 لا يشكل جزءا من تحرر الشعب الليبي، ولا مقدمة لإنقاذه من مذابح مبيتة ، مهما قست ديكتاتورية نظام ألقذافي وممارساته الهمجية، وإنما يشكل عدوانا خطيرا على جميع ابناء الشعب الليبي، الموالين للنظام والمعارضين له . فهذا التدخل يهدد بإخضاع ليبيا أرضا وشعبا ونفطا للمطامع الامبريالية وينذر بتمزيقها وتشتيتها وإعادة تركيبها - قبائل وحقول نفط ومناطق نفوذ خاضعة وتابعة ، أسوة بما حدث في العراق. فهذه القوى وفي طليعتها الولايات المتحدة وفرنسا لا تطلق صواريخ كروز من طائراتها وبوارجها على ليبيا اليوم، دفاعا عن حقوق الانسان والقانون الدولي، وتأسيسا للديمقراطية ، أو حقنا لدماء الشعب الليبي ومنعا لارتكاب المجازر كما يدعون . وإلا فكيف يمكن ان نفهم ذلك الصمت المريب والمشبوه الذي تلتزمه الولايات المتحدة وحلفاؤها تجاه القمع الدموي والمجازر التي يرتكبها نظام علي عبداله الصالح وبلطجة حزبه الحاكم بحق الشعب اليمني البطل ، والمطالبات الخجولة الناعمة التي تصدر عن الولايات المتحدة لحليفها الملطخ بدماء شعبه في صنعاء ، "لاجراء حوار مع شعبه الثائر" ؟ وكيف يمكن تفسير هذا التدخل العسكري في ليبيا إزاء موقف العهر الفاضح الذي تمارسه الادارة الامريكية ذاتها تجاه القمع الدموي "الملوكي" لمظاهرات الشعب البحراني البطل المطالب بحريته ؟ وكيف يمكن أن نفسر دفاع الولايات المتحدة وحلفائها عن استقدام جيوش السعودية وأمراء "مدن الملح"الى البحرين للتدخل في قمع المتظاهرين في ميدان اللؤلؤة ومحاصرة الجرحى في المستشفيات، والبطش الدموي بالمنتفضين الأبطال من أجل ضمان "حق" الملك في قمع شعبه كما يشاء؟ . إن الامبريالية الامريكية ليست بحاجة الى بوارج وطائرات لانقاذ الشعب في البحرين لو رغبت في ذلك، لانها وحدها سيدة الموقف وسيدة القرار في هذه الامارة ، وهي التي تملك على أراضيها أهم القواعد العسكرية وأخطرها في المنطقة. ان الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص هما الاكثر حماسا "لانقاذ الشعب الليبي" واستصدار قرار مجلس الامن وتصعيد العدوان على ليبيا ، لانهما الدولتين الامبرياليتين الاقل نفوذا على النفط الليبي والموارد الليبية ، مقارنة بمراكز امبريالية أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا مثلا ، وهما معنيتان بخلط الاوراق من جديد في شمال افريقيا أملا في تحسين مواقعهما في إطار إعادة توزيع مناطق النفوذ والتأثير. ومن المنطلق نفسه فإن الولايات المتحدة صاحبة السطوة على مصادر النفط في الخليج معنية بالحفاظ على الاستقرار الاستبدادي ، التابع والمتخلف في الجزيرة العربية ولو على أشلاء حقوق الانسان وعلى بحر من الدماء.
إن الإستراتيجية الامبريالية في ظل المد الثوري في العالم العربي ، لا تمت بصلة الى قيم الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الشعوب، والتدخل العسكري في ليبيا يشكل محاولة في إطار هذه الاستراتيجية ، لاستثمار حالة المد الثوري الشعبي البطولي الذي تفجره الشعوب العربية في وجوه انظمة الطغيان وأسيادهم في العواصم الغربية ، من تونس وحتى مصر ، ومن مصر الى ليبيا واليمن والجزائر والبحرين وصولا الى السعودية وسوريا ، وتجييرها لإعادة انتاج أنظمة الطغيان والتخلف والتبعية السياسية والاقتصادية بحلة جديدة، وإعادة احتجاز حريات الشعوب وكرامتها بوسائل مستحدثة ، لضمان مواصلة الهيمنة الامبريالية وتعميقها في المنطقة ، وإعادة توزيع الغنائم بين القوى الامبريالية نفسها. إن الامر الثابت تاريخيا هو أن أنظمة الاستبداد والقمع والفساد على امتداد الوطن العربي لا تملك مقومات الحياة ، ولم تملكها حتى الان إلا بتبعيتها وبالدعم الذي توفره لها المراكز الامبريالية في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا الغربية التي تذرف دموع التماسيح على جراح الشعب الليبي ودمائه المسفوكة. إن القوى الامبريالية ليست جزءا من حل مألة حريات الشعوب في المنطقة وإنما هي مشكلتها الرئيسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للكاتب عصام
محمد رشيد ( 2011 / 3 / 21 - 10:57 )
لو لم يتدخل الغربيون لإغاثة الشعب الليبي من همجية القذافي لعلا صراخكم تدينون الإمبريالية المزعومة كما تدينون موقفها الآن مع اللص المتآمر علي عبدالله صالح. قل لي يا عصام ما هي مصلحة الإمبريالية المزعومة من ضرب كتائب القذافي الفاشية بالصواريخ من البحر ومن الأجواء؟ هل القذافي أمين القومية العربية !!؟ما عساك تقول في تعهد أوباما بألا ينشر أي قوات على الأرض الليبية؟ وما عساك تقول بطلب الجامعة العربية من مجلس الأمن بحماية الشعب الليبي؟؟
لماذا تخجلان أنت ومحمد نفاع من بعض الحقائق الدامغة؟؟ ليس هناك من شك في أن لينين لو بقي حيّاً لعبّر عن خجل شديد بكما وأنكركما في وضح النهار وبعد صياح الديك


2 - حتى انتَ يا عصام مخمول!؟
السيدة مانية على مزدك - مهاباد ( 2011 / 3 / 21 - 15:14 )
بلا تعليق!... فتعبير الصمت اجدى من الكلام


3 - ملك ملوك الارض والسماء وافريقيا
فراس فاضل ( 2011 / 3 / 21 - 20:26 )
ايها الكاتب العزيز --لو اجتمع كل العرب وكل الائمه ايضا على ان يهزوا شعره من راس صدام لما تمكنوا ولكن تم اسقاطه بقنابل وسواعد الامريكان ونحن لهم شاكرون ولا تسالنى ماذا يحدث الان فى العراق --هذا ليس من واجب الامريكان وانما الخلل فينا اخى الكاتب --بالله عليك لو تمرضت لذهبت الى امريكا للعلاج ولو تريد الترفيه عن نفسك لذهبت الى ايطاليا او فرنسا ولو تريد العلم لذهبت الى جامعات بريطانيا وكل هذه الدول اشتركت فى ظرب القذافى ملك ملوك الارض والسماء --ماذا تريدون من امريكا --ان حمت الشعب الليبى تقولون طمعهم فى البترول وان سكتوا تقولون خدمه الامبرياليه -----ماذا تريد بالضبط سيدى الكاتب


4 - لا يعرفون معنى الخجل
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 3 / 21 - 21:12 )
هذا المقال هو وصمة خزي وعار في جبين عصام مخول، محمد نفاع وحزبهما.
انا اعرف هذا الحزب الجبان. كنت مرة واحداً منهم.
نعم يا اختنا مانية، حتى هو! وماذا كنت تتوقعين؟
هم لا يعرفون معنى الخجل يا أخي محمد رشيد! وانت تحدثهم عن لينين!
عليهم قال الشاعر:
لقد اسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي


5 - تدخل تهدف الى كسر إرادة الثوري للجماهير
طه معروف ( 2011 / 3 / 21 - 21:46 )
أين هم طوال 42سنة من حكم القذافي؟فعلا لو كانوا حقا يهتمون بحماية المدنيين فلماذا لم يفعلوا في البداية عندما قتلت قوات قذافي 32 متظاهرا في بنغازي في أيام الأولى للانتفاضة.


6 - الأستاذ عصام مخول المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 21 - 22:56 )
أتمنى أن تأتي كل الامبرياليات العالمية ويخلصونا من النعمة النقمة أقصد النفط الذي لم يعدْ علينا إلا بالويلات من البلاد الخارجية ومن حكامنا حارسي مصالح الخارج وكلابها المطيعة واليد الباطشة لكل الأحرار . الذي أوجد الامبريالية هو نحن الشعوب النائمة التي لم تدافع دفاع الأبطال عن ممتلكاتها وأرضها . لم يبق إلا اتهام الامبريالية بالتسبب في زلزال اليابان كما قرأت قبل قليل . لم أتوقع من حضرتك هذه اللغة . شكراً .

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة