الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة الجنسية لفتاة مسلمة

أمين الكنوني

2004 / 10 / 17
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


"الحمد لله الذي جعل اللذة الكبرى للرجل في فروج النساء، وجعلها للنساء في أيور الرجال، فلا يرتاح الفرج ولا يهدأ ولا يقر له قرار إلا إذا دخله الاير ، والاير إلا بالفرج فإذا اتصل هذا بهذا، وقع بينهما النكاح والنطاح وشديد القتال، وقربت الشهوتان بالتقاء العانتين ،وأخد الرجل في الدك والمرآة في الهز".....بكلام الشيخ محمد النفراوي والذي يقدم فيه لكتابه "الروض العاطر في نزهة الخاطر"، اختارت نجمة أن تفتتح كتابها «اللوزة" الصادر عن دار النشر éd. PLON في 264 صفحة تشمل أربعة فصول ساخنة.

صاحبة رواية "اللوزة" مسلمة في الأربعينات من عمرها، تعيش بإحدى البلدان المغاربية ، وقد اختارت اسم نجمة استعارة وخوفا من أن تصير حياتها مهددة، وروايتها "اللوزة" تعتبر في نظر النقاد الفرنسيين أول رواية جنسية خطت فصولها ودارت أحداثها في مجتمع إسلامي، ولقد وجدها القراء الفرنسيون أكثر جرأة وإمتاعا من بعض مثيلاتها الغربية. نقرأ على غلاف رواية "اللوزة" لصاحبتها نجمة " في سابقة من نوعها فتاة مسلمة تتحدث بكل حرية عن حياتها الجنسية الخاصة, شهادة فريدة من نوعها لفتاة عربية مسلمة، فضلت البوح بمغامراتها الجنسية المشروعة في فراش زوجها , بعيدا عن المحرمات والصمت، ملامسة لذة الحكي عن الجنس وشهوته في رواية ملتهبة ترد الاعتبار للكلمة الحرة، وللجسد الأنثوي العربي .»

"اللوزة" رواية تحكي المسار الجنسي لفتاة جزائرية بدءا من زواجها في السابعة عشر إلى رجل في الأربعين والذي منحها فرصة اكتشاف عوالم جنسية متنوعة، مرورا برضائها التام عن الممارسات الجنسية الممتعة رفقة زوجها والتي أشبعت مخيلتها الجنسية النهمة، وأذكت فيها الرغبة في تقييد مذكراتها الليلية والشهوانية بكل تفاصيلها الدقيقة، وانتهاءا بذلك الانسجام الجسدي والروحي الذي جمعها بزوجها.

تكشف الرواية أيضا عن الضيق الذي يسببه الحديث عن الجنس والشهوة لدى المجتمعات الإسلامية والعربية، وهو ضيق وليد في نظرها لتزمت فكري وتقاليد مغرقة في الغلو والتطرف. تتحدث الرواية أيضا عن الفوارق الطبقية التي تعيشها المجتمعات العربية، والتي دفعت العديد من الفتيات لاحتراف البغاء، حيث ترى نجمة صاحبة الرواية وعلى لسان بطلتها "بدرة" أن البغاء يطفئ شعلة الجنس المتوقدة لدى المرآة العربية، وأن المال والغيرة ينهشان الجنس، وأن بالحب وحده تستطيع الحياة الجنسية لزوجين أن تصل سماء اللذة والمتعة.

تتحامل صاحبة الرواية كثيرا على عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي كما أنها تقتحم بوقاحة في بعض الأحيان العالم الذكوري العربي، حيث تلقي باللوم في أحداث الحادي عشر من سبتمبر على التفكير الضيق للرجل العربي "بسبب الرجل العربي سقط آلاف القتلى والجثث بالجزائر ونيويورك وأفغانستان، لقد أحسست برغبة في كتابة روايتي، رغبة مني في الحديث عن ذلك العالم الشهواني والوردي للجسد بعيدا عن الجثث المتفحمة"

و تستمر صاحبة الرواية" نجمة" في التحامل على الرجل العربي من خلال قولها " لقد فقد الرجل العربي بوصلته، في خمسين سنة خسر العربي حروبا كثيرة، وفقد معها جزءا من هويته، ثقافته، وثقته بنفسه، فأصبح يجد في المرآة العربية الخانعة ملاذا لتفجير مكبوتاته، والترويح عن نفسه، فأصبحت المرآة العربية آخر الجزر التي يسيطر عليها الرجل العربي ويمارس فيها سلطته التي نزعتها عنه الأنظمة العربية الديكتاتورية" ولم تكتف صاحبة الرواية بالحط من قدر الرجل العربي بل تعدته إلى التشكيك في قدراته الجنسية فتقول "ما يغيظني حقا هو أن القدرة الجنسية للرجل العربي في تقهقر كبير، بعد أن كان الرجل العربي مضرب المثل في الفحولة والرجولة والقدرات الجنسية الفائقة، أصبح الذكر العربي يعاني من الضعف الجنسي، والمشاكل والاضطرابات الجنسية، فحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، ثلاثون بالمائة من الرجال العرب يعانون من مشاكل جنسية".

ربما يشفع لنجمة صاحبة رواية "اللوزة " كونها تحدثت بجرأة نادرة عن خصوصيات جنسية مثيرة قد تبقى حبسية الجدران بالنسبة لفتيات أخريات، لكنها وضعت الرجل العربي في قفص الاتهام، وكأنه المسؤول الوحيد عن تردي الأوضاع في العالم العربي. نقرأ في الفصل الثالث ما قبل الأخير من الرواية:" تراودني اليوم أيضا رغبة عارمة في قبلة ساخنة، قبلة مشروعة، قبلة في العلن، قبلة على راحة اليد، قبلة على الخد، قبلة على الشفتان...قبلة بعطر فواح...قبلة أزلية...لا أحد يعلم أني لم أمارس الجنس منذ ثلاث سنوات، ربما لأنه لم يعد يهمني الأمر، لقد تركت الجنس للفتيات العربيات والمسلمات اللواتي يشاهدن القنوات الجنسية بعد منتصف الليل، تركته للفتيان الذين تفوح من إبطهم رائحة العرق الكريهة، والذين يلقون بزجاجات الجعة في الشوارع الضيقة، تركت الجنس للديكة الرومية السوداء والتي تحب أن تنفخ ريشها في الليل وفي إحدى الغرف المظلمة، والتي تدك مؤخراتها في الصباح بأوتاد مسننة، تركت الجنس لأصحاب السيارات المسروقة، ولتلك الفتيات المغفلات اللائي يلبسن الحجاب، ويرفضن ارتداء لباس العصر والحداثة...."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح