الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الزيارة

فريد الحبوب

2011 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما إن أسمع مقترحات ونقاشات النواب ألا واشعر أن هؤلاء استولوا على المجلس بشكل غير قانوني واجتاحوا مؤسسة القرار والتشريع فليس من المعقول أن يكون هؤلاء هم الممثلون وهم المجموعة التي أختارهم الشعب حتى تسوق الوطن ... وإلى أين؟؟؟؟؟؟؟ فكثير ما يهيئ لهؤلاء أن الوطن وثرواته هي ملك أهوائهم ورغباتهم وإن الممتلكات والأراضي وريع البلاد هي ملك ما يعتقدوه وما يدينون به، وبقدر ما يقدسون يحق لهم إن يستبيحوا فلا عيب ولا خشية تردع أحدهم في البوح بمكنونات التطرف والدفاع عن مصالح فئوية وعنصرية ضيقة. فما هو متعارف في عمل البرلمان أن تكون المصالح الشخصية ذائبة داخل تلك القبة في المصلحة العليا للوطن والمجتمع الذي لا تجزئة سوى أغراض هؤلاء التي تتفق فيها منافعهم مع التمزق بل نرى العكس الوطن في خطاباتهم كنية تافه ليس لها أثر أمام أممية الإسلام في ألانتماء، والحيرة بفوضى التنقيبات عن صحة ألاتجاهات المذهبية الراديكالية. فليس للإنسان الحالي من خصوصية وجود وقيم ونظام أنما هي امتداد لوجود سابق وموروثات عقائدية ذات طابع يقيني في أذهانهم أكثر من صفات ومبادئ وجودنا الذي ينبغي أن يحمل في طياته ترتيبات تختلف بالكامل عن تلك الترتيبات المرتبطة بمجتمع عاش في فترة ما. لذلك لا يوجد التزام اتجاه حياتنا من هؤلاء طالما أنهم متضمنون بدائرة المحاكاة والمقدسات والموروث وما لم يجتازوا ذلك هم والسواد ألأعظم من المجتمع فلن نستطيع أن نجتاز القلق والدمار واليأس ونحقق أهداف نافعة لوجودنا البشري.
هناك الكثير من التحركات والتصريحات جعلت من هؤلاء قوة تمركزت وتوسعت ومكنتهم من الحصول على امتيازات والانفراد بقيادة العملية السياسية في العراق ولعل ألإصرار على تشتيت المجتمع وتمزيق العلاقات هو لحفظ هذه الاحتكارات التي تمكنوا منها عبر سنوات القحط والعذاب ولا يوجد شيء خارج أو داخل المجتمع يشكل هم وشاغل لهم سواها.
ولا أريد إ ن انتقي من يصلح نموذج لهذه المهزلة ولكن بالأمس خرجت علينا أحدى النائبات لتقوم بعملية تبهير لمقترحات طائفية وانتهازية تنتهك كل الحرمات وتزيد خوفنا أكثر من أخطار نوايا النواب لتطرح فكرة أنشاء وزارة جديدة أمام موجة مطالب الشعب في ترشيق الوزارة وإيقاف هذا ألإسهال الوزاري بعدد الوزراء في حكومة هشة طائشة متبعثرة في الهيمنة على أكثر الوزارات لخزائن أموال. الوزارة وفق ما طرحته النائبة تختص بمناسباتها الدينية ورموزها لأنها لم تشر إلى مناسبات واحتفاء ألآخرين برموزهم ومعتقداتهم والسبب هو لجام انتمائها الذي منعها من رؤية واحترام ما للآخرين. فالنائبة سوزان سعد تريد وزارة زيارة تدير شؤون الزيارات الدينية ولا نعرف من سيكون الوزير ولعل هذا ألأمر سيكون أكثر تعقيداً من اختيار الوزراء الأمنيون لأنها ستكون وزارة طائفية بالمطلق وتماثل وتشابه إلى حد كبير وقفينا الكريمين السني والشيعي وستخوض الكتل صراعاتها من جديد في تحديد هوية الوزير والمدراء والموظفون ناهيك عن عبئها ألاقتصادي ومدى استنزافها للميزانية المالية والتي اعتقد ستكون في ألأخير وزارة سراق يتاجرون بمعتقد الناس ويعظمون جميع المناسبات الدينية حتى المهملة منها ويحولوها إلى عطل رسمية ويحثون من أجل السير لأيام طويلة وبإعداد مهوله كي يكثروا من طلب تخصيص الأموال والجهد ألامني وتشتيت تركيز الدولة نحو أمور أهم تمس حياة المواطن. لهذا أرى فيه مقترح غرق ونهب وتسطيح وطائفية، والغريب أنه لاقى استحسان بعض النواب اللذين عبروا عن دعمهم لثكنة طائفيتهم التي لم ولن يتخلصوا منها. وقد نسمع مقترحات جديدة مضحكة ومؤلمة في نفس الوقت تتناقض مع روح التطلع لدينا في خلق مفاهيم وقيم تزيد من التماسك الاجتماعي.
وعلى أثر الكثير من التصرفات والحماقات التي أرتكبها ويرتكبها نوابنا والتي مسخوا بها صورة العراق الاجتماعية والسياسية لا أرى فيهم سوى ويل وعذاب وعقاب لهذا البلد الذي ابتلى بشكل غير معقول بقراراتهم ومقترحاتهم التي أخرجت العراق عن مسار الدول التي تسير صوب أنجاز حضاري يحسم لها الازدهار والمواطنة وعلاقات إنسانية رفيعة تسود المجتمع بل جرفوا المسيرة نحو ضياع وخزي وانهيار للبنية ألاجتماعية تحت حرائق المذهبية. أخيراً أيتها النائبة المتحمسة لنصرة الزيارة وخسارة الوطن نحن بانتظار مقترحك الجديد وليكن وزارة للسمك وعواصف التراب والمواد المعادة وسيارات التفسيخ وعدد الجدران الكونكريتية ولون السماء في الصيف والشتاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير