الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسألني...لماذا تحب السياسة؟

أنور عدنان

2011 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


نظرت الي وسألتني لماذا أنت تحب السياسة؟ ورغم أنها ليست الملهمة لكني مع ذلك سأجيب عنها.في البداية السؤال صيغ بطريقة خاطئة فالسياسة ليست لعبة او امرأة حتى احبها او لا احبها بل هي تدخل في أدق التفاصيل فما أن تدخل في شي حتى تفسده والشيطان يكمن في التفاصيل_كما تعلمين_ثم أن سؤالك هذا يذكرني بالمقولة الشائعة بين الشباب العراقي ايام النظام السابق فما أن يتحدث احدهم ضد الحكومة حتى يزداد معدل ضربات قلوب الحاضرين وتقل الدماء من وجوههم ثم يقول كل منهم انا لا اتحدث في السياسة الا المخبر فأنه يضل ساكتاً واحياناً يكون هو المتحدث الاول.وبالعودة الى سؤالكِ كان المفروض أن اكون أنا السائل وأنتي المجيبة لماذا لا تهتمين بشئون الناس؟ و لماذا تعيشين يومك بصورة روتينية بلا طائل؟ اين المبادئ؟واين القيم؟واين المواقف؟.فيجب أن نعود اولاً الى تعريف السياسة فسياستنا ليست مشغولة بحقوق الحيوان واحوال الاجانب وزواج الشواذ ومحطة الفضاء الدولية بل هي سياسة قتل وفقر وقمع وتفجير.غالباً يرفض الاغنياء رؤية اي مشاهد فقر ليس لأنهم يشمئزون منها فحسب بل هم لا يريدون أن يعترفوا بها فأذا قضي الغني معظم وقته مع ابناء طبقته فأن عقلهُ الباطن سيكون ممتلئاً بصورهم ولايعرف شيئا عن القهر والظلم لانه يعيش في اجواء نقية ولا ينزل الى الاسفل حيث تُزكم الانوف من الروائح القذرة.ثم أن سؤالك هذا يعيدنا الى نقاش حول فلسفة الحياة والغرض من العيش وهو نقاش شائك لا مجال للدخول فيه الان لكني المح فيكِ لمحة اسلامية لذا سأذكر هنا الفلسفة الاسلامية في هذا الخصوص وتتلخص في نقطين عبادة الله واعمار الارض فاي اعمار بلا سياسة والم تسمعي أن الوقوف بوجه الظلم افضل العبادات؟.والم تسمعي عن الديالكتيك(حركة التاريخ)؟ وأن ما وصلت اليه الدول المتقدمة استغرق مئات السنين من الجهود والدماء هذه فلسفة ماركسية اما اذا كنتي علمانية فالدين لله والوطن للجميع فعلى الجميع ان يهتموا بالوطن ويعمروه بمقاساتهم الدنيوية لا الدينية.هذه هي مختلف الاراء لكني اخشى ما اخشاه ان تكوني بلا رأي.
يقول احدهم ان شعب اي دولة امام اي احتلال ينقسم الى عدة مجاميع كان احداها من لا يهمهم سوى عملهم وحياتهم ولا يأبهون بالبلد والناس والمجتمع فهي كلمات ملغية من قواميسهم والامر كذلك بوجود الاحتلال او عدمه.
اعتذر أذا كنت قد قسيت عليكِ في الاجابة فغايتي هي ان تصل الفكرة بصورة صحيحة وفي النهاية اقول لكي ان اكون غائباً حاضراً خير من اكون حاضراً غائباً وحيث ما وُجِدَ الظلم وُجدتُ أنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث إسرائيلي عن استمرار علمية رفح لمدة شهرين.. ما دلالات هذ


.. مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء التقارير بشأن اكتشاف مقا




.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف عدة منازل في شمال غزة


.. الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق جديدة في رفح وشمال غزة