الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا والتغييرات في العالم العربي من الحياد إلى القمع

محمد بهلول

2011 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يمكن لأي مراقب مهما كان انتماءه الفكري أو السياسي، إلا أن يسلم وانطلاقاً من التجربة التاريخية المتعاقبة، بأن معيار المصلحة الأمريكية هو الذي يتحكم بسياستها الخارجية، وهو المحرك والفاعل لمواقفها إزاء حركة التحولات والتغييرات الحاصلة في المنطقة أخيراً، منذ انتفاضة تونس، مصر، إلى ما يجري الآن في العديد من دول المنطقة والمرشحة للاتساع والتعدد.
منطقياً؛ من حق الإدارة الأمريكية كما وأطراف دولية وإقليمية أخرى استثمار أو العمل على استثمار ما حدث وما يحدث من تغييرات، سيما وأن المنطقة (الشرق الأوسط) تعتبر من المناطق الأكثر حيوية والأكثر إستراتيجية في العالم بالنسبة لمصالح أمريكا المتعددة الجوانب والأهداف، فالمنطقة غنية بالثروات كما أنها من الأسواق الهامة عدداً وقدرة وميلاً للاستهلاك، سيما سوق الخليج المترف حالياً، كما أن هذه المنطقة التي تضم إسرائيل بما لها وعليها وامتدادات نفوذها وتأثيراتها حتى على صناع القرار في البيت الأبيض.
من جهة أخرى؛ تحوي هذه المنطقة إيران وتركيا بما تشكله كل منهما من قيم وسياسات وقدرة لوجستية وصناعة عسكرية وصناعية وأهدافها بمد نفوذها على حساب النفوذين الأمريكي والإسرائيلي.
وبالعودة إلى قراءة الأحداث التاريخية، تحديداً منذ عام 1967، فإن الخلاصة بأن التطورات في المنطقة كانت تخدم إسرائيل حتى اندلاع ونجاح الثورة في تونس ومن بعدها في مصر، والتي أدت مع سقوط مبارك "الكنز الإستراتيجي" لإسرائيل بحسب الوزير الإسرائيلي بن اليعازر.
المرحلة الحالية بعد تونس ومصر؛ من الواضح أنها تأخذ المنطقة إلى مواقع لا تخدم إسرائيل، بل على العكس بالضد منها، هذا لا يعني تفاؤلاً زايداً عن اللزوم في مواجهة إسرائيل، بل على الأقل يوحي بخسارة إسرائيل للعديد من الأنظمة التي شكلت حزام حليف أو على الأقل محايد في إطار الصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي، شلّ بالتالي مبادرات الشعوب العربية في مواجهة إسرائيل، أو على الأقل الدعم المادي والمعنوي لنضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان، إذا لم نقل أكثر من ذلك؛ عندما حرَّمت هذه الأنظمة مقاومة الشعب الفلسطيني نفسه، وحدّت من قدراته، وتدخلت بشكل فظّ بشؤونه الداخلية، وضعفت بما أوتيت من قوة لإحجام قياداته عن المقاومة وشدّها إلى عصب السياسة الأمريكية في المنطقة.
يبدو للعديد من المحللين أن الإدارة الأمريكية وقفت موقف المحايد وعدم المواجهة في ثورتي تونس ومصر، بل وبدا أنها تأخذ موقف المتضامن مع شعوبها، إلا أن هذا الموقف لا يكمن حقيقة إلا في كونه موقفاً انتظارياً فرضه عنصر المفاجئة، فما يجري اليوم في ليبيا والبحرين واليمن يؤكد أن سياسة الحياد قد تحولت إلى غطاء رسمي وإن كان غير معلن ويظهر بموقف المتباكي على الضحايا والدعوة إلى الهدوء.
ما من شك؛ أن ما يجري في ليبيا واليمن والسودان وغيرها لا يمكن أن يكون بدون غطاء دولي، أمريكي على وجه الخصوص، فالإدارة التي اتخمت في دائرة الحروب الخارجية التي فرضها الرئيس السابق بوش مع ما رافقها من إخفاقات وخطايا لجهة الاستخدام المفرط للقوة لأحداث تغييرات وتحولات سياسية في الشرق الأوسط لتغيير أنظمة بما يتواءم مع المصالح الأمريكية، رأت أن قمع عمليات التغيير والتحولات التي تجري حالياً بما لا يتوافق مع مصالحها يجب قمعها إنما بأداة محلية وبغطاء أمريكي دون تدخل مباشر ...
هل يمكننا القول بأن أمريكا على الحياد، لا بل إنها في قلب عمليات القمع ؟! ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف