الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألحب في آذار

علاء دهلة قمر

2011 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حقاً ليس بالخبز وحده يحيا الانسان .......... كلمات قالها المصلوب والمتروك ومازال صداها في الآذان ....... ولوقعها اثر في نفوسنا كلما تعاقبت العصور وتغيرت الازمان .. وعلينا ان نبحث في متون الكتب عن مفردات تساعدنا نحن البشر لنكون كما أراده لنا الذين ارسلهم الرب وكانت لهم بدايات التغيير للاديان .. ولكي لا يمل القاريء مما اريد أن اقول .. سأتخذ من آذار مفتاحاً للدخول .. فمنذ نعومة اظفارنا .. وحين تطلعت عيوننا لرؤية حياة جديدة لمستقبلنا .. ترسخت في اذهاننا مفردة حفظناها عن ظهر قلب كنا نرددها في البيت والشارع والمدرسة .. اسمها ( الحرب ) وقد لازمتنا حتى كبرنا وصارت هاجسنا مثلما صار الحزن غذاءاً لا مهاتنا ..وعند زوال الغمامة عنا ، رغم بقاء سحب متناثرة، إرتأيتُ اعلان ثورة الكلمات على تلك المفردة التي اصبحت لصيقة بكل تفاصيل حياتنا لأحذف حرف ( الراء ) منها ، لتكون مفردتنا الجديدة والبديلة ( الحب ) بدل ( الحرب ) .
والحب عكس الكراهية .. فهي مفردة رقيقة ، احرفها قليلة ، ومعانيها كبيرة .. أما آذار ففيه يكتمل فردوس الفصول الاربعة .. فهو ربيع الخير والخضرة وهو عرس المحبة والسلام وطلب الرحمة والغفران .
قد يسأل البعض : لماذا الحب في آذار ؟ أملي ان لا أيكون منحازاً لحب دون آخر كي لايتهمني البعض بالانحياز لاول حب او لآخر حب ... ففي آذار تمتزج أحداث الماضي بألق الحاضر لتنسج خيوط الغد المشرق الوضاء .. وتتعانق الارض الطيبة مع إنسانها الذي فجر فيها ينابيع العطاء والابداع وزرع فيها اجمل كلمات الحب والخير والسلام والشهادة .
وفيه نتباهى حباً لمن علمونا أول حرف ، ونصطف لننشد بيت شعر حفظناه :

قـــــم للمعلم وفه التبجيلا كـــــــاد المعلمُ أن يكون رسولا

فهو مركز دائرة العرفان وقصب السبق في الحياة لانه يجهد نفسه لايصال ما عنده الى غيره .. فلهُ باقة حب جميلة واتمنى ان يكون المستوى المعاشي للمعلم العراقي بعد زمن التغيير مناسبا وضمن الحد الذي يسد احتياجاته ولعائلته كي لا تثور ثورته ويلجأ الى اعطاء الدروس الخصوصية وينافس اعضاء البرلمان بمخصصاتهم.
وفي آذارنهدي كل أم عراقية ذاقت ألآمرين من ظلم تعاقب الحكومات الجائرة احلى قبلة بعيد ألأم لصمودها وتحملها معاناة الحياة القاسية وليرتفع صوت المرأة مطالباً بمساواتها مع الرجل ، لتمسح عن جبينه عذابات مضت وترسم معه خطوط المستقبل وتضرب احلى الامثال في المحبة والصبر .. أما نحن الرجال فعلينا ان نقوي من عزائمنا حين تصرخ المرأة وتقول : أنا نصف مجتمعكم ، ولم لا ؟ أليس وراء كل رجل عظيم إمرأة !! سلاماً أيتها الطيبات ، ولكـــُّن منا باقات ورد مكللات بالحب حين طالبتـــُّن بحقوقكن في حكومة ديمقراطية شريعة الذكور والمحاصصة ، واملنا أن تكون احداكن أول رئيس لجمهورية العراق الجريح وبموافقة البرلمان الجديد .
وفي آذار تتألق جبال كوردستان المكللة بثياب الجليد البيضاء لتعانق قرص الشمس ولتخلع حلتها لترتدي الحلة الخضراء المطرزة بشقائق النعمان وينعم الاطفال بالدفء والطمأنينة وهم يمرحون كحمائم وفراشات في وديان باتت كأنها بساط سحري .
وفي آذار يتهاوى دجلة والفرات وسط البساتين والمزارع وتتمايل الامواج كعرائس سومرية ليلة الحناء ، وتقرع اجراس الكنائس وسط اعمال العنف التي بات مشهدها مألوفاً في الشارع العراقي .. وتحققت نبوءة عرافتي يوم قالت لي ستفقد قديسا عزيزا على قلبك يوما وبمعرفتي فرحمة وغفرانا لك لأنك زرعت الحب في قلوب المؤمنين ...وليبارك الرب السائرين على دربك لما يقدمونه وليدخلهم ملكوته .
وفي آذار نستذكر معاني البطولة والشهادة والتضحية لأولئك الذين اعطوا ارواحهم ثمنا لحرية العراق من مناضلي الحزب الشيوعي العراقي ...والى كل اولئك الذين يسيرون على خطاهم تحية حب وهم يستذكرون تأسيس حزبهم في الحادي والثلاثين من آذار.
وفي آذار خمسة أيام بيضاء يرفع فيها رجال الدين المندائيون درافشهم إذاناً ببدء الطقوس الدينية لعيد الخليقة ( البرونايا ) ... ويرتدي المندائيون رجالاً ونساءاً ..كباراً وصغاراً ثياب الطهارة والنقاء ( الرساتي ) ليتعمدوا بعماد يحيى بن زكريا ( ع ) طلباً لغفران الخطايا .. وليقيموا طعام الغفران ويعملوا ( المسقثا ) على أرواح من رحلوا ، ويطعمون المساكين ويهبوا الصدقات .. لم لا ؟ فهي ايام للحب بكل مدلولاته وفق الاصول المندائية .
وفي آذار يستذكر آخرون أيام زواجهم ، ميلادهم ، حبهم الاول ، استشهاد عزيز فارقهم .. كما تستذكر أحزاب وجمعيات ذكرى تأسيسها .
حقاً ان عزف الالات الموسيقية لايكتمل إلاّ في آذار لتسمعنا أجمل لحن يمتد صداه في كل بقاع العالم ... وعليه سأهديكم يا احبتي اكبر واحلى باقة حب في الكون لتغمركم جميعاً ونحن في اعقاب العام الثامن لاحداث العشرين من آذار وسقوط دكتاتورية الحزب ألأوحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل