الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشطيني

مالوم ابو رغيف

2004 / 10 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد سبق لمحاكم البعث المخزية ان ارسلت مئات الناس الى زنازين الاعدام لا لشيئ سوى انهم حلموا بشئ لا يسر اهل العوجة او الفلوجة ،حتى ان صبيا في الرابعة عشر من عمره من اهل الحلة قد أعدم ليس لانه حلم بل لانه قد روى حلم صديق له .طبعا مثل هذه الحالات هي محل استهجان وازدراء الجميع .قد لا يصدق العرب والمسلمون هذه الرويات الحقيقة ،ولكنهم بنفس الوقت يمارسونها يوميا وبشكل علني وان لم يرسلوا من يروي حلمه الى المقصلة ،لكنهم سوف يجلدونه يوميا بسياط مقالاتهم واتهاماتهم والسنتهم السليطة وفضائياتهم الفاضحة.
الكورد يحلمون ليس بوطن ،فهم ليس بقوم بلا وطن ،فكردستان الجميلة هي موطنهم بجبالها الخضراء وينابيعها ووديانها العميقة وهوائها العليل ،لا تستطيع اي قوة في العالم ان تنتزعه منهم مهما حاولت ،لقد رسموا حدوده بدم الشهداء والتضحيات الجسام ،وهم لا يحلمون بهوية تميزهم عن غيرهم من الشعوب ،فهم قوم متميزون بغنائهم ورقصاتهم وشعرهم ولغتهم واديانهم وتاريخهم ومواقفهم وازيائهم ووفائهم وطيبتهم وكرمهم ونبلهم،من ينكر هذا فانه لم يعاشرهم ولم يعرفهم حق المعرفة .ولا تنقصهم لغة ،فمن قرأ الشعر الكوردي الجميل حتى وان كان مترجما الى العربية سيجد فرقا كبيرا بينه وبين اي شعر اخر ،شعر يتغنى بالطبيعة ويرتبط معها بعلاقة جدلية ،علاقة يفقد الانسان والطبيعة فيهه ابعادهما ليصبحا كل لا يتجز ،ويغدو من الصعب تصور اي انسان كوردي خارج هذا الارتباط ،اللغة والبيئة،هذا الارتباط منح الانسان الكوردي كينونته واعطاه مفرداته والحانه ونغماته .الكوردي بدون لغته انسان ضائع، يبحث عن شيئ لن يعوض ابدا ،فجوهر الانسان هو تفكيره الذي عبر عنه بواسطة اللغته.
وهم لا يطالبون بحقوق فالمطالبة مهما كانت تعني الاعتراف بشرعية المانح وثانوية المقام ،الحقوق تؤخذ ولا تمنح ،ان لم يكن بالقوة ففي اذعان الطرف المغتصب والمتنكر واعترافه ليس بالحق بل بجريرة العمل وتبعاته ومستحقاته.
الكورد يحلمون بحكم لانفسهم ،بدولة وليس وطن ،بحرية وليس حقوق ،بانتماء وليس تبعية ،هذا ما ينقص الشعب الكوردي وما يسعى الى تحقيقة ويحلم به ،حكم لا يستند على التاريخ لاثبات الحق ،ولا على الجغرافية لتبيان امكانية نشوء الدولة ،ولا على الثروة لامكانية التحقيق ،بل على الانسان نفسه وعلى طموحاته وعلى اصراره وشجاعته وعدم تردده في الاعراب عن هذا الحلم الجميل المتوارث منذ قرون طويلة مهما كانت العواقب.
لا يخفي الكورد احلامهم وامالهم ،يصارحون بها نهارا جهارا ،فهل يجب عقابهم على صراحتهم .؟هل ينبغي ان نقتل الحلم الانساني في نفوس فطرت على الحرية وكره الاستعباد .؟ هل نحيلهم الى محاكم اخلاقية كما كان يفعل البعث تجاه احلام العراقيين .؟
ان فعلنا ذلك او ارتضينا ووافقنا ،حتى لو بهزة رأس مع من يستهجن الحلم الكوردي او من يصف حلمه بالخيانة ويدعو الى محاربته،حينها الا نقترب او نتشابه مع نهج البعث الهمجي .؟
لقد قرأت مقالة الاستاذ خالد القشطيني ونصيحته الى الكورد التي شبهها برسالة كتبها الى ولده ينهاه فيها من الزواج باحدى صديقاته ،ماذا لو نشر السيد القشطيني الرسالة على صفحات الجرائد ذاكرا فيها كل اوصاف ومثالب المرأة .؟عندها ستنتهي ان تكون رسالة نصيحة وتصبح رسالة تشهير بولده الذي يحبه وبالمراة التي لا يرغب ان تكون زوجة لابنه.
وهكذا تحولت رسالة القشطيني الى الشعب الكوردي عندما نشرها في الجرائد ،من رسالة حرص ونصيحة الى استعراض مثالب واحباط للعزائم وتنكر لحلم انساني .
الكورد يعون صعوبة تحقيق هذا الحلم ،ويعرفون المعوقات التي تقف في طريق التحقيق ومن هم الذين يناصبونهم العداء ،هم لا يجهلون ذلك او لا يأخذونه على محمل الجد اويغيب عن حساباتهم ،ونحن كعراقيين نعرف ذلك ايضا ،البعض منا يفرح كالشامت والمتشفي الذي يطير فرحا عندما يرى خصمه لا يستطيع ان يبلغ هدفه،والاخر يستحسن الانفصال ليس حبا بالشعب الكوردي ولكن تخلصا من اعباءه ومن مشاكله ،هكذا صرح يوما المتملق مشعان الجبوري من على فضائية الجزيرة ،ان الكورد كانوا عبئا على جميع الحكومات العراقية المتعاقبة وعلى ميزانية الدولة وانه من الافضل ان يكونوا حاجزا بيننا وبين تركيا ،تماما مثل ماقال القشطيني الذي اعاد ما قاله مشعان من زاوية اخرى لكنه اطنب قليلا في الكلام .
لكن من تسبب بالقاء شخص في اليم ،هل يعيب عليه ابتلال الملابس .؟
اوليس عليه ان يأخذ بيده لانقاذه ثم مساعدته في تجفيف الملابس والاعتراف بانه السبب بسقوطه في اليم .؟
لم يعد مجرد الاعتراف بحق تقرير المصير كافيا ،فما جدوى الاعتراف بهذا الحق دون تنفيذه .؟ان ذلك مثل الذي يعترف باهمية الصلاة للمسلم ومشروعيتها لكنه لا يصلى وان صلى فبدون وضوء.
ان نقف عند حدود الاعتراف دون ان نمهد الارض لتحقيق ما يترتب عليه الاعتراف هو هروب من مواجهة المسالة وما تفرضه من استحقاقات يجب تنفيذها .الاعتراف يجب ان يكون مصحوبا بمساعدة الشعب الكوردي على تقرير مصيره بنفسه وتاسيس حكمه الوطني ،للشعب الكوردي حق علينا بعد كل هذه المعانات الطويلة وهذا الجحود الانساني ،وعلينا واجبا انسانيا واخويا يتعدى حدود المساعدة ليصبح دينا يجب تسديده اليهم ، واجبا اخلاقيا يفرض تمكينهم من كل الوسائل والادوات لبناء ما يطمحون ويصبون اليه لاننا وان اختلفت قوميتنا تعرضنا لمثل مصابهم وعشنا نفس الامهم وقُتلنا من ناس نشترك معهم باللغة فقط اما الشعور فكان دوما مع الشعب الكوردي فلقد اتحدنا في المأساة منذ زمن طويل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا