الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصراحة ابن عبود حول ألأعتداءا ت ألأجراميه على الكنائس المسيحيه في العراق

رزاق عبود

2004 / 10 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حذاء "ألكرملي" يساوي كل عمائم مفتي ألأرهاب

ليس جديدآ ان يقال ان العراق مهد الحضارت. لكن ما يجب ان يعرفه العالم هو ان معظم اسلاف بناة تلك الحضارات التي نتفاخر بها ألأن ممن يعتنقون المسيحيه بكل مذاهبها ألأساسيه. حيث ان وادي ألرافدين من البلدان التي وصلها تلامذة المسيح ألأوائل، وبشروا بدين السلام. ويجب ان يعرف الظلاميون من قتلة ألأطفال، و قاطعي رؤوس ألأسرى، وخاطفي ألأجانب، ومغتصبي النساء، ومضطهدي اهل الكتاب، ان العرب الذين سكنوا العراق قبل الغزو ألأسلامي كانوا اما مسيحيين، او مجوس . العرب المجوس قاتلوا مع الفرس ضد ابناء عمومتهم القادمين من جزيرة العرب . اما العرب المسيحيين فقسم منهم اختاروا ألأسلام دينا جديدا لهم، وقسم حافظوا على مسيحيتهم، وحظوا بتسامح، وحماية المسلمين ألأوائل، بأعتبارهم اهل ذمه. اي ان حمايتهم بذمة المسلمين، وواجب عليهم، واحدى فروضهم الدينيه. باعتبارهم من اهل الكتاب.

واجداد مسيحي اليوم في العراق هم الذين ترجموا كتب اليونان التي انطلقت منها الحضاره العربيه ألأسلاميه ، وانتشرت من عاصمة الرشيد الى العالم. وكان منهم الشعراء، وألأطباء، والحكماء، والوزراء. وكانت لهم دائمآ منزلة خاصة. و تعرض العراق لغزوات، وهجمات، واحتلالات عديده نال المسيحيين منهم ما نال بقية اهله من مسلمين، او غيرهم. وحاول المسيحيين ألأنجليز مغازلة مسيحي العراق واستمالتهم، ضد بقية اهله فلم يفلحوا، وكانت النتيجه مذابح 1933 ضد ألأشوريين. المسيحيين اختاروا العراق كوطن يشاركهم فيه المسلمين، ولم يختاروا الأنجليز المستعمرين اخوة الدين. وقدموا في تلك الطريق، وثمنا لهذا ألأختيار كواكب من الشهداء الأماجد، وعلى راسهم الزعيم الوطني الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) الذي صعد المشنقه، وهو يهتف بحياة الشعب العراقي، والذي كرمته ثورة تموز مع غيره من شهداء العراق البرره. والذي قال الجواهري الكبير فيه:

سلاما على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابر
سلاما على مثقل بالحديد ويزهوا كالقائد الظافر
كأن القيود فى معصميه مفاتيح مستقبل زاهر

وفيي زمن استمر فيه السبات الذي فرضته العهود المظلمه من السيطره العثمانيه، وتوقف ألأبداع العربي وظهور شعراء يكتبون عن الم الضرس. كان ألأب انستاس الكرملي يحيى دراسة فقه اللغه العربيه، ويحفظ القرآن عن ظهر قلب، ويستشهد به، ويعتمده مصدر، وحجه في بحوثه اللغويه. ولولا هذا اللغوي العبقري، ومدارس النجف لضاعت علوم اللغه العربيه في العراق. وفي الستينات، والسيعينات من القرن الماضي حينما انتشرت دعوات الهجره المسيحيه من عراق ألأجداد، كأحد الأساليب الخبيثه لمحاربة ثورة تموز كانت الكنائس المكان الذي تصدى فيه القساوسه، وعلماء الدين، ووجهاء المسيحين، لمحاولة افراغ العراق من سكنة اهله ألأصليين. انها ذات الكنائس التي تستهدفها اليوم قوى الظلام، بقنابلها الجبانه وتفجيراتها ألأجراميه ضد معابد الله، والمسبحين باسمه.

ان مسيحي العراق الذين يشاركون اليوم في الحكم، والمجلس الوطني، والفعاليات الحماهيريه، انما يدفعون ثمن، وطنيتهم، وضريبة حبهم للعراق. فالقتله لم يستهدفوا مخازن سلاح ألأمريكيين، ولا دبابات المحتلين. بل وكغيرهم من القتله استهدفوا دور العبادة التي عليهم واجب حمايتها، حسب الشرع الذي به يتحججون. هاجموا مخازن الوطنيه، وعلماء ألأثار، وورثة حضارة وادي الرافدين . الشريح ألأجتماعيه ألأكثر التصاقا بالتاريخ الحضاري لشعبنا، ووطننا.

ان المسيحيين العراقيين الذين لم يستطع لا المجوس، ولا هولاكو، ولا ألعثمانيين المتخلفين، ولا ألأنجليزالمحتلين، ولا البعثيين الفاشيين افراغ العراق منهم. لن يستطيع حفنه قتله مأجورين مثل الزرقاوي، ولا مخرف مثل القرضاوي، ولا عصابة هيئة اركان المجرمين من اخافتهم، او ارعابهم.
فالمسيحيون العراقيون كانوا وسيظلون اوفياء للعراق. ايمانهم اقوى من رعب ألأرهاب. استهداف المسيحيين في العراق انما يستهدف النسيج الوطني لشعبنا العريق. وفي وقت يتبجحون ان رمضان شهر الرحمه، نجدهم يفجرون بيوت الرحمه في اول ايامه.

ولكن في وقت يعاني العراق كله من تسيب، وانفلات امني على الحكومه العراقيه، والهيئات ألأسلاميه الشريفه حماية اخوتهم في الوطنيه، والتوحيد . وعلى ألأغلبيه ان تحمي ألأقليه، فهذه ابسط مبادئ التعاضد الوطني، وأول شروط الديمقرطيه. وألآ فبماذا سيتفاخرون؟ لقد حمت القبائل العربه ألأرمن الهاربين من مذابح ألعثمانيين، ومن حقهم ان يفخروا بذلك. وكما تفاخرنا بالتسامح، والتعايش، والتعدد، والتنوع، علينا ان نهرع لحماية حاضني حضارتنا، وثقافتنا، وحراس ارثنا التاريخي. على المسلمين الشرفاء ان يشكلوا فرق متطوعين خاصه لحماية الكنائس المسيحية ما دامت الحكومه العراقيه، ولأسباب عديده عاجزه في الظروف الحاليه من حماية مواطنيها المستهدفين بشكل خاص. فأي عراق هذا، واي بغداد هذه، اذا اختفت الكنائس، واطفئت الشموع، واسكتت الأجراس، وكسرت الصلبان.

ان رحيل المسيحين من العراق، او هجرتهم، او لجوئهم الى بلدان مجاوره، حماية لأرواحهم، يذكرنا بجرائم العصابات الصهيونيه في فلسطين . كانت المدن، والقرى المسيحيه في حيفا، ويافا من اوائل من تعرض للتصفيه، والمحاربه، والتهجير. فهل سيكون تحرير القدس هذه المره، عبر دماء، وكنائس المسيحيين حسب نظرية السفله السلفيين المجرمين. فأين المسلمين الحقيقيين؟؟؟
السويد
16ـ10ـ2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق