الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 3 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كانت نتيجة الإستفتاء سبباً في حدوث نوع من الإنقسام ، بدرجة ما ، حول مستقبل النضال .
لقد ظهر بقوة السؤال الذي سبق أن طرحته في مقال : في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية .
سؤال حول المستقبل ، أو أي طريق سنسلكه ، طريق القبول بما حدث ، و القبول بالتالي بنتائجه ، و خوض العمل السياسي ، أم طريق الرفض ، و الإستمرار في الثورة .
أرى الأن أن هناك جنوح من الأكثرية ، التي كانت ثورية ، للقبول بالنتيجة ، بالتلويح بشعار : أن القبول بنتيجة الإستفتاء ، هو قبول بالديمقراطية ، أو إختيار أغلبية المصوتين .
لكن يبدو أن هؤلاء المتخاذلين لا يعون أن الإستفتاءات ، و الإنتخابات ، لا تقوم عدالتها ، أو شرعيتها ، على أساس شفافية عملية التصويت ، من أول إعداد كشوف الناخبين ، إلى عد الأصوات ، مروراً بعملية التصويت نفسها ، وحدها .
عدالة الإستفتاءات ، و الإنتخابات ، يحكم عليها أيضاً بالبيئة السياسية التي سبقت عملية التصويت .
الإستعجال المتعمد ، الذي حدث ، يكفي لإبطال شرعية التصويت .
لقد إستغل تحالف أعداء الثورة ، تحالف عمر سليمان - الإخوان ، دوران الثورة حول نفسها منذ سقط حسني مبارك ، نتيجة القيادة الخاطئة للثورة ، بسبب تشبث بعض القيادات الشبابية بإمساك الدفة برغم عدم تمتعهم بوضوح الرؤية ، و قد أشرت إلى ذلك بشكل مباشر ، و بكل وضوح ، في مقال : لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق ، كما إستغل إصرار بعض القيادات الشبابية ، على إستبعاد حزب كل مصر كلية ، و محاولاتهم الدائبة لتجاهل وجوده ، لأغراض شخصية ، برغم إن حزب كل مصر هو التيار الثوري الوحيد ، و الجهة الوحيدة التي عملت من أجل ثورة شعبية شاملة سلمية ، من قبل أن تفكر تلك القيادات في ممارسة العمل السياسي ، أو الثوري ، و عندما كان الأخرون يكتفون بالعمل في المواسم .
لقد إستغل تحالف أعداء الثورة ، و على رأسه الحليفان ، عمر سليمان ، و جماعة الإخوان ، حالة الأنانية التي تحكم بعض القيادات الشبابية ، و حالة غياب الرؤية الواضحة لدى البعض الأخر ، لتوجيه ضرباته ، بوضع الثورة أولاً في الزاوية ، زاوية الدعوة للرضوخ لحكم الشعب ، بالإحتكام لصندوق الإقتراع بسرعة ، لتوجيه لكماته الثلاث ، الإستفتاء ، ثم الإنتخابات ، برلمانية ، و رئاسية ، بغض النظر عن الترتيب ، و التي ظن إن ثلاثتها مجتمعين - على الأقل - سيكن بمثابة ضربة قاضية للثورة ، و لكن يبدو أن اللكمة الأولى تكفي مع البعض .
كما ذكرت آنفاً في هذا المقال فإن هناك جنوح ، من قيادات التخاذل الثوري ، للقبول بوقف الثورة ، و القبول بنتيجة الإستفتاء ، أو القبول بنتيجة اللكمة غير الشرعية الأولى ، التي وجهت للثورة ، لكمة الإستفتاء ، و إعتبارها الضربة القاضية .
ليس أمامنا حالياً - في حزب كل مصر - سوى أن نكظم غيظنا ، و لكن لن يكون بإستطاعة أحد أن يوقفنا ، مادام فينا رمق الحياة .
إننا في حزب كل مصر ندعو إلى إستكمال النضال بشكل أخر ، و لكن قبل أن أشرح ذلك ، أقول أن على الثوريين الحقيقيين ، الذين يرفضون التخاذل الحالي ، و يرفضون ضعف القيادة ، اللذان إستوليا على قيادة الثورة في الفترة الماضية ، أن يعلنوا رفضهم لقيادات التخاذل ، بالإنفصال عنهم .
هذا ليس شق لصف الثورة ، لأن الثورة إنتهت بمفهوم المتخاذلين .
الثورة ماتت في رأي هؤلاء القياديين الضعفاء .
أصبح هم البعض من هؤلاء المتخاذلين ، و أولئك الضعفاء ، جني المنافع بالحصول على مقعد برلماني ، و ربما منصب وزاري .
ما نفعله إذاً ليس إنشقاق ، بل إحياء للثورة ، أو إنقاذ لها قبل أن تموت على أيدي محدودي الرؤية ، و المتخاذلين ، و أؤلئك الذين يفقدون توازنهم مع أول ضربة ، و هؤلاء الذين يقبلون بأن يوضعوا في الزاوية .
حزب كل مصر يدعو إلى إستكمال النضال الثوري بالدفاع عن حقوق الشعب المصري ، و تطالعاته .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بالقبض على حسني مبارك ، و ولديه ، و على عمر سليمان ، و تقديمهم للقضاء المصري المدني النزيه .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بأننا نخرج على الشعب المصري ، عندما نطالب بإحضار آل مبارك من شرم الشيخ ، أو فرساي المصرية ، في إحدى سيارات الترحيلات التابعة للشرطة ، مرتدين الزي الأبيض المعتاد في هذه المواقف ، و الذي طالما ألبسه حسني لكثير من الأبرياء .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإسترداد ثروة أسرة حسني مبارك ، و ثروات كافة الذين أثروا بطرق غير مشروعة في عهد مبارك الأغبر .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإستكمال الإفراج عن جميع المعتقلين ، و رفض ما يحدث الأن حيث ، يتم إخلاء المعتقلات من حلفاء اليوم ، ليتم ملئها بأنصار الديمقراطية الحقيقية ، و العدالة الفعلية ، و عندما نطالب بوقف التهديدات التي يتلقها أنصار الديمقراطية الحقيقية ، و التي أمتدت الأن للتهديد بتصفية أفراد أسرهم .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بأن يكون قيادات الحكم المحلي ، مثل عمد القرى ، و رؤساء الأحياء ، و رؤساء المدن ، و المحافظين ، بالإنتخاب ، و كذلك قيادات العمل الجامعي ، مثل عمداء الكليات ، و المعاهد العليا ، و رؤساء الجامعات ، لأن في ذلك دعم للديمقراطية ، ففي الديمقراطية الحقيقية لا يكفي فقط إنتخاب رئيس الجمهورية ، و أعضاء البرلمان ، بل يجب إيصال الديمقراطية لكل المستويات.
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بنصرة الشعب الليبي عملياً ، بالإسهام في القضاء على نظام القذافي .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بتطهير الإعلام الحكومي ، و حرية الكلمة بشكل عام ، مادامت لا تروج لعنف ، و لا تحض على كراهية ، و مادامت تحترم القيم الأخلاقية المتعارف عليها ، و المطالبة بتنوع الإعلام ، بتسهيل إصدار الإعلام المطبوع ، و تسهيل تأسيس المحطات الإذاعية على موجة الإف إم ، و محطات الإذاعة المرئية ، سواء الفضائية ، أو العاملة من خلال البث الأرضي ، أو العاملة من خلال نظام الكابل ، لأن في حرية الإعلام توسيع لقدراتنا للوصول للشعب ، فشتان بين المنابر المحدودة ، المتاحة لنا حالياً ، و التي لا تزيد عن نشر مقالات في موقع على الإنترنت ، و حسابات في فيسبوك ، و تويتر ، و تلك المتاحة لأعداء الثورة ، أعداء الشعب ، الذين ضللوا الشعب ، فكسبوا الإستفتاء .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بالإسراع في تحرير تأسيس الأحزاب السياسية ، و تسهيل تأسيس جمعيات المجتمع المدني ، و حماية العاملين في الحملات الإنتخابية لأنصار الديمقراطية الحقيقية ، و حماية العاملين في منظمات العمل المدني .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة بإلغاء تسلط الأمن على التعيين في وظائف الدولة ، و الإكتفاء بالصحيفة الجنائية ، المعروفة في لغتنا العامية بالفيش و التشبيه .
لا يستطيع أحد أن يتهمنا بخيانة الديمقراطية عندما ندعو للخروج الحاشد للمطالبة لدعم مبدأ حرية السفر ، أحد حقوق الإنسان الأساسية ، و بالتالي رفع أسماء الممنوعين من السفر لأسباب سياسية .
هذه أمثلة بسيطة ، أو قطرات من غيث ، يجب أن نطالب بها لضرورتها البالغة ، و لدينا مزيد .
و من الأفضل أن نطالب بها واحدة بعد أخرى ، فإذا إنتهينا من واحدة ، طالبنا بالأخرى ، ليس فقط لندعم ديمقراطيتنا ، بل و أيضا لننهك أعداء الثورة ، و نضعهم في كل مرة في الزاوية ، كما وضعوا ثورتنا بمساعدة بعض محدودي الخبرة من قيادات العمل الثوري .
لكن أولاً علينا الإنفصال عن المتخاذلين ، مهما كان عددهم ، فهم لن يزيدونا إلا إضرابا .
مطالبنا في الفترة القادمة ، و بعد الخلاص من المتخاذلين ، و الأغبياء ، ستكون مشروعة ، و قوية التأثير ، و سيكون من العسير على إعداء الثورة ، أعداء الشعب ، تحالف عمر سليمان - الإخوان ، رفضها ، أو تسفيهها ، أو تشويهها .
سنحشرهم في الزاوية ، و سنكيل لهم اللكمات .

21-03-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استدعاء الهيئة الناخبة في الجزائر للانتخابات الرئاسية


.. الانتخابات الأوروبية: أي تداعيات لفوز اليمين الفرنسي المتطرف




.. الانتخابات الأوروبية: كيف استهدفتها حملات التضليل الروسية؟


.. مجلس الأمن يقر مشروع قرار أميركي بشأن التهدئة في قطاع غزة بـ




.. القيادي بحماس محمود مرداوي لسكاي نيوز عربية: نرفض أي حل يجتز