الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن معرض الكتاب في الدار البيضاء

عبدالكريم كاصد

2011 / 3 / 22
الادب والفن




سيرك:



قد يكون معرضُ الكتاب سيركاً
وقد لا يكون.

في الدارالبيضاء
الناشرون
ينشرون الأجنحة
والمؤلفون
يقلّمون الأظفار
وحين تدقّ الطبول
الطبولُ الخفية
تُبرز الوحوش
أعناقها:
الأسود
لتزأر
الأفاعي
لترقص
والكلاب
(ثمة كلابٌ أيضاً)
لتنبح

كانت الكتب
تحدّق في المارين
وتضحك




وصول:



حين وصلتُ مطار الدار البيضاء
لم يكنْ في انتظاري أحد
تراني تأخرتُ عاماً
عامين؟
تراني استبقتُ موعدي هناك؟
من يدري؟
ولو سألتَ المدينة: "لماذا؟"
لما نطقتْ
" ثمة منْ يشبهني
إذنْ؟"





في المطار:
إلى مشارك في المعرض




على متن طائرة
رأيتهُ
منذ متى وهو هناك؟
منذ العصر الحجريّ؟
بشعره الطويل
وأنيابهِ البارزة
(يا للوحش!)
وحين تحاشيتهُ باغتني
وهو يغمغم كالطفل
مبتسماً
تراهُ كان يريد أن يقول:
( هل تعرفني؟ )




أوديب:



أنا أوديب
القادم على عربة تجرها الجياد
إلى معرض الكتب
كم يحزنني
ألا أرى إشارة إليّ
لعلّ أبا الهول
ما زال هناك



ناشرون:



الناشرون يقفون
كم يبدون عميقي التفكير
المؤلفون يستبقون
كم يبدون خفيفي الأقدام
حتى أنني لم ألحقْ بأحدهم وقد طار

الناشرون
لن يطيروا أبداً



ناشر:



أسأله عن حالهِ
فيجيبني عن الأسعار




قياس:


يا لهذا المعرض!
كتبهُ
أكثر من ناسه




ناشر آخر:



هذا الناشر
كم يبدو مسكيناً
حتى أنني كدتُ أضعُ في يده
قطعة نقد



مقايضة:



قال لي: إنه شاعرٌ كبير
قلتُ: لأنك ناشرُهُ
قال لي: إنه ناشرٌ كبير
قلتُ: لأنك شاعرُهُ



لقاء مع ناشر:



صديقي الناشر
لم أرهُ منذ زمنٍ
حين رآني صاحَ ليحضنني
لكنْ صيحتهُ انقطعتْ
بمقصّ زبونٍ آخر



شعراء وناشرون:



ثمة شعراء ناشرون
وناشرون شعراء
ولو طرحتَ أو جمعتَ
لكانت النتيجة واحدة


بحث:



بحثتُ عن الشعراء طويلاً
(في المعرض)
فوجدتُ " حكيمهْ "


سؤال:


هل يضربُ الناشرون
على قرائهم يوماً؟



ظلّ:



في الدار البيضاء
(هل هي بيضاء؟)
ثمة ظلّ أسود
يتبعني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي