الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين ؟

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ما حدث ، و يحدث ، في البحرين ، في 2011 ، نموذج أخر لما يمكن أن تفعله القوة المجردة بالثورة السلمية ، عندما تفقد الثورة السلمية درعها ، و أعني ردعها الأخلاقي ، أي عندما يموت الضمير لدى القائمين بقمعها ، و عندما يسكت الضمير العالمي ، و بخاصة لدى القوى الفعالة التي يمكن أن يكون لها دور .
ما حدث ، و يحدث ، في البحرين ، في 2011 ، يذكرني بخطأ رئيس أمريكي أسبق .
يذكرني بما حدث لشعب العراق ، في جنوب العراق ، و شماله ، حين إنتفض على صدام حسين في 1991 .
يذكرني بخطأ جورج بوش الأب ، الذي بعد أن أوعز للشعب العراقي بالثورة على صدام ، إستمع لنصيحة الأنظمة العربية التي كانت تُنعت ، قبل 2011 ، بالمعتدلة ، و على رأسها نظام آل سعود ، و نظام مبارك الأغبر ، بالحذر من الديمقراطية في العراق ، لأنها ستوقع العراق في يد إيران ، فكان أن تحرك صدام و قمع الثورة العراقية بمنتهى الوحشية ، مع سكوت الضمير العالمي آنذاك .
أوباما يكرر نفس الخطأ في البحرين بعد عشرين عاماً تقريبا من خطأ جورج بوش الأب .
الفارق الرئيسي بين الثورتين ، البحرينية في 2011 ، و العراقية في 1991 ، إن الأولى ليست بإيعاز من أحد ، و إنما نابعة من صميم الشعب ، و صدى لثورتين أخرتين عربيتين ، نابعتا هما الأخرتين من صميم شعبيهما .
لكن بقية مجريات الأحداث متقاربة ، في إستخدام القوة المفرطة في القمع ، و إن تمادى صدام في إستعمال القوة ، بإستخدامه للعتاد الثقيل ، و الأسلحة المحرمة دولياً ، و مع مراعاة الفارق في الحجم بين البحرين ، و العراق .
إنني أسأل أوباما : لماذا لا تكمل قراءة تاريخ العراق بعد 1991 ، و إلى اليوم ؟؟؟
لماذا و أنت تستمع للنصيحة السعودية المعتادة ، التي تخوف من الديمقراطية في البلدان ذوات الأغلبيات الشيعية ، لا تنظر الأن للتجربة الديمقراطية العراقية ؟؟؟
لماذا تثق تماماً بوجهة النظر السعودية ، و بوجهة نظر اللوبي البترولي السعودي في الولايات المتحدة ، و لا تثق في تجربة واقعية حية مشابهة تراها بنفسك ، و التي هي أفضل دليل على خبث النصيحة السعودية ؟؟؟
العراق الديمقراطي ، و كما يرى العالم لم يقع في يد أي دولة ، بل يمكن القول إنه آخذ في التعافي ، و ربما يبدء قريباً في أخذ دوره السياسي الذي يليق به على الساحة الإقليمية ، خاصة في ظل حالة عدم التوازن التي تمر بها الأنظمة العربية التي حاربت ديمقراطيته ، مثل النظام البعثي السوري ، و النظام الإقطاعي السعودي ، و في ظل عدم تمكن عمر سليمان من إحكام قبضته على زمام الأمور في مصر بعد .
العراق لم يقع في يد إيران ، أو أي دولة أخرى ، و هو ضحية ليد الإجرام المدعومة من أجهزة رسمية في دول أخرى مجاورة له .
أن ما يثير خشيتي على ربيع البحرين هو إستمرار إدارة أوباما في الإستماع لنصائح آل سعود ، و آل نهيان ، و اللوبي البترولي التابع لآل سعود في الولايات المتحدة ، كما إستمع جورج بوش الأب لتلك النصائح ، و إستمرارها - إي إدارة أوباما - في تجاهل تجربة العراق الديمقراطية .
أخشى أن ينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين .
أمريكا اللاتينية في زمن الحرب الباردة تشابه البحرين حالياً .
أمريكا اللاتينية أيضا كانت تنظر لها الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة على إنها منطقة خاصة بها محرمه على الأخرين ، و حكمت تلك المنطقة من خلال أنظمة إستبدادية موالية لها ، و فقط بعد سقوط الإتحاد السوفيتي ، و إنتهاء الحرب الباردة ، إختفى الفيتو الأمريكي على الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ، فسقطت الأنظمة الإستبدادية ، و جاءت الديمقراطية .
أخشى أن يكون على شعب البحرين أن يتحمل مزيد من الطغيان ، حتى يسقط النظام الإيراني الحالي ، فلا تعود الإدارات الأمريكية تستمع لنصائح آل سعود ، و آل نهيان ، و بقية الآلات ، لأن تلك النصائح لن تستند عندئذ على منطق يدعمها .
أوباما حالياً ينقذ ثورة من الموت في شمال أفريقيا ، و يسكت على سحق أخرى في الخليج ، و تأخر كثيراً من قبل في تأييد ثورتي تونس ، و مصر .

22-03-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟