الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن نصر الله لا يؤيد احتجاجات الجماهير في -دول الممانعة-

منعم زيدان صويص

2011 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابه الذي ألقاه يوم 19 آذار مارس "في الاحتفال التضامني مع الشعوب العربية" في ثوراتها على الأنظمة في البلدان العربية دافع زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله بطريقة ملتوية عن حلفائه الحكام في "دول الممانعة" -- سوريا وإيران، ولو لم يسمها بالاسم -- مبررا عدم السماح لجماهير هذه الدول بأن تثور مثلما ثار التونسيون والمصريون والليبيون واليمنيون، قائلا إن وضع دول الممانعة مختلف. يقول نصر الله: "ما هو الفارق بين نظام آل خليفة ونظام آل مبارك؟ ما هو الفارق بين نظام آل خليفة في البحرين ونظام آل القذافي في ليبيا؟ ما هو الفارق؟ هل هناك ديمقراطية؟ هل هناك مراعاة حقوق إنسان؟ أم أن هذه أنظمة ممانعة لإسرائيل ولأمريكا؟ أنا أفهم عندما يكون هناك نظام ممانع ومقاوم وتحصل بعض المشكلات في ذاك البلد أن نقف ونقول لأهل ذلك البلد "طوّلوا بالكم" قاربوا المسائل بطريقة مختلفة، عالجوها بالحوار، استعينوا بصديق، التفتوا إلى هذه الأولويات."

يريد زعيم حزب الله أن يقول للشعب السوري والشعب الإيراني، اللذين يعيشان في دول "ممانعة لإسرائيل ولأمريكا": يجب أن لا تقلدوا الشعوب العربية الأخرى وتحتجوا على حكامكم أو تنتقدوهم أو تطالبوهم بالإصلاح لأن حكامكم مقدسون وأبطال يقفون ضد أمريكا وإسرائيل ويحققون انتصارات عليهما ولمصلحة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. فالشعب السوري والشعب الإيراني برأيه يجب أن "يطوّلوا بالهم ويقاربوا المسائل بطريقة مختلفة" وأن "يلتفتوا لهذه الأولويات." إنه يقول ما معناه إن ما ينطبق على الأنظمة العربية الأخرى لا ينطبق على النظام السوري.

في الأيام والأسابيع الماضية كان كل المهتمين يراقبون سوريا ليروا ما هو رد فعل الشعب السوري على المظاهرات والأحداث في عدد من البلاد العربية، وكيف سيكون تصرف النظام السوري تجاه الاحتجاجات والتظاهرات إذا قامت في سوريا هذه المرة، لا سيّما بعد دعوات المعارضة السورية التي ظهرت حديثا والتي تحث الشعب السوري على الاحتجاج. أما الإعلام السوري فقد ضاعف من تعظيم حكامه في الأسابيع الماضية، مشددا على أنهم معصومون عن الخطأ. فقد بث موقع شام برس الالكتروني قبل أيام تقريرا عن "مسيرة سيارات حاشدة جابت شوارع العاصمة تحمل الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد،" واقتبس التقرير بكل فخر ما وصفه برسالة نصية يقول فيها كاتبها: "الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها ونحن نحرق العالم وأنفسنا وأولادنا ليبقى قائدنا الأسد .. لا تراجع ولا استسلام، معك يا قائد الوطن، معك يا سيد العزة والكرامة والحرية، وأرجو من كل أحبتي تعميم الرسالة ليرى أعداء الوطن محبة أهل الوطن لسيد الوطن."

ولكن الشعب السوري لم يقتنع، ولا يمكن لحسن نصر الله أن يقنعه برفع الفزّاعه الأمريكية. وأما إسرائيل، التي "تتمنع" عليها سوريا، فالشعب السوري يعرف أن نظام الأسد وابنه لم يستطع أن يؤثر على إسرائيل أو يؤذيها أبدا وقد ترك اللبنانيين يدفعون الثمن، ولا يزالون. ورغم محاولاته لم يستطع النظام أن يبدأ المفاوضات مع إسرائيل من جديد. فإسرائيل مبسوطة من هذه الأنظمة الدكتاتورية لأنه من السهل عليها التعامل مع أفراد وليس مع شعوب. إن الشعب السوري يتحرك الآن، فهذه هي الاحتجاجات تندلع في درعا وغيرها من المدن السورية لأن الحقائق قد انكشفت ولا يستطيع النظام أن يستمر في خداع شعبه.

ومع أن الموضوع الذي كان يشغل بال نصر الله هو الوضع في البحرين إلا انه عبر عن تأييده للمحتجين والثائرين في مصر وتونس وليبيا واليمن. وانتقد الولايات المتحدة قائلا إنها وحلفاءها أخذوا وقتا طويلا قبل أن يأتوا لمساعدة ثوار ليبيا، منتظرين أن يتمكن القذافي من "سحق الثورة." هل معنى هذا انه كان يؤيد تدخلا قويا ومسلحا ومباشرا للولايات المتحدة في ليبيا؟ هل معنى هذا انه يؤيد تدخل أمريكا العسكري لمساعدة أي شعب عربي ضد حكامه؟ هل معنى هذا أنه كان على العرب أن يؤيدوا الغزو الأمريكي للعراق لإسقاط صدام حسين؟ إذا كان ذلك كذلك فلماذا يفتخر، هو وحلفاؤه من دول الممانعة، بأنهم أعداء لأمريكا؟ لقد كانت أمريكا وحليفاتها، أثناء خطاب نصر الله، تضرب بالصواريخ كتائب القذافي التي كانت تهاجم بنغازي. إذا كان نصر الله يعتبر أمريكا عدو العرب الأول فلماذا يود استعجالها للهجوم على قوات القذافي وإغاثة قوات المعارضة قبل أن يسحقها النظام، كما قال؟

ولم ينسى نصر الله أن يذكّر بقضية الإمام موسى الصدر ويتظاهر، كما تظاهر في كثير من خطاباته السابقة، بحب الصدر والإخلاص لمبادئه. قال: "تبقى الجريمة الكبرى التي ارتكبها القذافي في حق لبنان والمقاومة في لبنان، بل في حق المقاومة في فلسطين، بل في حق القدس، باختطافه واحتجازه للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، تبقى هذه الجريمة الكبرى حاضرة وموضع إدانة وموضع متابعة من كل الشرفاء وأحباء الإمام الصدر وأبنائه." ولكي يحول انتباه الناس عن الحقيقة، لم ينسى أن يلوم إيطاليا ويلمح إلى أنها متورطة في اختفاء الصدر: "نحن نعرف مدى قوة تأثير أموال القذافي على الحكومة الإيطالية وحكومة برلسكوني وعلى القضاء الإيطالي." وكرر الكلام الذي ليس له معنى على الإطلاق، محاولا إعطاء الانطباع أن لديه أمل في أن يكون الصدر، الذي يسميه نصر الله إمام المقاومة، مازال على قيد الحياة: "نبقى نتطلع إلى اليوم الذي يمكن فيه تحرير إمام المقاومة من قبضة هذا الطاغية المستبد." هل يصدق أحد أن موسى الصدر لا يزال على قيد الحياة؟

والحقيقة أنه لو كان الصدر حيا لما امتدحه نصر الله لأن مواقف نصر الله تتعارض تماما مع مواقف الإمام. ففي مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية في أواخر فبراير شباط الماضي، صرح السياسي الشيعي اللبناني والنائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون بأن موسى الصدر ومرافقيه اختفوا أثناء زيارتهم لليبيا لأن الصدر "كان يريد أن يكون قرار جنوب لبنان بأيدي اللبنانيين."

ويتحدث بيضون عن "الحرب الشرسة التي اندلعت بين حزب الله وأمل على الجنوب وهوية الجنوب وانتهت بهزيمة أمل" و بعدها "الغي مشروع ألإمام الصدر، وهو أن قرار الجنوب هو للبنان." ويضيف: "إن الإمام الصدر -- وحركة أمل معه -- كان يقول بأن قرار جنوب لبنان للبنان وللبنانيين وللدولة اللبنانية، وحركة أمل كان همها الأساسي هو أن يدخل الجيش ليستلم الجنوب." و أضاف انه بعد هزيمة أمل أصبح قرار الجنوب يعتمد على "المعطيات الإقليمية."

,يقول بيضون: "ألإمام موسى الصدر كان يقول: قرار جنوب لبنان للبنان وللدولة اللبنانية ولهذا غُيّب الإمام وحدث ما حدث معه في ليبيا. ألموقف الليبي كان أن قرار الجنوب بجب أن يكون للمنظمات الفلسطينية في الجنوب، التي كان يؤيدها القذافي آنذاك، وجبهة الرفض إلى آخره. إن الإمام غّيب لهذا السبب." وأضاف بيضون، الذي كان في ذلك الزمان عضوا بارزا في حركة أمل: "أليوم حركة أمل صارت في مكان آخر. حركة أمل تقول الآن إن قرار الجنوب هو معطى إقليمي وهو للمحور السوري الإيراني وليس قرار الدولة اللبنانية."

يقول بيضون: "أنا انصح قوى 14 آذار أن يتذكروا كلمات الإمام السيد موسى الصدر حول الجنوب." ويضيف: "الإمام موسى الصدر له كلام واضح، حتى أنه حرم استخدام الصواريخ."
هل يمكن أن نصدق، والحالة هذه، أن حسن نصر الله سيكون مسرورا لو رجع موسى الصدر واستلم قيادة الشيعة في لبنان ومنع حزب الله من العبث بأمن لبنان وتدمير هذا البلد لإرضاء محاور إقليمية وتحقيق سياساتها؟

وبعد أيام من بداية انتفاضة الشعب الليبي، صرح الرائد عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية المستقيل والذي اشترك مع القذافي في انقلاب 1969، للعديد من وكالات الأنباء، أن الإمام موسى الصدر، قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا و"دفن في منطقة سبها في جنوب البلاد."

وتحدث نصر الله مطولا مدافعا عن ما سماهم "الثائرين والأحرار في البحرين." وقال: "ما يجري في البحرين ليس تحركاً طائفياً وليس تحركاً مذهبياً وإنما هذا سلاح يستخدمه العاجز في مواجهة حق أي إنسان له حق، وهذا لن يثني على الإطلاق ولن ينال من إرادة الثائرين أو الأحرار في البحرين."
الحقيقة هي أن زعامات الشيعة في البحرين تتبع خطى نصر الله في لبنان، فهو قد سلم مصير شيعة لبنان لإيران ولحكمها الثيوقراطي المتخلف الذي يريد أن يسيطر على دول الخليج بعد أن سيطر أو كاد على العراق، ويبقي التخلف والانقسامات وعدم الاستقرار سائدا في المنطقة كما هو سائد في لبنان الآن. وزعامات الشيعة في البحرين يريدون أن يسلموا البحرين كلها لإيران لتصبح مركزا للسيطرة الإيرانية علي الشرق العربي كله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع