الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في صنعاء...الجاني يعلن الحداد على ارواح المجنى عليهم

اسماعيل علوان التميمي

2011 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في تصرف غريب يفيض بالنفاق والرياء لدرجة تثير الاشمئزاز ، أعلن الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح ، حالة الحداد الرسمي العام في جميع أنحاء البلاد ، معبرا عن (بالغ حزنه وعظيم أساه) على أرواح 52 شهيدا سقطوا الجمعة الماضية في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية ، من المواطنين المعتصمين منذ 21 فبراير المطالبين بسقوطه والذين قتلوا على يد ( بلطجيته ) من القناصة الذين وجهوا رصاصات بنادقهم إلى رؤوس وصدور هؤلاء الضحايا من المواطنين الأحرار العزل ، وبأوامر قتل صريحة صدرت منه شخصيا .
إي حداد تعلن يا سيادة الرئيس ؟ ومن يصدق انك حزين على مواطنيك الخمسين في ساحة التغيير؟.نعم نشهد لك انك حزين ، ولكن ليس على ضحاياك في يوم الجمعة أو ما قبل يوم الجمعة ، وإنما حزين على كرسيك الذي جلست عليه أكثر من اثنين وثلاثون عاما وها هو آيل للسقوط يترنح يمينا وشمالا بعد إن خرج عليك الشعب في ساحة التغيير يطلب منك الرحيل ، وأنت يعز عليك الرحيل . ولا تريد العودة إلى حياة الشعب ، فلقد هجرت هذه الحياة منذ ثلاثة عقود ، نعم لقد هجرت مهنتك الاصلية - رعي الاغنام - وتنعمت بحياة السلاطين وما أدراك ما حياة السلاطين . نعم نشهد انك حزين .
. لم يستطع علي عبدا لله صالح راعي الغنم الذي لا يجيد القراءة والكتابة أن يغادر صفة الغدر التي تأصلت لديه وجاءت به إلى السلطة سنة 1978 على جثتي رئيسين. الأول هو إبراهيم ألحمدي الذي اغتيل في صنعاء في تشرين الأول سنة 1977 عشية سفره إلى الجنوب لتوقيع اتفاق الوحدة، والثاني هو أحمد حسين الغشمي الذي اغتيل في حزيران سنة 1978. قُتل ألحمدي في ظروف كانت غامضة في حينها، إلا إن التفاصيل التي تسرّبت لاحقاً كشفت أن صالح هو الرأس المدبر للجريمة ، بينما دفع الغشمي حياته على يد جنوبي ثمناً لمصرع ألحمدي، وهو ما فتح لصالح الطريق للرئاسة في 18 تموز 1978، وكان عرابه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، الذي جاء به من قائد لواء تعز ليضعه في القصر الرئاسي رئيسا لليمن، بعدما حصل له على مباركة السعودية، مقابل 100000كم مربع من اراضي اليمن بضمنها الشرورة والوديعة في صحراء حضرموت تنازل منها صالح للسعودية مقابل 10مليار دولار وضعت في حساب خاص لصالح كما تقول بعض الأوساط السعودية المطلعة .
بعد إن تم توقيع اتفاق الوحدة بين شمال وجنوب اليمن في أيار 1990 غدر صالح بشركائه الجنوبيين وتنصل عن كل الاتفاقات التي وقعها معهم إلى أن تم التخلص منهم في حرب 1994 التي شنها ضد الجنوبيين وبذلك اعلن نفسه حاكما مطلقا على اليمن الموحد .
تعلم صالح أولى دروس الاستبداد على يد صدام دكتاتور العراق الذي أصر على صالح في إحدى زياراته لبغداد في الثمانينات ان يحلق شعر رأسه بطريقة رسمية تليق برئيس دولة بعد ان كان شعره كثا وعكشا وغير نظامي ، وفعلا استجاب الرئيس صالح وتم استدعاء حلاق صدام ليحلق لصالح شعره ويرتبه له ، وبعدها تعاقبت دروس الاستبداد ابتداء من ارتداء الزيتوني إلى تشكيل الحرس الجمهوري إلى طريقة إعداد بيانات الحرب وقرع طبولها التي شنها ضد الجنوبيين، إلى تعليمه احدث الدروس في قمع الشعب وطقوس الصنمية والطغيان إلى إسناد كبار المناصب إلى الأقارب والمقربين وأسلوب حكم العائلة وبالتالي التوريث. وهذا ما جعل صالح تلميذا غبيا لأستاذه بحيث وصل الغباء به أن يؤيد أستاذه حتى في غزوه للكويت هذا التأييد الذي دفع ثمنه باهضا مئات الآلاف من اليمنيين الذين كانوا يعملون في السعودية ودول الخليج الذين خسروا وظائفهم . ومازال اقتصاد اليمن يعاني من آلا ثار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هذا الموقف .
لاشك أبدا بان مجزرة الجمعة الماضية لا يمكن أن تلغى آثارها بمجرد إعلان الجاني علي عبدا لله صالح الحداد على أرواح ضحاياه لا بل ستسرع هذه المجزرة من نهايته ، فاركان نظامه بدأت تتهاوى بسرعة كبيرة وقدرته على الإمساك بالسلطة بدأت تنهار والاستقالات والانشقاقات لكبار أركان النظام أصبحت بالجملة .اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد عدن وقائد الفرقة الأولى مدرعات مع ضباط وأفراد فرقته التي يقودها إضافة إلى المحور الشمالي المسؤولين منهم ، محافظ عدن، ونائب رئيس مجلس النواب وعدد من النواب منهم عبد الحميد احريز الذي استقال من الحزب اليمني الحاكم ..
كما انظم إلى الثورة عدد من شيوخ القبائل، بما في ذلك شيخ مشايخ حاشد، والسفراء، من بينهم مبعوثو صنعاء الى الصين واليابان وسوريا ومندوبها اليمن لدى الأمم المتحدة.
وقال اللواء الأحمر في بيانه: "سنؤدي واجباتنا غير المنقوصة في حفظ الامن والاستقرار". ويوصف اللواء علي بأنه الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كما يعد من اهم اعمدة النظام اليمني.
ومن بين القادة العسكريين الكبار الذي اعلنوا انضمامهم الى الثورة اللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية في حضرموت وقائد اللواء العميد حميد القشيبي قائد اللواء ثلاثمئة وعشرة في الجيش اليمني، واللذان انضما إلى الشباب المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء، اضافة الى قائد اللواء 121.
ويعتبر اللواء الركن محمد علي محسن هو الآخر من أقرباء الرئيس علي عبد الله صالح ومن المقربين له.
من ناحية أخرى وجه خمسة سفراء يمنيين في أوروبا رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح يطلبون منه فيها الاستقالة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن السفير اليمني في باريس خالد الاكوع قوله إن السفراء في باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن إضافة إلى القنصل في فرانكفورت "وجهوا رسالة إلى الرئيس صالح يطلبون فيها الاستجابة إلى ".وأضاف لأكوع "إننا نعتمد على حكمة الرئيس ليضع مصلحة البلاد فوق مصلحته الشخصية
من هنا فان عليك يا سيادة الرئيس أن تزن الأمور بشيء من العقل والحكمة وألا تستمر في تقليد صدام حتى في أسلوب نهايته وعليك أن تصغي لدعوة الاكوع وتدرسها بعناية فتستقيل وتضع مصلحة البلاد فوق مصلحتك الشخصية. وتستبعد خيارات صدام والقذافي في الهروب إلى الأمام وتستفيد من تجربة بن علي ومبارك في حفظ ما تبقى من ماء الوجه . فالإيغال بدم الشعب اليمني ليس خيارا وطنيا ولا خيارا سياسيا ولا خيارا تاريخيا ولا خيارا مشرفا وإنما خيارا وحيدا لكبار الطغاة الذين حرقوا كل الجسور مع شعوبهم ، فمازال بإمكانك يا سيادة الرئيس في الوقت بدل الضائع أن تغادر السلطة بشيء من الكرامة الشخصية تكفي لحفظ ماء الوجه ، فأنت ليس اول من يخسر السلطة في تاريخ اليمن او المنطقة ، فانها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك فنحن ناصحون لك فارحل عنها وتوكل وعد الى مهنتك القديمة لترعى أغنامك إذا قررت التخلي فورا عن السلطة على طريقة مبارك ، وإلا فأنت ذاهب إلى حيث ذهب صدام وما سيذهب إليه ألقذافي ، لا محالة. ولم يبق من أيامك الا عددا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا