الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنفيرفي فن التكفير

جبريل محمد

2004 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


غير ما يتعرض له شعبا العراق وفلسطين من ذبح على ايدي قوات الاحتلال الواحدة في جوهرها وان اختلفت الوان جواز سفرها، وغير ما يتعرض له السودان وما تتعرض له الشعوب العربية من قمع سلطوي، جاءت الفضائيات بنبأين عن تهديدات واجراءات ضد فنانين وكتاب عرب، لا لشيء الا لانهم تحرروا من عقد النص وقداسة التابو باتجاه اعمال الفكر والعقل في اي ظاهرة، فكان الهدف اليوم هو الفنان والكاتب العربي الكبير اسامة انور عكاشه، ومسلسل الطريق الى كابول، وتنم هذه التهديدات التي وجهت الى الحالتين عن ارهاب فكري تقوده جماعات ظلامية واحدة رفعت سيف قضاء وقانون متخلف والاخرى سلت سيف التهديد بالتفجير والقتل، وكلا الامرين واحد حين يكون الهدف اطفاء نور الفكر والعقل.
لا يريد الظلاميون النبش في التاريخ وقراءته والحكم عليه بموضوعية، كما لا يريدون بعث الحاضر وتشريحه علانية، ان من كتب ليالي الحلمية وغيرها من الاعمال التي كانت رائدة يتعرض اليوم الى مأساة المفكر نصر حامد ابو زيد، تماما كما يتعرض مسلسل كابول الى نفس تهديدات امريكا ضد الفنان محمد صبحي.
اننا نعيش اليوم عصرا ظلاميا يتفق فيه يمين مسيحي صهيوني مع كهنوت اسلامي مغلق العقل والارادة،هذات يجري في عصر الفضاء والانترنت
يجري هذا في عصر التوريث الاجباري للحكم، وفي عصر القبض على الحلم متلبسا بممارسة الحرية واعتقاله في صوامع التقين والنقل.
يجري هذا في القرن الحادي والعشرين وبعد اكثر من خمسمائة سنة من تقطيع ابن رشد اربا ومطاردة ابن سينا،وحرق نفائس وضعوها لانارة عقول البشر، يأتي هذا بعد هدم البيت على اخوان الصفا وتقتيل المعتزلة وتنصيب الاشاعرة.
ليس تاريخنا بكل هذه النصاعة، فيه السحل والعفو وفيه النزاهة والفساد، فيه عمر ومعاوية، وابن عبد العزيز ويزيد، فيهالحجاج،وفيه موسى بن نصير وفيه وفيه وفيه. لذلك لا بد من تقديم التاريخ عاريا كحقائق والخائف من التاريخ هو رجل يحاول منع المستقبل من القدوم وهو لا شك فاشل.
لقد صدق مظفر النواب حين قال" ما زالت عورة عمرو بن العاص معاصرة وتقبح وجه التاريخ"، تماما كما صدق حين خاطب عليا وقال" لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليلك وسموك شيوعيا.
سواء اختلفنا مع عكاشة ومسلسل الطريق الى كابول او اختلفنا من حق مثل هذا العمل ان يصل النور ويفتح باب النقاش، خارج ذهنية التحريم، وصياح الوعيد والتهديد. من حق الناس ان يروا بزاوية اخرى كيف تخلى عبد الله عزام عن مسقط رأسه سيلة الحارثية بجنين المناضلة ، ليحارب الكفر والشيوعية في افغانستان، فيما كانت بيروت تحترق بنيران شارون، لينسى عبد الله عزام الاية القرآنية(اولى لك فأولى)، من حق الناس ان يعبروا عن غصة تاريخية في صدورهم حول خدعة التحكيم، ومن حق الناس ان تعمل فكرها خارج دائرة التهديد بالقتل ان هي فكرت.
مطلوب الان من كل المثقفين العرب الوقوف الى جانب اسامة انور عكاشة، مطلوب ان توفر الحماية له، ومطلوب ان يعود نصر حامد ابو زيد الى وطنه آمنا وحرا من التهديد وسيف الارهاب والتكفير.
مطلوب اذا دفعت الضرورة ان نقول مع عكاشه ما قاله في عمرو بن العاص. تلك هي الجرأة التي تحمي الفكر والحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال