الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا ننتصر.. قبلة على جبين هادي المهدي

حسن الفرطوسي

2011 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لابدّ أن أوضح ابتداءً بأني أقصد الانتصار على الفساد بكل أنواعه، الذي نما وترعرع في كنف تركيبتنا الأخلاقية والثقافية المختلّة وغير المتوازنة والتي سلطت علينا "عفطية" الأحزاب الدينية وبقايا البعث.
خير ما قام به الفنان والكاتب هادي المهدي وزملائه هو اللجوء للقضاء ومناشدة شخصية قضائية شريفة مثل عبد الستار البيرقدار، بعد أن تقطعت بهم السبل التقليدية لتحقيق العدالة، بعد تعرضهم لانتهاك همجي من قبل القواة الأمنية عقب مشاركتهم في مظاهرات ساحة التحرير، لأننا ببساطة لا نحمل سوى أقلامنا ووضوح رؤانا وحبنا لهذا الوطن.
كيف للمثقف والكاتب والفنان والصحفي أن يدافع عن نفسه في مواجهة أحزاب تمتلك المليشيات والمال والسلطة والهتلية والشقاوات؟ كيف له أن ينتزع حقه بالحياة والوجود في ظل همجية الأحزاب الدينية، دون أن يجد له متكأ يضمن له الحماية؟
القضاء العراقي ما زال بخير، يجب اغتنامه والمحافظة عليه قبل أن تكتسحه العصابات الظلامية.. المحافظة على نزاهة القضاء وحياديته تأتي من خلال وضع رجالات القضاء على المحك، ودفعهم لاتخاذ مواقف وطنية عادلة وشريفة، بذلك سنزيح الغشاوة عن عدد كبير من القضاة والقانونيين الشرفاء وسنصنع منهم قدوة للجيل الذي يليهم.. لابد من مساندة القضاء من خلال اللجوء إليه.
إننا في زمن الوضوح الذي وفرته لنا تقنيات تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وما عادت مواقف الشخصيات العراقية خافية على المتابعين.. الصالح بيّن والطالح بيّن وحان زمن الفصل بينهما.
الموقف في هذه المرحلة هو المعيار الحقيقي لتقييم شخصياتنا العراقية المسؤولة عن جهازنا القضائي، وهذه المرّة نغرس شجرة العدالة في حديقة البيرقدار وننتظر ما إذا كان سيسقيها ويحرسها، فإن فعل فهو من الصالحين الذين سنكتب اسمه في قائمة الشرف العراقية، وإن أبى - لا سمح الله - سنبحث عن اسم آخر، وفي كلتا الحالتين نحن ماضون في البحث عن الشرفاء وعهدنا بأنهم كثر.
سنتعلم الحكمة من "جيل الإنترنت" الذين جعلوا العسكر يقف إلى جانبهم في تونس ومصر وليبيا واليمن، وجعلوا قلوب الناس في كل العالم تخفق من أجلهم في البحرين وسوريا، وجعلوا الناس في كل مكان ينظرون لهم باحترام وفخر في العراق ولبنان.
الحكمة في كسب المسؤول الشريف نصيراً.. الحكمة في منهج سلوكي تجريبي يفرز طبقة وطنية شريفة وشجاعة.. والحكمة في الإشادة بمواقفهم وإبرازهم كأيقونات ناصعة البياض والعفة، وبذلك نكون صنّاعاً لجيل من المصلحين يرمم ما أفسدته أحزاب السوء الدينية وأخلاقيات البعث المنحط.
القضاء آخر معاقل الأمل في إصلاح المشهد العراقي، دون أن ننسى الأمل في مؤسستنا العسكرية، فأدركوه قبل فوات الأوان.
قبلة على جبهة هادي المهدي وقبل على جباه زملائه الذين شاركوا شعبهم همومه ومعاناته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا