الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا

حسين ديبان

2011 / 3 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ربما يعتقد البعض ان العنوان يؤدي الى المقارنة بين الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ الأمس على غزة، وبين هجوم القوات الأمنية وقوات الجيش والحرس الجمهوري على المعتصمين في الجامع العمري في مدينة درعا السورية، وربما يعتقد بعض آخر أن أشبه أسد سوريا بنتنياهو اسرائيل، أو أقارن بين عدد ضحايا الأول والثاني في غزة وفي درعا.

ما أريد قوله هنا لا هذا ولا ذاك، فما يحصل في غزة اليوم تم بناء على أوامر مباشرة من الديكتاتور السوري لأدواته الفلسطينية من "حماس" والجهاد الاسلامي وغيرها الذي يأتمرون بامرته ويأكلون من فتاته ومن الفتات الايراني، وهم لا عمل لهم إلا بوصفهم بنادق مؤجرة لا تتردد بأن تشعل حربا تحرق أبناء شعبهم في الداخل، فقط حتى ينشغل بها الرأي العام العربي والدولي وينسى ما يحصل في درعا السورية وغيرها من مجازر ما زال بعضها متواصلا وأنا أكتب هذه السطور، حيث هجوم مخابرات النظام وجيشه الجمهوري ما زال مستمرا ويحصد مزيدا من القتلى من أبناء درعا الباسلة.

المنصف لا يمكن له أن يشبه همجية أي نظام عربي بالهمجية الاسرائيلية، فاسرائيل ورغم انها في خانة الاعداء لم ترتكب ما يرتكبه أكثر الانظمة العربية انفتاحا وتسامحا ان، وجد بينهم من يعرف التسامح، واسرائيل نادرا ما تعرضت لسيارات الاسعاف أو منعتها من الوصول للجرحى والمصابين في "حروب" وليس في مظاهرات واعتصامات سلمية كما فعلت عصابات النظام السوري فجر اليوم حيث منعت كل سيارات الاسعاف القادمة من مشفى درعا الوطني الى مكان المجزرة، ناهيكم عن أن أحد شهداء مجزرة اليوم المستمرة هو طبيب كان يسعف الجرحى الذي أصيبوا بمجازر سابقة ويتم علاجهم داخل جامع العمري الذي حوله ثوار سوريا الى مشفى ميداني.

نادرا ما تجاوزت اسرائيل على النساء والفتيات، حتى في أكثر المواقف صعوبة للجندي الاسرائيلي، بينما رأى العالم كيف أقدم عناصر مخابرات بشار الأسد على الامساك بسيدات كل ذنبهن أنهن حملن العلم السوري وهتفن عاشت سوريا حرة، وقاموا باعتقالهن ولا يُعرف عن مصيرهن شيئا حتى اللحظة، عدا عن الحادثة حصلت بجانب المسجد الاموي الكبير.

في اسرائيل وحسب الاحصائيات الفلسطينية الرسمية ومنذ عام سبعة وستون تاريخ احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، فان عدد الاسرى الذين فارقوا الحياة داخل السجون الاسرائيلية يبلغ مئة وثلاث وسبعون أسيرا، مات أغلبهم نتيجة أمراض مزمنة وليس تعذيبا أو قتلا، بينما الآلاف تم ابادتهم في سوريا في سجن تدمر في بداية الثمانينات بدم بارد، والمئات تم ابادتهم في سجن صيدنايا قبل حوالي العامين وهناك اخبار عن مجزرة متواصلة للسجناء السوريين في هذا السجن، والف ومائتين سجين اعدموا في سجن أبو سليم الليبي وعلى هذا المنوال باقي سجون العرب، وان تحدثنا عن المفقودين فان عددهم لدى السلطة الاسرائيلية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، بينما تقرير حقوقي سوري يتحدث عن سبعة عشر ألف مفقود في سوريا خلال حكم الاسدين، الكبير الزائل والصغير الذي حفر قبره بيده في درعا.

اسرائيل لا تقتل الناس بالسهولة التي يقتل بها الاسد السوري والقذافي الليبي وعلي عبدالله صالح اليمني وحمد البحريني وقبلهم حسني المصري وزين العابدين التونسي شعوبهم لا من حيث الكيف ولا الكم، ولن يتفاجئ العالم اذا ما تم كشف مجازر جماعية بالآلاف بعد رحيل القذافي، والنظام السوري لمن لا يعرفه هو أكثر اجراما بكثير من نظام القذافي.

لا أدافع عن اسرائيل، وهي ليست بحاجة لدفاعي عنها أصلا، ولكن من غير الانصاف أن يشبه البعض في كل لحظة عبر الفضائيات ووسائل الاعلام بأن ما يحصل في درعا وطرابلس وصنعاء والمنامة لم ير الناس مثله إلا في غزة، فلا قياس ولا تشابه لا بالكم ولا بالكيف، رغم ان مجرد اهانة كرامة انسان وليس قتله هي جريمة لا تغتفر ويجب أن يحاسب مرتكبها.

استشاط الأسد الصغير غضبا من شعبه الذي قرر أخيرا بانه لا يختلف عن شعب مصر وتونس، وبانه يستحق حرية وكرامة عزت في سوريا الأسدين فانطلق مواجها ألة البطش المخابراتية والعسكرية بصدور عارية، وهو ما أدى الى تركيز اعلامي على ممارساته الاجرامية وهو الذي كان يفاخر بالتفاف شعبه حوله والتصاقه هو بشعبه، وقد كان يأمل أن تؤدي احداث ليبيا واليمن والبحرين الى غض النظر عن جرائمه ضد السوريين ولكن لم يحصل ما أمل به.

لم يبق اذا إلا الورقة الفلسطينية واللبنانية ليلعب بهما، ولأنه ما زال لفلسطين وأخبارها صدى خاصا لدى المتلقي العربي، فقد أمر أدواته باشعال جبهة غزة عبر اطلاق صواريخهم على البلدات الاسرائيلية وانتظار رد الفعل الاسرائيلي، وهو ما حصل فعلا، وكله بأمل أن يؤدي الرد الاسرائيلي الى اشغال الرأي العام العربي والسوري الداخلي بعيدا عن درعا والمجازر التي ترتكب بحق أبناءها العزل.

من يسمون أنفسهم بالقيادات الفلسطينية المتواجدين في سوريا لا يمثلون الشعب الفلسطيني هناك الذي عانى من النظام السوري مثلما عانى الشعب السوري، وسيحاسبهم شعب سوريا وفلسطين على تصريحاتهم المدافعة عن النظام السوري ومجازره، وشعبنا الفلسطيني في سوريا لن يكون إلا بجانب أشقاءه أبناء سوريا وثورتهم في سبيل التحرر والانعتاق من جور وتعسف واجرام وفساد نظام الأسد.

كان لمدينة درعا شرف السبق باشعال شرارة الثورة السورية وقد استحقت هذا الشرف بجدارة من خلال دماء أبناءها العزل التي سالت في ليل درعا الماطر، ومن راقب حركة الثورات العربية رأى انه كلما سالت دماء طاهرة، كانت النتيجة الحتمية لثورات الشعوب أقرب وأسرع، ودرعا مثلها مثل سيدي بوزيد لن تقبل بأقل من التخلص من الطاغية وعصابته، وهي حين تتخلص من طاغيتها وتشم نسيم الحرية، فانها تعين غزة مباشرة على الخلاص ممن يكتمون على انفاسها، فحرية غزة ترتبط ارتباطا وثيقا بحرية درعا، فرأس الافعى في دمشق وذيلها هو من يدير غزة بأموال الشعب السوري من خلال مكاتبه الوثيرة في كفر سوسة السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح