الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد

هادي الخزاعي

2011 / 3 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها
الجدد
حلبجه .. مدينة نكِبً أبنائها في الرابع عشر من آذار من العام 1988 بضرب النظام الفاشي البعثي لها بالأسلحة الكيمياوية . ومنذ ذلك التأريخ صارت حلبجة المدينة الصغيرة الوادعة تعيد نفسها في كل ربيع جديد كعنقاء تنهض من رمادها ، حتى صارت مزارا للناس من كل الأجناس ، من أجل ان لا يتكرر مشهد الموت الجماعي ، ليس فيها فحسب، ولكن في كل البقاع التي يسكنها بشر مقبلين على الحياة ، وقد زينت أبواب بيوتهم وشبابيك واجهاتها ببسمة طفلة تحمل دميتها، او طفل يلعب ، او شيخ يتشمس ، أو أمرأة تخبز .

وسط ربيع هذه الأيام ، وفي غمرة تزامن سنوية الموت الذي نزل على حلبجه من السماء ، جاء الموت على أبنائها من الأرض . بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في تظاهرة يفترض إنها سلمية تطالب ببعض الأصلاحات . فهل نبكي ضحايا حلبجة ، أم تبكي علينا الضحايا ؟؟!!

تقول الأخبار عن ألسنة مصادرها حسب ما نقلته السومرية نيوز ، أن واحدا من شرطة محافظة السليمانية أًسَرَها بأن " 11 شخصا ، غالبيتهم من المتظاهرين ، سقطوا بين قتيل وجريح في إشتباكات مسلحة مع قوات الأمن الكردي ( الأسايش ) في قضاء حلبجة جنوب شرقي السليمانية . ويضيف المصدر : ـ إن نحو من ألف شخص خرجوا مساء اليوم الثلاثاء 22 آذار ؛ في تظاهرة للمطالبة بإصلاحات حكومية ومحاربتها للفساد والمفسدين .
وعلى نفس الصعيد نقل التلفزيون العراقي عن وكالة رويترز خبرا يقول إن أثنين من رجال الشرطة قد قتلا في اشتباكات مع متظاهرين في منطقة كوردستان التي شهدت في الاسابيع الماضية احتجاجات للمطالبة بالحريات والقضاء على الفساد استلهاما من المظاهرات التي جرت في المنطقة ومنها العراق .

إن من الطبيعي أن تخرج تظاهرة ، صغيرة كانت أم كبيرة ، تحمل مطالب محددة وهي تجوب المدينة ، وليس مهما أن تحميها الشرطة أو لا ، لكن ليس من الطبيعي أن يسقط من بين الشرطة أو المتظاهرين، قتلى وجرحى ، بغض النظر عن أي سبب ، ومهما كانت التبريريات !
فالتبريرات تكون غير مقنعة حين يكون هناك ضحايا ، كتلك التي أوردها قائم مقام قضاء حلبجه السيد كوران علي في تصريحه لنفس الوكالة " أن عددا من ما يسمون انفسهم بالمتظاهرين ، اطلقوا النار اليوم ، من اسلحة رشاشه ( كلاشنكوف ومسدسات ) على عدد من عناصر الشرطة وسط حلبجه ، ما اسفر عن مقتل شرطي وإصابة إثنين آخرين بجروح متفاوتة " ثم أضاف حسب السومرية نيوز " إن القائمقامية لم تمنح أية رخصة لتنظيم التظاهرات في القضاء . "
أن كان السبب في هذا الموت والدم الذي نزف سواء من الشرطة او المتظاهرين فتلك مصيبة ، وإذا كان أو كانت هناك أسباب أخرة ، فالمصيبة أعظم .

وفي حالة عدم وجود رخصة للتظاهرة ، فمن الطبيعي أن يقبل المشاركون في المتظاهرون إعتراض الشرطة ـ ولا أدري لماذا يتدخل في ظرف كهذا الأمن (الأسايش) ـ وكان أن يصل الشرطة والمتظاهرين الى إتفاق يزيل أي سوء فهم بينهما ، من الممكن تجاوزه ، وذلك عبر التفاهم على ما هو مشترك بينهما .
ولكن ليس من الطبيعي على الأطلاق أن يطلق المتظاهرون النار على الشرطة إن صح قول السيد كوران علي . لأنهم بذلك يعرضون صفة التظاهرة السلمية للخطر وعدم المصداقية ، حين يحولونها الى مسيرة عنفية لا يمكن أن يبرر عنفها .

ومن الملاحظ من خلال ما قالته الأخبار؛ هي أن مطالب المتظاهرين كانت مطلبية إصلاحية في جوهرها ، فلماذا يتطير منها رجال الأمن ، ولماذا لا تسمعها حكومة الأقليم ، وتدقق في أسباب إثارتها، ليتسنى لها أن تعالجها بشكل ديمقراطي وحضاري ، يتناسب والدعوة الدائمة التي تتبناها الإدارة المحلية لإقليم كوردستان بإعتماد الطريق الديمقراطي لحل الخلافات ، وقد ساهمت اعتمادا على ذلك الأسلوب بمعالجة الكثير من المشاكل التي واجهتها ، ليس فقط على مستوى الأقليم وحده ، وإنما على صعيد الحكومة المركزية أيضا ، فليس الأصلاح سَوءةٍ او سُبةٍ ، ولكنه في مسار إدارة الدولة ، يمكن أن يكون علاجا للعديد من المشاكل الأجتماعية والأقتصادية ، على الأقل من أجل أن تتوقف الأحتقانات في البنية المجتمعية ، والأتجاه الى الطابع السلمي في بناء المجتمع .

أن الأصلاح حسب التعاريف السياسية العلمية هو عبارة عن شكل من أشكال التحويلات الأجتماعية التي تجريها القوى الحاكمة بغية حل تناقضات معينة في الحياة الأجتماعية والأقتصادية .
وومما يجدر ذكره إنه مهما بلغ المطالبين بالتغيير من ثورية ، فهم لا يمكن أن ينكروا الدور التقدمي للأصلاحات ، فالأصلاحات كما قال لينين نوع من أنواع الأرتقاء ، وهي نتاج ثانوي للنضال الثوري .
وحتى مسيرة الغرب بكل تأريخه المشوب بالأستغلال ، قائم في أغلبه على الأصلاح في الميدانين الأجتماعي والأقتصادي .

إذن فليتم سماع الجماهير وهي تفكر بصوت عال ، فحين تفكر الجماهير في أتون الصمت ، لا يتوقع حين تصرخ أن يكون صراخها مجرد صدى لمطالب محددة ، بل سيكون صراخا من أجل التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخشى على رواتبكم
ميثاق البصري ( 2011 / 3 / 23 - 16:31 )
عزيزي ابو اروى
اخشى ان تقدم سلطات الاقليم على قطع، أو الغاء، رواتبكم التقاعدية، او ان تقوم بخفض رتبكم (الانصارية) كعرفاء وملازمين وجنرالات ...الخ!!!!!!!!!!!


2 - كتاب ولكن فا شلين
جمال روز ( 2011 / 3 / 23 - 20:53 )
ليس الصحفي الجيد ولكن الكاتب الجيد ايظا يستقي معلوماته من مصادر مطلعه او محايده ،فلو انك اطلعت على تلك الاخباركنت ستعلم ان من استشهد في حلبجه هو رجل شرطه وجرح سته اخرون بيدبلطجيه نوشيروان وعصابات الاسلام السياسي واليوم قا موا بالاعتداء على الماره في السليمانيه وجرحوا ثمانيه اشخاص بالسكا كين جراح احدهم خطيره

ان تشويه الحقائق وبث الاكاذيب سمه الاعلام العربي المتخلف والكتاب الفاشلون الذين يظنون انهم سينالون بذلك من شعبنا الكوردي وسيفتحون الابواب ثا نيه امام احتلال كوردستان ،هؤولاء سيحملون احلامهم معهم الى القبر

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار