الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب الاستاذ رضا الضاهر - الحلقة الرابعة

رسميه محمد

2011 / 3 / 23
مقابلات و حوارات


الحلقة الرابعة
عجائب في اطار التاريخ لا خارجه
أعود فاقول أن الكاتب يجب أن يكون حرا , والحرية هنا ,بمعنى الا تكون هناك عوائق خارجية تحول بينه وبين التقاطه لظاهرة ما, أن ينظر لها . وأن لايكتفي بكتابة ماهو مقبولا اليوم, بل ماسوف يكون مقبولا في المستقبل , بدون التمسك بهذا المنطق لايمكن كسر دوائر الزمن البرجوازي المغلقة , التي أعاقت وتعيق تفتح الزمن الانساني المتوازن بتواصل نهائي . والمنهج العلمي الجدلي ومنطق التاريخ يؤكد أن النصر في النهاية لابد أن يكون لصالح المبادرات الانسانية الواعية سواء كانت جماعية أو فردية . وأستعير هنا بعض الاقتباسات من نص روائي ممتع وهام بعنوان (النورس جوناثان لفينيغستون) للامريكي ريتشارد باخ . لاشير بدلالتها الواضحة للفكرة التي طرحتها أعلاه , وهي ضرورة تجاوز الترتيب البرجوازي للعالم , ضرورة اختراق حدود الزمن الانساني المعاصر من الداخل باتجاه الافق اللانهائي . ..
يخاطب النورس جوناثان نورسا أخر ( لاتصدق أيها البائس , لاتصدق ماتخبرك به عيناك لانهما لايريانك غير المحدود . أنظر بعقلك وتبين ماتعرفه حقا , ولسوف ترى الطريق الى التحليق ) . وعندما يحضر النورس جوناثان اجتماع المجلس العام لجماعته من النوارس التي تستنكر مغامراته في التحليق نحو الافاق المفتوحة , والبعيدة عن الحيز الضيق من الشاطئ الصغير الذي اعتادت عليه جماعته , يحدث نفسه قائلا ( ما أريده هو المشاركة فيما توصلت اليه , وأن أظهر أن الافاق الممتدة هي لنا جميعا ). ثم يرتفع بصوته مخاطبا جماعته – أهي لامسؤولية يا أخوتي ؟ , من هو أكثر مسؤولية من نورس يجد ويتبع مغزى وغاية في الحياة , طوال الف عام ونحن نتعثر وراء رؤوس السمك , أما الان فقد أصبح للحياة معنى أن نتعلم , أن نكتشف , أن نكون أحرارا ...)*.
ويمكن أن أضيف هنا أن المنهج العلمي الجدلي , يتيح الامكانية للكاتب ليس فقط استشراف أفاق المستقبل , بل الرؤية المتعددة الجوانب للاشياء , بعيدا عن السقوط في الميتافيزيق .
فالمتأمل لتاريخ الحزب الشيوعي وهو موضوع بحثنا في هذا الحوار , يرى أن هناك أكثر من جانب , فهناك الجانب المشرق والمتمثل في النضالات والتضحيات التي خاضها الحزب طيلة تاريخه المجيد . وهناك الجانب الرمادي , المتمثل في الشخصيات , التي انتهكت مبادئ الحزب وتخلت عن أهدافه وخطه النضالي الوطني الديمقراطي . واذا أردنا الانتقال من المجرد الى الملموس ومن النظري الى العملي , أتوقف عند نماذج من هذه الشخصيات القيادية وهما حسن سلطان وماجد عبد الرضا , لكي أوضح أن مايحصل عندنا من ممارسات عجيبة , ليس خارج التاريخ بل هي وقائع تاريخية يشهد عليها الكثير من الرفيقات والرفاق ). لقد عملا الشخصين المذكورين بكل طاقاتهما لعرقلة الخط النضالي للحزب في فترة النضال ضد النظا م الدكتاتوري . ولهذا الهدف حاربوا الرفاق المنسجمين مع خط الحزب وتوجهاته النضالية انذاك. وقد نلت انا الحصة الاكبر من مؤامراتهم واحابيلهم وتعرضت الى صنوف عديدة من الانتهاكات والتنكيل والاساءات , الى الدرجة التي دعت الكثير من الشخصيات الحزبية الى رفع أصواتهم الاحتجاجية للحزب واذكر من هذه الشخصيات الشاعر الكردي المعروف أحمد دلزار . واستمر هذا الوضع معي أكثر من أربع سنوات
لحين حضور الرفيق عزيز محمد السكرتير السابق للحزب , وعندما سمع شهادات الرفاق عن الانتهاكات التي تعرضت لها , سألني بأستغراب , كيف تحملت ذلك ؟. وبقية القصة معروفة فقد ذهبا لاحقا , وأرتميا في أحضان النظام الدكتاتوري المباد .
ويمكن أن أشير الى وقائع أخرى حصلت في منطقة كردستان بعد انتفاضة اذار المجيدة . لقد عمل بعض الرفاق القياديين الاكراد بكل طاقتهم للتفريق بين الرفاق العرب والاكراد , وكان بعضهم يردد( نؤسس حزب شيوعي كردي قبل أن يصبح الرفيق حميد مجيد موسى سكرتيرا للحزب لانريد سكرتير عربي ) , في الوقت الذي ظل فيه الرفيق عزيز محمد ثلاثون عاما سكرتيرا للحزب ولم يخطر على بال أحد منا فكرة من هذا النوع فقد تربينا منذ طفولتنا على الحس الاممي وعلى التضامن مع قضية الشعب الكردي ,وكان الشيوعيون العرب في الوسط والجنوب يخوضون النضال المرير ويتعرضون للاعتقالات والتعذيب لمطالبتهم بأحلال السلم في كردستان . وأذكر عندما كنت طفلة , جاء الرئيس عبد السلام عارف لزيارة مدينتنا وكان المقرر أن يخترق أحد الطلبة صفوف المحتشدين ويقدم مذكرة الى عبد السلام تطالب بأحلال السلم في كردستان , وقد ذكر الحزب لهم أن من يقدم المذكرة يكون فدائي , اذ من المؤكد أن سلطات النظام سوف تعتقله , فتبرعت شقيقتي الشهيدة فوزيه محمد هادي أن تكون هي الفدائية وكان عمرها انذاك خمسة عشر عاما.
وأترك للقارئ أن يتصور مقدار صدمتي بعد هذه الوقائع , وبعد أن قضيت مع بقية رفاقي ورفيقاتي ظروف شاقة في العمل الانصاري مع الرفاق الاكراد , أعود بعد انتفاضة أذار الى كردستان لاساعد النساء في انشاء رابطة نساء كردستان , فأتفاجأ باعتراضات شديدة من قبل بعض المسؤولين الاكراد على مساهمتي ومساعدتي للنساء , لانني عربية والعربية لايصح أن تعمل مع الكرديات حسب رؤيتهم .
أما بخصوص الانتهاكات التي أشرت اليها في الحلقات السابقة , فلا زلت احتفظ بمعطيات أخرى موثقة عنها , وسأبرزها عند الضرورة , في حالة الطعن بما سقته في الحلقات الماضية من قبل من تخصهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟