الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب المثقف الماركسي عن المجتمع العربي

عمر شبيب

2011 / 3 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تفتقر المجتمعات العربية للمثقف الماركسي العربي ،حيث تغيب هذه الشخصية المتحدثة بالمنطق الماركسي و التي يمكن أن نطلق عليها اسم مثقف ماركسي ،تغيب عن مجتمعاتنا غياباً كلياًً ، في السنوات ما بعد عام 1990 حصل إحباط عام لدى جميع منتسبي مؤسسات اليسار العربي ، أدى إلى تفكك و ضعف هذه ألأحزاب و سببه تفكك ألاتحاد السوفيتي ، و كأن هذا ألأخير هو اليسار و مع تلاشيه تلاشى الفكر الماركسي. طبعاً هنا أتحدث عن الأحزاب الشيوعية و كل الاتجاهات اليسارية و التي اتخذت من المبدأ الماركسي قاعدة فكرية لها أو اعتمدت الماركسية – اللنينية ، أو الشيوعية الماوية ،فجميعها بالخط العريض تلتحم في مبدأ واحد هو الماركسية .
رحلة الماركسية العربية امتدت منذ الثلاثينيات و حتى يومنا هذا و لكن في المجتمع العربي لا يوجد مكان للمثقف الماركسي بكل أخلاقيات المبدأ الماركسي أو اليساري أو الشيوعي ، فتحت أي مسمى لا يهم و لكن الثقافة الماركسية غابت عن مجتمعاتنا و التقصير من المؤسسات الحزبية و من منتسيبيها ، حيث تقع على عاتقهم مسؤولية نشر هذه الثقافة .
لقد تتبعتُ الشخصية اليسارية على مدى طويل من تاريخها النضالي و لكن لم أجد في الشخصية اليسارية العربية المعنى الحقيقي الذي كنت أبحث عنة أنا كمواطن عربي بسيط من الشارع العربي. لقد كنت أبحث عن شخصية أشعر أنها تحمل في طياتها الحلول لمجتمعاتنا المحبطة و لمجتمعاتنا التي تعاني من شتى أشكال الظلم و القهر و الانهزامية و غيرها من التعابير السلبية التي توصف حياتنا نحن أبناء المجتمعات العربية ، ولكن كل ما كنت أجدة هو أن أغلب منتسبي ألاتجاهات اليسارية هم أفراد يتباهون في ذم الذات الإلهية المُعْتَمَدة في المجتمعات العربية و كذلك يتباهون في قدح و ذم الأنظمة العربية السائدة و كذلك في سب و ذم الأشخاص الذين يترأسون هذه الأنظمة ، و قد يقول لي قاريء أن هذا صحيح و هم يستحقون ذلك ، أنا هنا لا أناقش أنهم يستحقون أو لا يستحقون بل أناقش صراعي معهم ، فالصراع ليس صراع قدح و ذم بل صراع فكر فكل منا يجب أن يحظى بثقة الجماهير الشعبية في مجتمعاتنا العربية من خلال الفكر المُقدم لهم ، قد يحظى النظام السائد برضى كبير عند الشعب و لكن هذا فقط قشرة خارجية و تبلور على حساب الخوف و الذعر الذي زرعته في نفوسهم هذه ألأنظمة بالإضافة إلى نوع من التضليل الفكري الموجة و ليس على حساب القناعة .
لقد كان على منتسبي المؤسسات اليسارية العربية نشر الوعي المتعلق بالنظرية الماركسية و الطروحات اليسارية ، و كان من الأفضل إيجاد الطرق و الأساليب التي يمكن من خلالها نشر الوعي الماركسي دون تحقير ثوابت المجتمع ( هنا أقصد الدين و العادات و التقاليد و غيرها من الثوابت المرفوضة من قبل المفكر الماركسي )على الأقل في المدى القصير للموضوع و الذي على المدى البعيد سوف يعطي نتائجه في التغيير ،إن غياب مفهوم تكوين الشخصية الماركسية في المؤسسات الحزبية خلق أزمة في تكوين الفكر الماركسي و من ثم أزمة في تكوين مجتمعات تتسم بالثقافة و الوعي الماركسي . لذلك هناك خطر شديد يهدد الفكر الماركسي في مجتمعاتنا العربية ، و لقد كان الخطاء ألأكبر الذي إرتكبتة مؤسساتنا اليسارية هو ضعف تأهيل الكوادر الموجودة في المؤسسات اليسارية و تزويدهم بالمنطق الماركسي . و لو أسسنا قاعدة ثقافية فكرية قوية عند منتسبي هذه المؤسسات ألاجتماعية ، لكان عندها من الممكن ألاعتماد على هذه الأجيال في نقل الوعي الماركسي من جيل إلى جيل و المُعْتَمِدْ على التحليل المنطقي و العلمي لعلاقات ألإنتاج في المجتمعات العربية . وهنا يمكن متابعة النضال في سبيل خلق أجيال تحمل المنطق الفكري الماركسي و لا تعتمد على وجود شيء يسمى إتحاد سوفيتي في وقتها و مع غياب هذا الأخير غاب الفكر الماركسي عن مجتمعاتنا العربية. إن مؤسساتنا الماركسية بحاجة إلى تعزيز العلم و المعرفة الماركسية بين صفوف منتسبيها لكي تستطيع هذه المؤسسات أن تأخذ مكانتها في مجتمعاتنا العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غياب مثقف بناء الدولة عن المجتمع العربي
خليل فرحات ( 2011 / 3 / 24 - 10:50 )
ينبذ العرب ماركس كنبذهم لإبن خلدون لقوله فيهم : أنهم لا يحسنون الحكم لأن بناء الدولة ليس من طبيعتهم . فنبذوه بحجة أنه سب ملتهم فوصفوه بالكفر مثل ماركس لقوله في اليهود بأنهم ربويون لا يحسنون التجارة من دون ربا لأنه من طبيعتهم فنبذوه بحجة أنه أساء إلى عنصرهم فوصفوه بالإلحاد . و رغم أن فكر العلامتين يمتميز بالتحليل والتعليل لمسسببات بناء الدولة الاجتماعية العادلة لدى إبن خلدون ولمسببات بناء الدولة الاقتصادية العادلة لدى ماركس فإن تهمة الأول بالكفر والثاني بالإلحاد يستنبط منها قسم كبير من المثقفين العرب ثقافة تسيء إلى العلامتين معا . لذلك أية حركة عربية ترغب في إثراء الفكر المعبر عن الدولة الاقتصادية العادلة لدى ماركس ، أن تثري معه في نفس الوقت الفكر المعبر عن الدولة الاجتماعية العادلة لدى إبن خلدون . لأنه في اعتقادي ليس هناك أفضل من فكر هذين العلامتين في علوم السياسة والاجتماع والاقتصاد


2 - هل المسيح ثوري ؟
عمر شبيب ( 2011 / 3 / 24 - 12:31 )
أشكرك على التعليق الجميل ، و اليهود أيضاً صلبوا المسيح و لكن أكثر شخص أثر في البشرية هو صاحب اكثر فكر مسالم ، و المسيح عندما تحدى اليهود و لم يستطيعوا أن يسجلوا موقفاً و احداً ضده سوى بعض العبارات المقتبسة من كلامة الذي إستخدم فية الصيغ التشبيهية . هنا أود أن أقول أننا نستطيع تغيير مجتمعاتنا و بكل ثورية و بكل سلمية و بدون الحروب و لكن بتقديم فكر و أشخاص قادرين على تحمل نشر هذا الفكر ، طبعاً أنا لست طوباوياً و لست من الإتجاهات اليسارية التي سبقت لينين و قدمت الحلول السلمية ، و الموقف الذي دار بين لينين أوليانوف و أخية حول طريقة ألتعامل مع المجتمع الروسي المحكوم من قِبل القيصر ، حيث رفض لينين الطريق السلمية للتعامل مع القيصر و قال لأخية: بهذة الطريق لن نسلك و سوف نسلك بطريق آخر .إنتهى ألإقتباس .
و انا هنا بطرحي لست طوباوياً ولكن مع تغيير مجتمعاتنا و على طريق نشر الوعي الماركسي إن أكثر إنسان دعا للسلم و المحبة و السلام هو المسيح و هو أكثر إنسان غير العالم و غير مجرى التاريخ . إذا يمكن أن نكون ثوريين مثل المسيح و كما قدمة جبران خليل جبران أن أكثر إنسان ثوري و متحدٍ هو المسيح
.

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم