الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوهام الزمن الاسدي

جهاد الرنتيسي

2011 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لآل الاسد الحق في جائزة نوبل لـ " مط " الشعور القومي الى اقصى الحدود ، وفي كافة الاتجاهات ، بعد ابداعاتهم في تعددية استخدامه ، على مدى سنوات حكم الاب والابن .
فهو التهمة الجاهزة حين يتطلب الامر اعتقال صاحب رأي ، عبر عن وجهة نظره في قضية محلية ، او اقليمية ، وربما دولية ، مما حول عبارة " اضعاف الشعور القومي " الى نكتة تنتمي الى عالم الكوميديا السوداء بلغة اهل المسرح .
ويكفي شعور آل الاسد واجهزتهم الامنية بقوميتهم ، لمصادرة حرية اي مواطن عربي يمر بسورية ، وتحويله الى رقم في معتقلاتها ، دون اي اعتبار لمواطنته في بلد آخر ، فالولاية الاسدية ممتدة لتشمل كل العرب ، اذا تعلق الامر بالعقاب .
الشعب العراقي مثلا دفع بعض ضريبة شعور آل الاسد بقوميتهم حين تحولت آلامه وجراحه الى ورقة يستخدمها النظام السوري في مناوراته السياسية .
كما يمنح الشعور في احد تجلياته الحق في محاولة الاستحواذ على القرار السياسي في البلدان المحيطة وربما يكون لبنان النموذج الحي على ذلك .
وفي مرحلة من المراحل تحول الشعور القومي بالمفهوم الاسدي الى غطاء لتقاسم النفوذ مع اسرائيل في الاراضي اللبنانية .
فيما بعد بات ذريعة لمحاربة اسرائيل بآخر لبناني الى حين تحقق وهم التوازن الاستراتيجي الذي يحرر الارض العربية ويعيد الجولان .
الاستخدام السياسي المستوحى من الشعور القومي لم يتوقف عند هذا الحد في لبنان ، فهناك حركات لبنانية استباحت دماء اللبنانيين واهالي المخيمات الفلسطينية ، بتمويل ليبي وايراني ، لتقدم نموذجا بائسا للتنسيق في خدمة قضايا المنطقة .
ظهرت تجليات اخرى للشعور القومي في الملف الفلسطيني ، خلال حكم الاب والابن في سوريا ، فهو يكفي لمحاولة فرض الوصاية على القرار ، وشق الفصائل ، وتحويلها الى جيوش من المخبرين ، تتلقى تكليفاتها من احد الفروع الامنية ، وغالبا ما تعبر هذه التكليفات عن افكار مريضة بدء من التحرش بالشعب اللبناني وترويعه ، ومرورا بعمليات عسكرية تخرج النظام السوري من ازماته الداخلية ، وتحمل الفلسطيني اعباء اضافية.
خلال مواجهتها غضبة السوريين الاخيرة وجدت الاجهزة الامنية السورية استخدامات اخرى للفلسطيني باعتباره " حيطة واطية " يمكن تحميلها المسؤولية عن اية كارثة وقعت او يمكن ان تقع في اي بقعة من الكون .
وكغيره من دول الجوار السوري ، التي ذاقت ويلات مجاورة الاب والابن ، كان للاردن نصيبه من تجليات اوهام الشعور القومي ، وان اقتصر الامر هذه المرة على الزعم بدخول سيارات اسلحة ومتطوعين من الاردن الى درعا .
محاولة تصدير الازمة الى الفلسطينيين والاردن وربما لبنان مستقبلا لا تخلو من اسقاطات افرازات الشعور القومي وفق مفهوم آل الاسد للمشاعر القومية واستخداماتها .
وغاب عن القائمين على هذه المحاولة اننا سوريون بامتياز ، وفق فهمنا لسوريتنا ، نتألم لجراح الاهل ، في دمشق ودرعا وبانياس وحلب وحمص ، ونحلم معهم بمستقبل يستحقونه .
هذه الحقيقة ليست وحدها الغائبة ، عن الموغلين في الدم السوري العزيز، رغم رغم استباحتهم له ، فهناك الحقيقة الاهم ، حين نخرج من اتون حرقتنا على اهلنا ، وهي ان سوريا تحن الى زمن ما قبل استيلاء العسكر على السلطة وتحويل البلاد الى مزرعة للعائلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج