الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردآ على النظام السوري

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ان الاعلانات المدعوة بالاصلاحية التي أعلنها مؤخرآ النظام السوري والتي جاءت في نفس الجيل الذي قال بشار الأسد أن عليه انتظار أجيال من أجل الاصلاح في سوريا، هذه الاعلانات لا تعدوا أكثر من كونها محاولة للالتفاف على مطالب الشعب ، فالمتمعن في الصيغة التي تم بها صياغة واعلان تلك الاعلانات التي لا يمكن تصنيفها بأكثر من كونها ادعاءات يجد أنها محملة بألفاظ وكلمات من قبيل دراسة كذا وانشاء لجنة كذا والنظر في ومتابعة كذا ووضع آليات دون تحديدها بشكل مبهم ، وكلها تفتح الباب من البداية لخداع الشعب وامتصاص ثورته وهي في مهدها ثم بعد ذلك يتم عمل تعديلات لا ترقى حتى للمستوى الأول من الاصلاحات الحقيقية ، وهناك حكمة قائلة أنه اذا أردت أن تقتل مشروعآ فانشأ له لجنة ، ثم تقول الحكومة أنها ستتابع ملفات الفساد بنفسها فكيف تكون هي الخصم والحكم والجلاد معآ ، ان الفساد في سوريا شأنه في مصر وكافة الدول العربية ينخر في كل شرايين العمل الحكومي وما يتعلق به ، والشعوب تعي ذلك جيدآ وتصطدم به كل يوم .

بل ان الوقوف على مسألة أنه سيتم ... دراسة ... السماح بتأسيس أحزاب ، لاتعني في كونها – هذا اذا تم ذلك أساسآ - أكثر من امكانية السماح فعلآ بتأسيس أحزاب كرتونية مصطنعة لا ضير ولا خوف منهم فهم مجرد مهرجين على خشبة مسرح الفساد السياسي والاداري الذي يشاهده الشعب السوري منذ عشرات السنين ، الأحزاب الحقيقية القوية تؤسس بمجرد الاخطار شريطة عدم قيامها على أسس دينية أو مذهبية أو طائفية ولا تمتلك مليشيات عسكرية وذلك وفقآ لما يتم تحديده في قانون تأسيس الأحزاب لا يحتوي على أكثر من تلك المادة ومادة أخرى تتعلق بعدد مناسب وموضوعي من الأعضاء ، فلا يمكن تخيل أن يتخلى حزب البعث عن كل تلك السلطات المطلقة التي يحكم بها ويتخلى عن وحدانيته السياسية التي اعتاد عليها منذ عام 1963م ، ولكن النية مبيتة كالعادة لدى النظام السوري لقتل الفكرة المجردة بمجرد ورودها على لسان مسؤولي النظام .

ناهيك عن تلك الرشوة المقدمة والتي تعرف باسم الزيادة الفورية في رواتب موظفي القطاع الحكومي والتي بالأساس لن تكفي غلاء المعيشة التي يتسبب فيها الفساد والافساد المنتشر والممنهج والمحمي من قبل النظام السوري وأعوانه ويحملون الفاتورة على حساب المستهلك والمواطن السوري المطحون ، ولماذا لم تتم زيادة المرتبات الا الآن والتي بحت بالمطالبة بها أصوات المواطنين طيلة السنين الماضية حتى ولو لم تعلوا تلك الأصوات بسبب القبضة الامنية الطاغية والمقيته التي لا يستطيع النظام السوري ألا يحكم الا بها لخوفه من شعبه لادراكه تمامآ سوء ما دبر وسواد ويدبر ما فعل وما يفعل ، لا تفسير لذلك الا أنه جبن النظام من المواطنين وخوفه من ثورتهم التي لا يمكن أن تبقي فرعون العصر وهاماناته على عروش سوريا التي ورثوها عن فرعون سابق أذاقهم الويلات والدمار والخراب ولا يزال ما فعله حافظ ورفعت الأسد في تدمر عام 1980م وحماه عام 1982م وغيرهما من المجازر التي راح ضحيتها عشرات الألوف من السوريين حاضرآ في الأذهان ومبكيآ للعيون ومدميآ للقلوب .

كذلك القول بتدبير التمويل اللازم للتأمين الصحي ومعالجة البطالة ، أولآ أين كانت تلك القرارات حتى مطلع الأسبوع الذي أُعلنت فيه ، ثانيآ نصطدم هما أيضآ بنفس ما نتحدث عنه من صياغة مبهمة لتمييع القضايا والانفلات من الالتزامات في المستقبل بحجة ضعف الموارد ، ولكن السؤال هنا بعد قرابة الخمسين عامآ من الانفراد بالحكم ... أين الموارد يا حكام سوريا أهي في دمشق أم في جنيف ؟ .

ان من يريد اصلاحآ حقيقيآ يعلن اصلاحات فورية وباترة لا رجعة فيها ولا خداع ولا صياغة بطريقة تسمح بالالتفاف والمناورة على حقوق الشعب ، من يريد الاصلاح الحقيقي يعلن فورآ تعديلات دستورية تنص على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسيه حرة ونزيهة وتحت اشراف قضائي ودولي وتحديد مدة الرئاسة والخ من الاصلاحات الحقيقية الساطعة والواضحة .

لا يمكن أبدآ لعاقل توقع الخير على يد من ورث بلادآ المفترض أنها جمهورية من أبيه مبتدءً بذلك فصلآ آخر من فصول مهازل التراجيديا العربية التي نعانيها منذ قرون ، ناهينا عن الحرس البقديم المحيط به والذي سمح بالمجئ بطبيب العيون الى سدة الحكم ليحميهم هم وعائلاتهم الذين نهبوا بلادهم ودمروها وعجزوا عن استعادة أراضيه ممن اغتصبوها طيلة كل هذه السنين الماضية ، لا يمكن أن نتخيل أبدآ أن نظام بشار الأسد سيسعى الى استرداد الجولان لأنها تظل الورقة الرابحة في يده لانشاد أنشودته وأنشودة أبيه الأبدية أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وهي في الحقيقة معركة ضد آمال الشعب السوري في الحرية والعزة والكرامة معركة ضد رغبة الشعب السوري في التخلص من الظالمين الذين سوموه سوء العذاب والمصير ، لقد كنا نقول عندنا في ميدان التحرير في مصر هؤلاء على شعبهم أسود وينسحلون على الحدود ولن تهنأ مصر وتشعر بأنها استردت كرامتها كاملة ولن تشعر مصر والمصريون بالامان طالما ظل الطغاه أعوان مبارك في بقية أنحاء العالم العربي ان الثورة المضادة لثورة مصر الطاهرة لا تنبع من داخل مصر من فلول النظام القديم فقط بل من الماردين القابعين على كراسي الحكم وعورشه في كل أنحاء العالم العربي لابديل عن الثورة في كل أنحاء سوريا لاسترداد العزة والكرامة لكل أنحاء العالم العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم التهديدات بتعليقها.. أمريكا ترسل شحنة أسلحة جديدة لإسرائ


.. القسام تعلن استدراج قوة هندسة إسرائيلية شرق رفح وتوقعها بين




.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار