الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمتن العرب لليمين ؟!

جمال الخرسان

2011 / 3 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


العرب والمسلمون دائما ما تكون لهم مواقف متأزمة من الجبهات اليمينية في البلدان الغربية بشكل عام، وهناك من يعتقد بانهم الصقور الذين يحركون الحروب باتجاه المشرق.. اليمين هو المسبب الاساسي لهذه السلسلة اللامتناهية من الازمات في العالم عموما وفي الشرق الاوسط على وجه الخصوص تلك قناعة لايبدو انها تتغير في القريب العاجل، الكل يتخوف منهم سواء بالنسبة لبلدان المنطقة العربية والاسلامية او حتى الجاليات المقيمة في اوروبا وامريكا القادمة من المشرق، ذلك لانها هي الاخرى تتخوف من صعود الاحزاب اليمينية طالما كان لهذه الاخيرة موقف اكثر تصلبا تجاه سياسات الهجرة الى بلدان الشمال. نلعن اليمين ونصوت لليسار.. نستعديهم اكثر مما نفكر في فتح الجسور معهم، ننحاز كثيرا لليسار في اوربا ونهلل له كثيرا حينما يفوز في ايّ موسم انتخابي هنا او هناك، والبعض يراهن احيانا على الحزب الديمقراطي الامريكي ويتبرع له بالمال من اجل تنشيط حملاته الدعائية رغم انه ليس بحاجة ماسة الى المال كل ذلك من اجل اضعاف الجبهة الجمهورية في امريكا، باختصار فان النظرة العامة لاتتعدى انحيازا عربيا فاضحا لليسار وشيطنة لليمين!
لكن الواقع يشير في كثير من المناسبات ان اليمين هو الاكثر قدرة على حسم الازمات الشرق الاوسطية المترهلة، بوش الاب اخرج الجيش العراقي من الكويت، اما بوش الابن فقد ازاح عن العراق دكتاتورا وضع المنطقة على كف عفريت. واليوم فان اليمين الفرنسي هو الذي تبنى الملف الليبي واعدّ جبهة دولية سياسية وعسكرية من اجل وضع حد لنزيف الدم الليبي الذي لم يتورع عن اراقته حاكم مجنون مثل القذافي واولاده الذين لايقلون طيشا عنه.
هذا هو الواقع حتى وان اختلفت توجهات العرب في نظرتهم لليمين في امريكا وتدخله في العراق وبين اليمين الفرنسي بقيادة ساركوزي وتدخله في الحالة الليبية.
الملفت ان الادارة الامريكية الحالية هذه المرة تتحرك ببطء شديد اذا ماقورنت الى الموقف الفرنسي ومجمل المواقف الاوربية الاخرى، الادوار تبدلت الى حد كبير! فمن كان مندفعا قبل عشرة اعوام ابدى الان موقفا مغايرا تماما.. ومن كان حينها رافضا للتدخل العسكري يحرص الان حرصا شديدا على ضرورة التدخل باي شكل من الاشكال، فالفرنسيون هاجموا كتائب القذافي قبل ان ينفرط عقد القمة الدولية التي دعت لها فرنسا من اجل تشكيل جبهة سياسية تدعم التنفيذ العملي للقرار الدولي رقم 1973.

المفارقة الاكثر اهمية بالنسبة للازمة الليبية هي ان الليبيين كانوا حينما يستصرخون العالم من ظلم القذافي وبطش كتائبه التي لاترحم شيخا ولا طفلا صغيرا.. انهم كانوا حينما يستصرخون بكل تفجع ينعتون القذافي بحماس منقطع النظير بانه ( يهودي!) وكأن مفردة يهودي وجها آخر للخيانة العظمى! وكأنها شتيمة ما بعدها شتيمة! لا ادري ان كان الليبيون يعرفون بعد اليوم بان اول من استجاب لصرخاتهم واستغاثاتهم وشكل حلفا واعدّ العدة لنصرتهم هو الرئيس الفرنسي ساركوزي.. ذلك اليهودي، اليميني الذي ربما كان ينعت في يوم من الايام بأنه (المتطرف )! فيما تردد طويلا ذلك الذي يسمى باراك حسين اوباما قبل ان ينظم على استحياء للجبهة الفرنسية الداعمة لتقليم اظافر القذافي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي يقر إصلاح سياسات الهجرة واللجوء.. أي تداعيا


.. تونس: الاتحاد الأوروبي يطلب إيضاحات بعد موجة التوقيفات الأخي




.. ردا على افتحام مقر هيئة المحامين في تونس.. عميد المحامين يلو


.. حرب غزة والتطورات في المنطقة تخيم على أعمال القمة العربية في




.. الجزيرة ترصد معاناة سكان رفح بعد أسبوع من إغلاق المعابر